10 هـ
632 م
وفود كندة

ومنهم وفد كندة …
وفيهم الأشعث بن قيس وكان وجيها مطاعا في قومه.
ولما دخلوا على رسول الله خبؤوا له شيئا، وقالوا: أخبرنا عما خبأناه لك؟ فقال: “سبحان الله إنما يفعل ذلك بالكاهن، وإنّ الكاهن والمتكهن في النار“. ثم قال: “إن الله بعثني بالحق وأنزل عليّ كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه“، فقالوا: أسمعنا منه، فتلا عليه الصلاة والسلام {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا فَالزَّاجِراتِ زَجْراً فَالتَّالِياتِ ذِكْراً إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ} [الصافات: 1-5] ثم سكت وسكن ودموعه تجري على لحيته، فقالوا: إنّا نراك تبكي؟ أفمن مخافة من أرسلك تبكي؟
قال: “إن خشيتي منه أبكتني. بعثني على صراط مستقيم في مثل حدّ السيف إن زغت عنه هلكت“. ثم تلا {وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلًا، إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً} [الإسراء: 86-87] ثم قال لهم عليه الصلاة والسلام: “ألم تسلموا؟” قالوا: بلى، قال: “ما بال هذا الحرير في أعناقكم؟” فعند ذلك شقوه وألقوه.