0 ق.هـ
622 م
بداية المحادثة وتشريح العباس لخطورة المسؤولية

وبعد أن تكامل المجلس بدأت المحادثات لإبرام التحالف الديني والعسكري، …

وكان أول المتكلمين هو العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، تكلم ليشرح لهم ـ بكل صراحة ـ خطورة المسؤولية التي ستلقى على كواهلهم نتيجة هذا التحالف‏.‏ قال‏:‏
«يا معشر الخزرج ـ وكان العرب يسمون الأنصار خزرجـًا، خزرجـها وأوسـها كليهما ـ إن محمدًا منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عزٍّ من قومه، ومنعة في بلده‏،‏ وإنه قد أبي إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك‏.‏ وإن كنتم ترون أنكم مُسْلِمُوه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه،‏ فإنه في عزٍّ ومنعة من قومه وبلده»‏.‏
قال كعب‏:‏ فقلنا له‏:‏ قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت‏.‏
وهذا الجواب يدل على ما كانوا عليه من عزم صميم، وشجاعة مؤمنة، وإخلاص كامل في تحمل هذه المسؤولية العظيمة، وتحمل عواقبها الخطيرة‏.
‏ وألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بيانه، ثم تمت البيعة‏.‏