11 ق.هـ
611 م
إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه

سب أبي جهل للنبي

روينا عن ابن إسحاق قال: حدثني رجل من أسلم – وكان واعية- أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا فآذاه وشتمه ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه، والتضعيف لأمره، فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومولاة لعبد الله بن جدُْعان في مسكن لها تسمع ذلك، ثم انصرف عنه، فعمد إلى نادي قريش، فجلس معهم.

علم حمزة بالخبر

فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحاً سيفه ، راجعاً من قنَصْ له، وكان صاحب قنصيرميه ويخرج له، وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على نادي قريش إلا وقف وتحدث معهم، وكان أعز فتى في قريش وأشده شكيمة. فلما مر بالمولاة وقد رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته، قالت له:
يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفًا من أبي الحكم بن هشام وجده هاهنا جالسًا، فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه، ولم يكلمه محمد.

غضب حمزة للأمر

فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته.

البحث عن أبي جهل لمعاقبته

فخرج يسعى ولم يقف على أحد، معدًّا لأبي جهل إذا لقيه أن يقع به، فلما دخل المسجد نظر إليه جالسًا في القوم، فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجه شجة منكرة، ثم قال: أتشتمه، فأنا على دينه أقول ما يقول، فرد علي ذلك إن استطعت.

مناصرة بني مخزوم لأبي جهل

فقامت رجال بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة، فإني والله قد سببت ابن أخيك سبًاّ قبيحاً.

إسلام حمزة عزة ومنعة

وتم حمزة على إسلامه وعلى ما تبايع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله، فلما أسلم حمزة علمت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عز وامتنع، وأن حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه.