27 صفر 1 هـ
9 أيلول 622 م
الهجرة النبوية الشريفة

حب الوطن

عن ابن عباسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «واللهِّٰ إني لأخرجُ منكِ وإنيّ لأعلم أُنكِ أحبُّ بلادِ اللهِّٰ إلى اللهِّٰ، وأكرمهُا على الله تعالى، ولولا أن أهلكَ أخرجوني منك ما خرجْتُ منكِ».

استئذان أبي بكر في الهجرة

وكان أبو بكر يستأذنهُ عليه السلام في الهجرة فيثُبَطُّه ليكونَ معه من غير أن يصُرّح له بذلك. فعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: استأذنَ أبو بكرٍ في الخروجِ من مكة حَينَ اشتدَّ عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقمْ» فقال: يا رسول الله أتطمعُ أن يؤُذَنَ لك؟ فيقول: «إني لَأرجو ذلك» فانتظره أبو بكرٍ ثم أتى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ ظُهراً فناداه فقال: «أخرجْ مَن عندَكَ» فقال: يا رسول الله إنما هنا ابنتاي. قال: «أَشعرتَ أنه قد أُذِن لي في الخروج؟» فقال: يا رسولَ الله الصحبة.َ فقال: «الصحبة». قال: يا رسولَ الله عندي ناقتانِ قد أعددتُهما للخروج. فأعطى النبيَّ صلى الله عليه وسلم إحداهما وهي الجدْعاء فركبها،
فانطلقا حتى أتيا الغار وهو بثور فتوَاَرَياَ فيه ، وكان عامرُ بن فهيرة غَلامًا لعبد الله بن الطُّفَيلْ وهو أخو عائشة لأمها، وكانت لأبي بكر منحة فكان يروح بها و يغدو عليهما و يصبحُ فيدَّلِج إليهم ثم يسرحُ ولا يفطن له أحد من الرعِّاء، فلما خرجا خرج معهما يعُقبِانهِ حتى قدَم المدينة فَقُتلِ عامرُ بن فهيرة يومَ بئرِ مَعوُنة.