وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه المسلمون عند #~~~بحرة الرغاء~~~# متجهين للطائف بعد فراغهم من غزوة …
حُنين متبعين فلول هوازن وثقيف إلى حصون الطائف وقائدهم مالك بن عوف، فصلوا المغرب والعشاء وأقاموا أول الليل، ثم ساروا حوالي 20 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~نخب~~~# سالكين طريقًا كانت تُسمّى “الضَّيّقة” فلمّا أُخبر صلى الله عليه وآله وسلم باسم هذا الطريق قال: «بل هي اليُسرى» -فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يُحب الاسم الحسن-، ووقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت #~~~السدرة الصادرة~~~# واستقبل الشَّمَال بوجهه ناظرًا لوادي #~~~وجّ~~~# ووقف حتى اجتمع إليه المسلمون ثم قال: «إنّ صيد وجّ وعضاه حرام محرم لله» [^1].
ولمّا نزل صلى الله عليه وآله وسلم تحت السدرة الصادرة، عند حديقة لرجل من ثقيف من المشركين، فأرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه: «إما أن تخرج وإمّا أن نخرّب عليك حائطك»، فرفض الرجل الخروج، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتخريب الحديقة عليه وتحريقها [^2]، وغربت الشمس وهم هناك.
[^1]: هذا مذهب الشافعيّة ومن وافقهم في إلحاق وادي وجّ بحرم مكّة وحرم المدينة في الحُرمة، وخالفهم من الفُقهاء من اعتبر هذا الحديث ضعيفًا.
[^2]: هذا متعارف عليه في الحروب قديمًا وحديثًا، حيث لا تفاهم في التعاون في الأرض التي ينزل بها الجيش، وطلب الخروج حتى لا يستغل العدو تلك الأرض لصنع كمّاشة على المسلمين وقتلهم من داخلها بالنبال أو السهام وغير ذلك، فحذّره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمره بالخروج منها تأمينًا لجيش المسلمين، وإعطاءًا لشخصه الأمان، فلمّا رفض أمر بهدمها على رأسه، فهذا ليس موضع تساهل وإنما هي حرب وثغرة قد يستغلها العدو، وتحذيره صلى الله عليه وآله وسلم من علو خُلقه وكريم شيمه في وقت الحرب، فإنّه يؤمّن الآمن، مع عدم تركه مجالًا للصدفة.