8 رمضان 6 هـ
21 كانون الثاني 628 م
سرية عبد اللّٰه بن عتيك لقتل أبي رافع

عرض الخرزج قتل أبي رافع

واستأذن نفر من الخزرج رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم في قتله، ذًَبّا  عن اللّٰه وعن رسوله صلى اللّٰه عليه وسلم، وتشبهًا بالأوس فيما فعلوه من قتل ابن الأشرف؛ فأذن لهم، وكذلك كانوا رضي اللّٰه عنهم يتنافسون فيما يزلف إلى اللّٰه وإلى رسوله.

المشاركون في السرية

وكان ابن أبي الحقيق ب خيبر، فخرج إليه من الخزرج من بني سلمة خمسة نفر: عبد اللّٰه بن عتيك ، و مسعود بن سنان ، و عبد اللّٰه بن أنيس، و أبو قتادة بن رِبْعي ، و خزاعي بن أسود ، حليف لهم من أَسْلَم.
وذكر ابن عقبة فيمن قتل أبا رافع: أسعد بن حرام ، ولم يذكره غيره.

الوصية لقائد السرية

وَأَمّرَ رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم عليهم ابن عتيك، ونهاهم أن يقتلوا وليدًا أو امرأة.

احداث السرية

فخرجوا حتى إذا قدموا خيبر، أتوا دار ابن أبي الحقيق ليلاً، فلم يدخلوا بيتاً في الدار إلا أغلقوه على أهله، قال: وكان في عُليَة، له إليها عجلة ، قال: فأسندوا فيها، حتى قاموا على بابه، فاستأذنوا عليه، فخرجت إليهم امرأة، فقالت: من أنتم؟ فقالوا: ناس من العرب نلتمس الميرة ، قالت: ذاكم صاحبكم فادخلوا عليه، فلما دخلنا أغلقنا علينا وعليه الحجرة تخوفاً أن يكون دونه مَحوُلة تحول بيننا وبينه.
قال: وصاحت المرأة فنوهت بنا.

تنفيذ القتل

قال: وابتدرناه وهو على فراشه بأسيافنا، واللّٰه ما يدلنا عليه في سواد الليل إلا بياضه، كأنه قبُْطية ملقاة.

التزام وصية الرسول صلى اللّٰه عليه وسلم

قال: ولما صاحت بنا امرأته، جعل الرجل منا يرفع عليها سيفه، ثم يذكر نهي رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم فيكفَّ يده، ولولا ذلك لفرغنا منها بليل.

طعن أبي رافع في بطنه

قا حلس:بيف.لما ضربناه بأسيافنا، تحامل عليه عبد اللّٰه بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه، وهو يقول: قطَْني قطَْني، أي: حسبي.

طلب أصحابه لمن قتله

قال: وخرجنا، وكان عبد اللّٰه بن عتيك رجلاً سيء البصر، فوقع من الدرجة فوُثئت يده وثًأ شديدًا، ويقال: رجله – فيما قال ابن هشام وغيره- قال: وحملناه حتى نأتي منهرًا من عيونهم فندخل فيه، قال: فأوقدوا النيران، واشتدوا في كل وجه يطَلبون، حتى إذا يئسوا رجعوا إلى صاحبهم، فاكتنفوه وهو يقضي بينهم.

التأكد من مقتله

قال: فقلنا: كيف لنا بأن نعلم بأن عدو اللّٰه قد مات؟ قال: فقال رجل منا: أنا أذهب فأنظر لكم، فانطلق حتى دخل في الناس، قال: فوجدتها ورجال يهود حولها، وفي يدها المصباح تنظر في وجهه وتحدثهم، وتقول: أما واللّٰه لقد سمعت صوت ابن عتيك ثم أكذبت، قلت: أَنَىّ ابن عتيك بهذه البلاد؟ ثم أقبلت تنظر في وجهه، ثم قالت: غاظ وإله يهود، فما سمعت كلمة
ألذَّ إلى نفسي منها، قال: ثم جاءنا فأخبرنا الخبر، فاحتملنا صاحبنا.

إخبار النبي بخبره

فقدمنا على رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم فأخبرناه بقتل عدو اللّٰه.

حسم الخلاف فيمن قتله

واختلفنا عنده في قتله، كلنا يدعيه، قال: فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: “هاتوا أسيافكم. فجئناه بها، فنظر إليها، فقال لسيف عبد اللّٰه بن أنيس: هذا قتله، أرى فيه أثر الطعام“.

سبب قتل أبي رافع

قال ابن سعد: هي في شهر رمضان سنة ست، قال: وقالوا: كان أبو رافع قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب، وجعل لهم الجعُْل العظيم لحرب رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم.