9 هـ
630 م
وَفد بني تَمِيم سنة تسع من الْهِجْرَة

ثمَّ قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفد بني تَمِيم وَأَقْبلُوا يفخرون بشرف نسبهم الصميم لَا يكترثون بِذِي نباهة وَلَا قدر وَلَا يعدلُونَ أحدا …

بعطارد بن حَاجِب والزبرقان بن بدر فَلَمَّا دخلُوا الْمَسْجِد رفعوا الْأَصْوَات وهرعوا ينادون من وَرَاء الحجرات ثمَّ قَامَ عُطَارِد خَطِيبًا وافتخر فِي شعره والزبرقان فأجابهما بِمَا أسكتهما كل وَاحِد من ثَابت بن قيس وَحسان.
ثمَّ أَسْلمُوا وسلموا وبفضل المجيبين تكلمُوا وَانْصَرفُوا مغمورين ببر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإكرامه مسرورين بِمَا حصل لَهُم من جوائزه السّنيَّة وإنعامه.
وَمن قَول الزبْرِقَان بن بدر عِنْد قدومه:

أَتَيْنَاك حَتَّى يعلم النَّاس فضلنَا *** إِذا احتفلوا عِنْد احتضار المواسم
بِأَنا فروع النَّاس فِي كل موطن *** وَأَن لَيْسَ فِي أَرض الْحجاز كدارم
وَأَنا نذود المعلمين إِذا انتخوا *** ونضرب رَأس الأصيد المتفاقم
وَأَن لنا المرباع من كل غَارة *** يقر بِنَجْد أَو بِأَرْض الْأَعَاجِم

فَأَجَابَهُ حسان بن ثَابت من أَبْيَات:

نصرنَا وَآوَيْنَا النَّبِي مُحَمَّدًا *** على أنف رَاض من معد وراغم
منعنَا رَسُول الله إِذْ حل دَارنَا *** بأسيافنا من كل بَاغ وظالم
وَنحن ضربنا النَّاس حَتَّى تتابعوا *** على دينه بالمرهفات الصوارم
بني دارم لَا تفخروا إِن فخركم *** يعود وبالا عِنْد ذكر الأكارم