10 هـ
632 م
وفود تجيب

ومنها وفد تجيب قبيلة من كندة …
وفد على رسول الله ثلاثة عشر رجلا منهم، ومعهم صدقات أموالهم التي فرض الله عليهم، فسرّ بهم عليه الصلاة والسلام وأكرم مثواهم، وقالوا: يا رسول الله إنا سقنا إليك حق الله في أموالنا، فقال عليه الصلاة والسلام: “ردوها فاقسموها على فقرائكم” فقالوا يا رسول الله: ما قدمنا عليك إلّا بما فضل عن فقرائنا، قال أبو بكر: يا رسول الله ما قدم علينا وفد من العرب مثل هذا. فقال عليه الصلاة والسلام: “إنّ الهدى بيد الله، فمن أراد به خيرا شرح صدره للإيمان“، وجعلوا يسألونه عن القران، فازداد صلّى الله عليه وسلّم رغبة فيهم، ثم أرادوا الرجوع إلى أهليهم فقيل لهم: ما يعجلكم؟ قالوا: نرجع إلى من وراءنا فنخبرهم برؤية رسول الله ولقائنا إيّاه وما ردّ علينا، ثم جاؤوا إلى رسول الله فودّعوه، فأجازهم بأفضل ما كان يجيز به الوفود، ثم قال لهم: “هل بقي منكم أحد؟” قالوا: غلام خلّفناه في رحالنا وهو أحدثنا سنا، قال: “فأرسلوه إلينا” فأرسلوه، فأقبل الغلام، وقال: يا رسول الله أنا من الرهط الذين أتوك انفا فقضيت حاجتهم فاقض حاجتي: قال: “وما حاجتك؟” قال: تسأل الله أن يغفر لي ويرحمني ويجعل غناي في قلبي. فقال عليه الصلاة والسلام: “اللهمّ اغفر له وارحمه واجعل غناه في قلبه“، ثم أمر له بمثل ما أمر به لرجل من أصحابه.