ربيع الأول 1 هـ
أيلول 622 م
رغبة القبائل في نزول النبي لديها

دعوا سبيل الناقة

أتى النبي صلى الله عليه وسلم عتبان بن مالك ، وعباس بن عبادة بن نضلة في رجال من بني سالم بن عوف، فقالوا: يا رسول الله، أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة، قالوا: خلوا سبيلها؛ فإنها مأمورة – لناقته- فخلوا سبيلها، فانطلقت حتى وازت دار بني بيضاة تلقاه ز ياد بن لبيد و فروة بن عمرو في رجال من بني بياضة، فقالوا: يا رسول الله، هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة، فقال: «خلوا سبيلها؛ فإنها مأمورة»، فانطلقت حتى إذا مرت بدار بني ساعدة اعترضه سعد بن عبادة و المنذر بن عمرو في رجال من بني ساعدة فقالوا: يا رسول الله، هلمَّ إلينا إلى العدد والعدة والمنعة، قال: «خلوا سبيلها، فإنها مأمورة»، فخلوا سبيلها فانطلقت، حتى إذا وازت دار بني الحارث بن الخزرج اعترضه سعد بن الربيع وخارجة بن زيد و عبد الله بن رواحة في رجال من بني بلحارث بن الخزرج، فقالوا: يا رسول الله، هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة.

اعتراض أخوال النبي الناقة

قال: «خلوا سبيلها؛ فإنها مأمورة»، فخلوا سبيلها، حتى إذا مرت بدار عدي بن النجار وهم أخواله دِنْيا أم عبد المطلب، سلمى بنت عمرو إحدى نسائهم اعترضه سليط بن قيسو أبو سليط أسيرة بن أبي خارجة في رجال من بني عدي بن النجار، فقالوا: يا رسول الله، هلم إلى أخوالك إلى العدد والعدة والمنعة، قال: «خلوا سبيلها؛ فإنها مأمورة»، فخلوا سبيلها.

بروك الناقة ببني مالك بن النجار

فانطلقت حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجده صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذ مرْبدٌ لغلامين يتيمين من بني مالك بن النجار في حجر معاذ بن عفراء سهل و سهيل ابني عمرو، فلما بكرت ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليها لم ينزل وثبت، فسارت غير بعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها لا يثنيها به، ثم التفتت خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه، ثم تلحلحت وأرزمت ووضعت جرانها ، ونزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتمل أبو أيوب خالد بُن زيد رحلهَ فوضعه في بيته، ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.