5 هـ
626 م
بَاب مَا وَقع فِي غَزْوَة بني قُرَيْظَة من الْآيَات

اخْرُج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة قَالَت لما رَجَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الخَنْدَق وَوضع السِّلَاح واغتسل اتاه جبرئيل فَقَالَ قد وضعت السِّلَاح …


وَالله مَا وضعناه فَأخْرج قَالَ «إِلَى أَيْن» قَالَ إِلَى هَهُنَا وَأَشَارَ إِلَى بني قُرَيْظَة فَخرج إِلَيْهِم.

وَأخرج البُخَارِيّ عَن انس قَالَ كَأَنِّي أنظر إِلَى الْغُبَار ساطعا فِي زقاق بني غنم موكب جِبْرِيل حِين سَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بني قُرَيْظَة.

وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عِنْدهَا فَسلم علينا رجل وَنحن فِي الْبَيْت فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَزعًا فَقُمْت فِي أَثَره فَإِذا بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيّ فَقَالَ «هَذَا جبرئيل يَأْمُرنِي ان اذْهَبْ إِلَى بني قُرَيْظَة» فَقَالَ قد وضعتم السِّلَاح لَكنا لم نضع طلبنا الْمُشْركين حَتَّى بلغنَا حَمْرَاء الْأسد وَذَلِكَ حِين رَجَعَ من الخَنْدَق وَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمر بمجالس بَينه وَبَين بني قُرَيْظَة فَقَالَ «هَل مر بكم من أحد» قَالُوا مر علينا دحْيَة الْكَلْبِيّ على بغلة شهباء تَحْتَهُ قطيفة ديباج فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «لَيْسَ ذَلِك بِدِحْيَةَ وَلكنه جبرئيل عَلَيْهِ السَّلَام أرسل إِلَى بني قُرَيْظَة ليزلزلهم ويقذف فِي قُلُوبهم الرعب».

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من وَجه آخر عَن عَائِشَة ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمع صَوت رجل فَوَثَبَ وثبة شَدِيدَة فَخرج إِلَيْهِ فاتبعته انْظُر فَإِذا هُوَ متكئ على عرف برذونه وَإِذا هُوَ دحْيَة الْكَلْبِيّ واذا هُوَ معتم مرخ من عمَامَته بَين كَتفيهِ فَلَمَّا دخل أخْبرته قَالَ أَو رَأَيْته قلت نعم قَالَ «ذَاك جبرئيل أَمرنِي ان اخْرُج إِلَى بني قُرَيْظَة».

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق مُوسَى بن عقبَة عَن ابْن شهَاب وَمن طَرِيق عُرْوَة قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي المغتسل يرجل رَأسه قد رجل أحد شقيه أَتَاهُ جبرئيل على فرس عَلَيْهِ لامته فَخرج إِلَيْهِ فَقَالَ قد وضعت السِّلَاح لَكِن نَحن لم نضعه مُنْذُ نزل بك الْعَدو وَمَا زلت فِي طَلَبهمْ وان الله امرك بِقِتَال بني قُرَيْظَة وَأَنا عَامِد إِلَيْهِم بِمن معي من الْمَلَائِكَة لأزلزل بهم الْحُصُون فَأخْرج بِالنَّاسِ فَخرج فَسَأَلَهُمْ مر عَلَيْكُم فَارس آنِفا قَالُوا مر علينا دحْيَة الْكَلْبِيّ على فرس ابيض تَحْتَهُ نمط أَو قطيفة حَمْرَاء من ديباج عَلَيْهِ اللامة قَالَ ذَاك جبرئيل وَكَانَ يشبه دحْيَة بجبرئيل.

وَأخرج ابْن سعد عَن يزِيد بن الْأَصَم قَالَ لما كشف الله الاحزاب وَرجع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بَيته فَأخذ يغسل رَأسه أَتَاهُ جبرئيل فَقَالَ عَفا الله عَنْك وضعت السِّلَاح وَلم تضعه مَلَائِكَة الله ائتنا عِنْد حصن بني قُرَيْظَة.

وَأخرج ابو نعيم عَن أم سَلمَة انها رَأَتْ جبرئيل يَوْم بني قُرَيْظَة عَلَيْهِ عِمَامَة سَوْدَاء.

وَأخرج ابْن سعد عَن الْمَاجشون قَالَ جَاءَ جبرئيل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْأَحْزَاب على فرس عَلَيْهِ عِمَامَة سَوْدَاء قد أرخاها بَين كَتفيهِ على ثناياه الْغُبَار وَتَحْته قطيفة حَمْرَاء فَقَالَ أَوضعت السِّلَاح قبل ان نضعه إِن الله يَأْمُرك ان تسير إِلَى بني قُرَيْظَة.

وَأخرج ابْن سعد عَن حميد بن هِلَال قَالَ كَانَ بَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين قُرَيْظَة ولث من عهد فَلَمَّا جَاءَت الْأَحْزَاب نقضوا الْعَهْد وظاهروا الْمُشْركين على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبعث الله الرّيح والجنود فَانْطَلقُوا هاربين وَبَقِي الْآخرُونَ فِي حصنهمْ فَوضع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه السِّلَاح فجَاء جبرئيل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج إِلَيْهِ فَقَالَ مَا وضعت السِّلَاح بعد أنهض إِلَى بني قُرَيْظَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «ان فِي اصحابي جهدا فَلَو انظرتهم أَيَّامًا »فَقَالَ جبرئيل انهض إِلَيْهِم لأدخلن فرسي هَذَا عَلَيْهِم فِي حصونهم ثمَّ لاضعضعنها فَأَدْبَرَ جبرئيل وَمن مَعَه من الْمَلَائِكَة حَتَّى سَطَعَ الْغُبَار فِي زقاق بني غنم من الْأَنْصَار وَقد كَانَ رمي سعد بن معَاذ فِي أكحله فرقا الْجرْح وأحلب فَدَعَا الله ان لَا يميته حَتَّى يشفي صَدره من بني قُرَيْظَة قَالَ فَأَخذهُم من الْغم فِي حصنهمْ مَا أَخذهم فنزلوا على حكم سعد بن معَاذ من بَين الْخلق فَحكم فيهم ان تقتل مُقَاتلَتهمْ وَتَسْبِي ذَرَارِيهمْ.

وَأخرج ابْن جرير فِي تَفْسِيره عَن عبد الله بن أبي أوفى قَالَ كُنَّا محاصرين قُرَيْظَة وَالنضير مَا شَاءَ الله ان نحاصرهم فَلم يفتح علينا فرجعنا فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَاء فَهُوَ يغسل رَأسه إِذْ جَاءَهُ جبرئيل فَقَالَ وضعتم أسلحتكم وَلم تضع الْمَلَائِكَة فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخرقَة فلف بهَا رَأسه وَلم يغسلهُ ثمَّ نَادَى فِينَا فقمنا حَتَّى اتينا قُرَيْظَة وَالنضير فَيَوْمئِذٍ امدنا الله بِثَلَاثَة آلَاف من الْمَلَائِكَة وَفتح الله لنا فتحا يَسِيرا فانقلبنا بِنِعْمَة من الله وَفضل.

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق ابْن اسحاق قَالَ حَدثنِي عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اصْطفى لنَفسِهِ من نسَاء بني قُرَيْظَة رَيْحَانَة بنت عَمْرو فَأَبت ان تسلم فعزلها وَوجد فِي نَفسه لذَلِك فَبَيْنَمَا هُوَ فِي مجْلِس من أَصْحَابه إِذْ سمع وَقع نَعْلَيْنِ خَلفه فَقَالَ إِن هَاتين لنعلا ابْن سعية يبشرني بِإِسْلَام رَيْحَانَة.

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَابْن السكن فِي الصَّحَابَة وَأَبُو نعيم من طَرِيق ابْن اسحاق حَدثنِي عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة عَن شيخ من بني قُرَيْظَة قَالَ قدم علينا من الشَّام رجل يَهُودِيّ يُقَال لَهُ ابْن الهيبان وَالله مَا رَأينَا رجلا قطّ خيرا مِنْهُ قأقام بَين أظهرنَا فَكُنَّا نقُول لَهُ إِذا احْتبسَ الْمَطَر استسق لنا فَيَقُول حَتَّى تخْرجُوا امام مخرجكم صَدَقَة فنفعل فَيخرج بِنَا إِلَى ظَاهر حرتنا فوَاللَّه مَا نَبْرَح من مَجْلِسه حَتَّى تمر بِنَا الشعاب تسيل فعل ذَلِك غير مرّة وَلَا مرَّتَيْنِ فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة قَالَ يَا معشر يهود مَا تَرَوْنَهُ أخرجني من أَرض الْخمر والخمير إِلَى أَرض الْبُؤْس والجوع.

قُلْنَا انت أعلم قَالَ نَبِي أتوقعه يبْعَث الْآن فَهَذِهِ الْبَلدة مهاجرة وانه يبْعَث بسفك الدِّمَاء وَسبي الذُّرِّيَّة فَلَا يمنعكم ذَلِك مِنْهُ وَلَا تسبقن إِلَيْهِ ثمَّ مَاتَ فَكَانَ ذَلِك سَبَب إِسْلَام ثَعْلَبَة وَأسيد ابْني سعية وَأسد بن عبيد لَيْلَة افتتحت قُرَيْظَة.

وَأخرجه ابْن السكن من وَجه آخر عَن ابْن اسحاق عَن عَاصِم بن عمر عَن سعيد بن الْمسيب عَن جَابر.

واخرجه ابْن سعد عَن الْوَاقِدِيّ عَن ابراهيم بن اسماعيل عَن أبي حَبِيبَة عَن دَاوُد بن الْحصين عَن أبي سُفْيَان مولى ابْن ابي احْمَد نَحوه.

وَأخرج ابْن سعد عَن يزِيد بن رُومَان وَعَاصِم بن عمر وَغَيرهمَا ان كَعْب بن اسد قَالَ لبني قُرَيْظَة حِين نزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حصنهمْ يَا معشر يهود تابعوا هَذَا الرجل فوَاللَّه إِنَّه لنَبِيّ وَقد تبين لكم انه نَبِي مُرْسل وَأَنه الَّذِي كُنْتُم تجدونه فِي الْكتب وَأَنه الَّذِي بشر بِهِ عِيسَى وَإِنَّكُمْ لتعرفون صفته قَالُوا هُوَ هُوَ وَلَكِن لَا نفارق حكم التَّوْرَاة.

واخرج ابْن سعد عَن ثَعْلَبَة بن أبي مَالك قَالَ قَالَ ثَعْلَبَة وَأسيد إبنا سعية وَأسد بن عبيد يَا معشر بني قُرَيْظَة وَالله أَنكُمْ لتعلمون انه رَسُول الله وَإِن صفته عندنَا حَدثنَا بهَا عُلَمَاؤُنَا وعلماء بني النَّضِير هَذَا اولهم يَعْنِي حييّ بن أَخطب مَعَ حبر ابْن الهيبان أصدق النَّاس عندنَا هُوَ أخبرنَا بِصفتِهِ عِنْد مَوته قَالُوا الا نفارق التَّوْرَاة فَلَمَّا رأى هَؤُلَاءِ النَّفر اباءهم نزلُوا فِي اللَّيْلَة الَّتِي فِي صبحها نزلت بَنو قُرَيْظَة.

وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة قَالَت أُصِيب سعد بن معَاذ يَوْم الخَنْدَق رَمَاه حبَان بن العرقة فِي الأكحل فَضرب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خيمة فِي الْمَسْجِد ليعوده من قريب فَلَمَّا رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الخَنْدَق وضع السِّلَاح واغتسل فَأَتَاهُ جبرئيل وَهُوَ ينفض رَأسه من الْغُبَار فَقَالَ قد وضعت السِّلَاح وَالله مَا وَضعته اخْرُج اليهم قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «فَأَيْنَ» أَشَارَ إِلَى بني قُرَيْظَة فَأَتَاهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنزلوا على حكمه فَرد الحكم إِلَى سعد قَالَ «فَإِنِّي أحكم فيهم ان تقتل الْمُقَاتلَة وَأَن تسبي النِّسَاء والذرية وَأَن تقسم أَمْوَالهم» فَقَالَ سعد اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم انه لَيْسَ اُحْدُ احب الي ان اجاهدهم فِيك من قوم كذبُوا رَسُولك وأخرجوه اللَّهُمَّ فَإِنِّي اظن انك قد وضعت الْحَرْب بَيْننَا وَبينهمْ فَإِن كَانَ قد بَقِي من حَرْب قُرَيْش شَيْء فابقني لَهُم حَتَّى اجاهدهم فِيك وان كنت وضعت الْحَرْب فافجرها وَاجعَل موتتي فِيهَا فانفجرت من لبته فَمَاتَ مِنْهَا.

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن جَابر قَالَ رمى سعد بن معَاذ يَوْم الْأَحْزَاب فَقطعُوا أكحله فنزفه الدَّم فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تخرج نَفسِي حَتَّى تقر عَيْني من بني قُرَيْظَة فَاسْتَمْسك عرقه فَمَا قطر مِنْهُ قَطْرَة حَتَّى نزلُوا على حكمه فَلَمَّا فرغ من قِتَالهمْ انفتق عرقه فَمَاتَ.

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سعد بن معَاذ «تحرّك لَهُ الْعَرْش وشيع جنَازَته سَبْعُونَ الف ملك».

واخرج عَن جَابر قَالَ جَاءَ جبرئيل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ من «هَذَا العَبْد الصَّالح الَّذِي مَاتَ فتحت لَهُ ابواب السَّمَاء وتحرك لَهُ الْعَرْش »فَخرج فَإِذا هُوَ سعد ابْن معَاذ.

واخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق ابْن اسحاق حَدثنِي معَاذ بن رِفَاعَة عَن رَافع الزرقي أَخْبرنِي من شِئْت من رجال قومِي ان جبرئيل أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جَوف اللَّيْل معتجرا بعمامة من استبرق فَقَالَ من هَذَا الْمَيِّت الَّذِي فتحت لَهُ أَبْوَاب السَّمَاء واهتز لَهُ الْعَرْش فَقَامَ مبادرا إِلَى سعد بن معَاذ فَوَجَدَهُ قد قبض.

وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن الْحسن قَالَ اهتز لَهُ عرش الرَّحْمَن فَرحا بِرُوحِهِ.

واخرج ابْن سعد عَن سَلمَة بن أسلم بن حريش قَالَ دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا فِي الْبَيْت أحد إِلَّا سعد مسجى فرأيته يتخطى وَأَوْمَأَ إِلَيّ قف فوقفت ورددت من ورائي وَجلسَ سَاعَة ثمَّ خرج فَقلت يَا رَسُول الله مَا رَأَيْت احدا وَقد رَأَيْتُك تَتَخَطَّى فَقَالَ مَا قدرت على مجْلِس حَتَّى قبض لي ملك من الْمَلَائِكَة أحد جناحيه.

وَأخرج ابو نعيم عَن الْأَشْعَث بن اسحاق بن سعد بن أبي وَقاص قَالَ قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمئِذٍ رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ دخل ملك لم يجد مَجْلِسا فَأَوْسَعْت لَهُ فَلَمَّا حملُوا جنَازَته وَكَانَ من اعظم النَّاس وأطولهم لَهُ قَالَ قَائِل من الْمُنَافِقين مَا حملنَا نعشا اخف من الْيَوْم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «لقد شهده سَبْعُونَ الْفَا من الْمَلَائِكَة مَا وطئوا الارض قطّ

وَأخرج ابْن سعد عَن مَحْمُود بن لبيد قَالَ قَالَ الْقَوْم يَا رَسُول الله مَا حملنَا مَيتا اخف علينا من سعد فَقَالَ «مَا يمنعكم ان يخف عَلَيْكُم وَقد هَبَط من الْمَلَائِكَة كَذَا وَكَذَا لم يهبطوا قطّ قبل يومهم قد حملوه مَعكُمْ».

واخرج ابْن سعد عَن الْحسن قَالَ لما مَاتَ سعد بن معَاذ وَكَانَ رجلا جسيما جزلا جعل المُنَافِقُونَ يَقُولُونَ لم نر كَالْيَوْمِ رجلا أخف وَقَالُوا اتدرون لم ذَاك لحكمة فِي بني قُرَيْظَة فَذكر ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ «وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد كَانَت الْمَلَائِكَة تحمل سَرِيره» واخرجه الْحَاكِم من طَرِيق قَتَادَة عَن انس نَحوه.

واخرج ابْن سعد وابو نعيم من طَرِيق مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن مُحَمَّد بن شُرَحْبِيل بن حَسَنَة قَالَ قبض انسان يَوْمئِذٍ بِيَدِهِ من تُرَاب قَبره قَبْضَة فَذهب بهَا ثمَّ نظر إِلَيْهَا بعد ذَلِك فَإِذا هِيَ مسك فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «سُبْحَانَ الله سُبْحَانَ الله» حَتَّى عرف ذَلِك فِي وَجهه فَقَالَ «الْحَمد لله لَو كَانَ أَحَدنَا ناجيا من ضمة الْقَبْر لنجا مِنْهَا سعد ضم ضمة ثمَّ فرج الله عَنهُ».

واخرج ابْن سعد عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ كنت مِمَّن حفر لسعد قَبره فَكَانَ يفوح علينا الْمسك كلما حفرنا قترة من تُرَاب.