1 هـ
622 م
وداع النبي لمكة

توديع النبي مكة

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله إني لأخرج منك، وإني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله وأكرمها على الله تعالى، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك».

اصطحاب النبي صاحبه أبي بكر معه في الهجرة

وكان أبو بكر يستأذنه عليه السلام في الهجرة فيثبطه ليكون معه من غير أن يصرح له بذلك؛ كما ورد عن عائشة رضي الله عنها، قالت: استأذن أبو بكر في الخروج من مكة حين اشتد عليه، فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «أقم»، فقال: يا رسول الله أتطمع أن يؤذن لك؟ فيقول: إني لأرجو ذلك، فانتظره أبو بكر ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم آتٍ يوم ظهراً فناداه فقال: «اخرج من عندك»، فقال: يا رسول الله إنما
هنا ابنتاي، قال: شعرت أنه قد أذن لي في الخروج، فقال: يا رسول الله الصحبة، فقال: «الصحبة»، قال: يا رسول الله عندي ناقتان قد أعددتهما للخروج، فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم إحداهما وهي الجدعاء
فركبها، فانطلقا حتى أتيا الغار وهو بثور فتواريا فيه، وكان عامر بن فهيرة غلامًا لعبدة بن الطفيل وهو أخو عائشة لأمها، وكانت لأبي بكر منحة فكان يروح بها و يغدو عليها، و يصبح فيدلج إليهم ثم يسرح ولا يفطن له أحد من الرعاء، فلما خرجا خرج معهما يعقبانه حتى قدم المدينة فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة.