12 ربيع الأول 1 هـ
23 أيلول 622 م
أول جمعة صلاها النبي بالمدينة

إقامة النبي في بني عمرو بن عوف

قال ابن إسحاق: وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف يوم الإثنين و يوم الثلاثاء و يوم الأربعاء و يوم الخميس، وأسس مسجدهم، ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة. وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك.
وقد روينا عن أنس من طر يق البخاري إقامته فيهم أربع عشرة ليلة . والمشهور عند أصحاب المغازي ما ذكره ابن إسحاق: فأدركت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الجمعة فُي بني سالم بن عوف، فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي رانوناء ، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة . فأتاه عتبان بن مالك ، و عباس بن عبادة بن نضلة في رجال من بني سالم بن عوف، فقالوا: يا رسول الله، أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة، قالوا: «خلوا سبيلها؛ فإنها مأمورة» – لناقته- فخلوا سبيلها، فانطلقت حتى وازت دار بني بيضاة تلقاه ز ياد بن لبيد و فروة بن عمرو في رجال من بني بياضة، فقالوا: يا رسول الله، هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة، فقال: «خلوا سبيلها؛ فإنها مأمورة»، فانطلقت حتى إذا مرت بدار بني ساعدة اعترضه سعد بن عبادة و المنذر بن عمرو في رجال من بني ساعدة فقالوا: يا رسول الله، هلمَُّ إلينا إلى العدد والعدة والمنعة، قال: «خلوا سبيلها؛ فإنها مأمورة»، فخلوا سبيلها فانطلقت، حتى إذا وازت دار بني الحارث بن الخزرج اعترضه سعد بن الربيع وخارجة بن زيد و عبد الله بن رواحة في رجال من بني بلحارث بن الخزرج، فقالوا: يا رسول الله، هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة.
قال: «خلوا سبيلها؛ فإنها مأمورة»، فخلوا سبيلها، حتى إذا مرت بدار عدي بن النجار وهم أخواله دِنْيا أم عبد المطلب، سلمى بنت عمرو إحدى نسائهم اعترضه سليط بن قيس و أبو سليط أسيرة بن أبي خارجة في رجال من بني عدي بن النجار، فقالوا: يا رسول الله، هلم إلى أخوالك إلى العدد والعدة والمنعة، قال: «خلوا سبيلها؛ فإنها مأمورة»، فخلوا سبيلها، فانطلقت حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجده صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذ مرْبدٌ لغلامين يتيمين من بني مالك بن النجار في حجر معاذ بن عفراء سهل و سهيل ابني عمرو، فلما بكرت ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليها لم ينزل وثبت، فسارت غير بعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها لا يثنيها به، ثم التفتت خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه، ثم تلحلحت وأرزمت ووضعت جرانها ، ونزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتمل أبو أيوب خالد بُن زيد رحلهَ فوضعه في بيته، ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.