8 جمادي الأول 7 هـ
12 أيلول 628 م
غزوة خيبر

وقتها …

قال ابن إسحاق: وأقام رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بعد رجوعه من الحديبية ذا الحجة وبعض المحرم، وخرج في بقية منه غازيًا إلى خيبر، ولم يبق من السنة السادسة من الهجرة إلا شهر وأيام، واستخلف على المدينة: نمُيلة بن عبد اللّٰه الليثي . فيما قاله ابن هشام.
وقال موسى بن عقبة: لما قدم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم المدينة منصرفه من الحديبية، مكث عشرين يومًا أو قريبًا منها، ثم خرج غازيًا إلى خيبر، وكان اللّٰه وعده إياها وهو بالحديبية.

رجز عامر بن الأكوع

وعن أبي الهيثم بن نصر الأسلمي، أن أباه حدثه، أنه سمع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر ل عامر بن الأكوع ، وهو عم سلمة بن عمرو بن الأكوع ، وكان اسم ابن الأكوع سنانًا: انزل يا بن الأكوع فخذ لنا من هَناَتكِ قال: فنزل يرتجز:
واللّٰه لولا اللّٰه ما اهتدينا … ولا تصدقنا ولا صلينا
إنا إذا قومٌ بغَوا علينا … وإن أرادوا فتنة أبينا
فأنزلن سكينة علينا … وثبت الأقدام إن لاقينا

إخبار النبي باستشهاد عامر بن الأكوع

فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: “يرحمك ربك“. فقال عمر بن الخطاب: وجبت واللّٰه يا رسول اللّٰه لو أمتعتنا به.

واقعة استشهاد عامر

فقتل يوم خيبر شهيدًا، وكان قتلهُ – فيما بلغني- أن سيفه رجع عليه وهو يقاتل، فكلَمَه كَلْمًا شديدًا؛ فمات منه. فكان المسلمون قد شكوا فيه وقالوا: ما قتله إلا سلاحه، حتى سأل ابن أخيه سلمة بن عمرو بن الأكوع
رسولَ اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم عن ذلك، وأخبره بقول الناس، فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: “إنه لشهيد“. وصلى عليه، وصلى عليه المسلمون.

الدعاء عند فتح القرى والبلاد

عن أبي معتب بن عمرو: “أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم لما أشرف على خيبر قال لأصحابه وأنا فيهم: قفوا. ثم قال: اللهم رب السموات وما أظللن، ورب الأرضين وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما أذرين، فإنا نسألك من خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها، أقدموا بسم اللّٰه“. قال: وكان يقولها لكل قرية دخلها.

آداب فتح البلاد

عن أنس بن مالك، قال: “كان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم إذا غزا قومًا لم يغر عليهم حتى يصبح، فإن سمع أذانًا أمسك، وإن لم يسمع أذانًا أغار“.

وقت نزول خيبر

فنزلنا خيبر ليلاً فبات رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، حتى إذا أصبح لم يسمع أذانًا، فركب وركبنا معه، وركبت خلف أبي طلحة، وإن قدمي لتمس قدم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم.

استقبال أهل خيبر الخبر

واستقبلنا عمال خيبر غادين وقد خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم . فلما رأوا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم والجيش، قالوا: محمد والخميس معه، فأدبروا هُرَّابًا. فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: “اللّٰه أكبر، خربت خبير، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين“.
وعن أبي طلحة، قال: “لما أشرف رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم على خيبر وجد اليهود وهم في عملهم، معهم مساحيهم، فقالوا: محمد والخميس! فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين“.

طريق النبي إلى خيبر

رجع إلى الأول: وكان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم حين خرج من المدينة إلى خيبر سلك على عَصَر ، فبنُي له فيها مسجد، ثم على الصهباء ، ثم أقبل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بجيشه إلى بخيبر].

مكان نزول جيش المسلمين

حتى نزل بوادٍ، يقال له: الرجيع، فنزل بينهم وبين غطفان ليحول بينهم وبين أن يمدوا أهل خيبر، وكانوا لهم مظاهرين على رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم.

موقف غطفان

فبلغني أن غطفان لما سمعت بمنزل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم من خيبر جمعوا له. ثم خرجوا ليظاهروا يهود عليه، حتى إذا ساروا مَنْقَلةَ، سمعوا خلفهم في أموالهم وأهليهم حسًّا، ظنوا أن القوم قد خالفوا إليهم، فرجعوا على أعقابهم، فأقاموا في أهليهم وأموالهم، وخلوا بين رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم وبين خيبر.

الفيء للمسلمين

وتدَنَىّ رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم الأموال يأخذها مالًا مالًا، ويفتحها حصناً حصناً، فكان أول حصونهم افتتح حصنُ ناعم، وعنده قتل محمود بن مسلمة برحى ألقيت عليه منه.

حمل عليٍّ لراية الجيش

عن أبي عمر، قال: “جاء رجل من الأنصار إلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، فقال: إن اليهود قتلوا أخي، فقال: لأدفعن الراية إلى رجل يحب اللّٰه ورسوله، ويحبه اللّٰه ورسوله، فيفتح اللّٰه عز وجل عليه، فيمكِّنه اللّٰه من قاتل أخيك، فبعث إلى عليٍّ عليه السلام، فعقد له اللواء“.

 رمد عين عليٍّ

فقال: يا رسول اللّٰه، إني أرمد كما ترى، قال: وكان يومئذ أرمد، فتفل في عينيه، قال عليٌّ عليه السلام: فما رمدت بعد يومئذ“.

الثأر للأنصاري

وعن ابن عمر، قال: فمضى بذلك الوجه، فما ٺتام آخرنا حتى فتح اللّٰه على أولياء اللّٰه، فأخذ عليٌّ عليه السلام قاتلَ الأنصاري . فدفعه إلى أخيه فقتله الرجل الأنصاري هو: محمد بن مسلمة.

الوصية في لقاء العدو

وعن جابر بن عبد اللّٰه، قال: “لما كان يوم خيبر بعث رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم رجلاً، فجبَنُ، فجاء محمد بن مسلمة، فقال: يا رسول اللّٰه، لم أر كاليوم قط؛ قتل محمود بن مسلمة. فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: لا تمنوا لقاء العدو واسألوا اللّٰه العافية، فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم، فإذا لقيتموهم، فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم، ونواصينا ونواصيهم بيدك، وإنما تقتلهم أنت، ثم الزموا الأرض جلوسًا، فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا“.

فضل سيدنا عليٍّ

ثم قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: “لأبعثن غدًا رجلاً يحب اللّٰه ورسوله، ويحبانه، لا يولي الدبر. فلما كان من الغد بعث علًيّا وهو أرمد شديد الرمد، فقال: سر. فقال: يا رسول اللّٰه، ما أبصر موضع قدمي، فتفل في عينيه، وعقد له اللواء، ودفع إليه الراية. فقال: على ما أقاتلهم يا رسول اللّٰه؟ قال: على أن يشهدوا أن لا إله إلا اللّٰه وأني رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على اللّٰه تعالى“.

اصطفاء السيدة صفية

رجع إلى الأول: ثم القَمُوص حصن بني أبي الحقَُيْق، وأصاب رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم منهم سبايا، منهن صفية بنت حُيي بن أخطب ، وكانت عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وبنتا عَمٍّ لها، فاصطفى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم صفية لنفسه، وجعلها عند أم سليم حتى اعتدت وأسلمت، ثم أعتقها وتزوجها، وجعل عتقها صداقها.

مذهب الفقهاء في ذلك

واختلف الفقهاء في هذه المسألة: فمنهم من جعل ذلك خصوصًا له عليه السلام، كما خُصَّ بالموهوبة وبالتسع، ومنهم من جعل ذلك سَُنّة لمن شاء من أمته.

طلب دحية بن خليفة

وكان دحية بن خليفة الكلبي قد سأل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم صفية، فلما اصطفاها لنفسه أعطاه ابنتيَْ عمها، وقيل: كان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم وهبها له ثم ابتاعها منه بسبعة أرؤس.

أحكام شُرعت في خيبر

وفشت السبايا من خيبر في المسلمين، وأكل المسلمون لحوم الحمُرُ الأهلية، و”نهى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم عن إتيان الحبالى من النساء وأكل الحمار الأهلي، وأكل كل ذي ناب من السباع، وبيع المغانم حتى تقسم، وأن لا يصيب أحد امرأة من السبي حتى يستبرئها ، ولا يركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه، ولا يلبس ثوبًا من فيء المسلمين حتى إذا أخَلقَهُ رده فيه، وأن يبيع أو يبتاع تبر الذهب بالذهب العين، وتبر الفضة بالورِق العين. وقال: ابتاعوا تبر الذهب بالورق، وتبر الفضة بالذهب العين“. وفيه “نهى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم عن أكل الثوم، وعن متعة النساء، ورخص في لحوم الخيل، وقسم للفارس سهمًا وللفرس سهمين، فسره نافع، فقال: إذا كان مع الفارس فرس فله ثلاثة أسهم، وإن لم يكن فله سهم“.

دعاء النبي للمسلمين

قال ابن إسحاق: ثم جعل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم يتدنى الحصون والأموال، فحدثني عبد اللّٰه بن أبي بكر، أنه حدثه بعض أسلم، “أن بني سهم من أسلم أتوا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، فقالوا: يا رسول اللّٰه، واللّٰه لقد جهدنا، وما بأيدينا من شيء، فلم يجدوا عند رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم شيئاً يعطيهم إياه، فقال: اللهم إنك قد عرفت حالهم، وأن ليست بهم قوة، وأن ليس بيدي ما أعطيهم إياه، فافتح عليهم أعظم حصونها عنهم غناء، وأكثرها طعامًا ووَدكًَا منه“.

فتح حصن الصعب بن معاذ

فغدا الناس، ففتح اللّٰه عليهم حصن الصعب بن معاذ، وما بخيبر حصن كان أكثر طعاما ووَدكًَا منه، فلما افتتح رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم من حصونهم ما افتتح، وحاز من الأموال ما حاز، انتهوا إلى حصنيَهم: الوطيح والسلالم ، وكانا آخر حصون أهل خيبر افتتاحًا.

مدة حصارهم

فحاصرهم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بضع عشرة ليلة.

شعار الصحابة

قال ابن هشام: وكان شعار أصحاب رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم يوم خيبر: أمت أمت.

مقتل مرحب اليهودي

عن جابر بن عبد اللّٰه، قال: فخرج مرحب اليهودي من حصنهم، قد جمع سلاحه يرتجز وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب … شاكي السلاح بطل مجرب
في أبيات، وهو يقول: من يبارز؟
فأجابه كعب بن مالك:
قد علمت خيبر أني كعب … مُفرِّجُ الغمَّى جريءٌ صُلْب
في أبيات. فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم:
من لهذا؟ فقال محمد بن مسلمة: أنا له يا رسول اللّٰه، أنا واللّٰه الموتور الثائر ، قتل أخي بالأمس. قال: فقم إليه، اللهم أعنه عليه“. قال: وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله، ثم خرج بعد مرحب أخوه ياسر وهو يقول: من يبارز؟ فزعم هشام بن عروة أن الزبير بن العوام خرج إلى ياسر، فقالت له أمه صفية بنت عبد المطلب: يقتل ابني يا رسول اللّٰه، قال: بل ابنك يقتله إن شاء اللّٰه. فخرج الزبير فالتقيا، فقتله الزبير.
هذه رواية ابن إسحاق في قتل مرحب. وروينا في الصحيح من حديث سلمة بن الأكوع: “أن علي بن أبي طالب قتله، وبعث رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم أبا بكر برايته إلى بعض حصون خيبر، فقاتل ورجع ولم يكن فتح، وقد جهد، ثم بعث للغد عمر بن الخطاب ، فقاتل ورجع، ولم يكن فتح، وقد جهد، فقال عليه السلام: لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب اللّٰه ورسوله، يفتح اللّٰه على يديه، ليس بفرار. فدعا علًيّا وهو أرمد، فتفل في عينيه، ثم قال: خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح اللّٰه عليك“. فخرج بها يهرول حتى ركزها في رضْم من حجارة تحت الحصن، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت؟ فقال: علي بن أبي طالب، فقال: يقول اليهودي: عَلوَْتم، وما أنزل اللّٰه على موسى، أو كما قال، فما رجع حتى فتح اللّٰه عليه. وعن أبي رافع مولى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، قال: خرجنا مع عليٍّ حين بعثه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده، فتناول عليٌّ بابًا كان عند الحصن فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح اللّٰه عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه.

صلح خيبر

وحاصر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم أهل خيبر في حصنهم، الوطيح والسلالم، حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوه أن يسيرهم، وأن يحقن لهم دماءهم، ففعل، وكان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم قد حاز الأموال كلها، الشق ونطاة والكتيبة وجميع حصونهم، إلا ما كان من ذَيْنك الحصنين. فلما نزل أهل خيبر على ذلك، سألوا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم أن يعاملهم في الأموال على النصف، وقالوا: نحن أعلم بها منكم وأعمر لها، فصالحهم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم على النصف، على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم.

اختلاف الفقهاء في فتح خيبر

وقد اختلف الناس في فتحها كيف كان. فعن أنس بن مالك: “أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم غزا خيبر؛ فأصابها عنوة ، فجمع السبي“. وروينا عن ابن إسحاق، قال: سألت ابن شهاب، فأخبرني “أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم افتتح خيبر عنوة بعد القتال“.

كيفية تقسيم الغنيمة

وعن ابن شهاب، قال: بلغني “أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم افتتح خيبر عنوة بعد القتال“، ونزل من نزل من أهلها على الجلاء بعد القتال. قال أبو عمر: هذا هو الصحيح في أرض خيبر: أنها كانت عنوة كلها مغلوبًا عليها، بخلاف فدَك، فإن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم قسم جميع أرضها على الغانمين لها، الموجفين عليها بالخيل والركاب، وهم أهل الحديبية. ولم يختلف العلماء أن أرض خيبر مقسومة، وإنما اختلفوا: هل تقسم الأرض إذا غنمت البلاد أو توُقف؟ فقال الكوفيون: الإمام مخير بين قسمتها كما فعل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بأرض خيبر، وبين إيقافها كما فعل عمر بسواد العراق، وقال الشافعي: تقسم الأرض كلها كما قسم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم خيبر؛ لأن الأرض غنيمة كسائر أموال الكفار، وذهب مالك إلى إيقافها اتباعًا لعمر؛ لأن الأرض مخصوصة من سائر الغنيمة بما فعل عمر في جماعة من الصحابة في إيقافها لمن يأتي بعده من المسلمين. وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر يقول: لولا أن يتُرك آخرُ الناس لا شيء لهم ما افتتح المسلمون قرية إلا قسمتها سهمانًا، كما قسم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم خيبر سهمانًا. وهذا يدل على أن أرض خيبر قسمت كلها
سهمانًا كما قال ابن إسحاق.

بيان وهم

وأما من قال إن خيبر كان بعضها صلحًا وبعضها عنوة فقد وَهِمَ وغلط، وإنما دخلت عليه الشبهة بالحصنين الَلّذين أسلمهما أهلهما في حقن دمائهم، فلما لم يكن أهل ذينك الحصنين من الرجال والنساء والذرية مغنومين، ظن أن ذلك صلح، ولعمري إنه في الرجال والنساء والذرية لضرب من الصلح، ولكنهم لم يتركوا أرضهم إلا بالحصار والقتال، فكان حكم أرضهما كحكم
سائر أرض خيبر، كلها عنوة غنيمة مقسومة بين أهلها، وربما شبه على من قال: إن نصف خيبر صلح ونصفها عنوة بحديث يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار: أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم قسم خيبر نصفين، نصفًا له، ونصفًا للمسلمين. قال أبو عمر: وهذا لو صح لكان معناه أن النصف له مع سائر مَنْ وقع في ذلك النصف مع، لأنها قسمت على ستة وثلاثين سهمًا، فوقع سهم النبي صلى اللّٰه عليه وسلم وطائفة معه في ثمانية عشر سهمًا، ووقع سائر الناس في باقيها، وكلهم ممن شهد الحديبية ثم خيبر. وليست الحصون التي أسلمها أهلها بعد الحصار والقتال صلحًا، ولو كانت صلحًا لملكها أهلها كما يملك أهل الصلح أرضهم وسائر أموالهم. فالحق في هذا ما قاله ابن إسحاق دون ما قاله موسى بن عقبة وغيره عن ابن شهاب. انتهى ما ذكره أبو عمر. فأما قوله: قسم جميع أرضها، فإن الحصنين المفتتحين أخيرًا وهما: الوطيح والسلالم لم يجر لهما ذكر في القسمة، وسيأتي بيان ذلك عند ذكر القسمة.
وأما تأويله لحديث بشير بن يسار، فقد كان ذلك التفسير ممكناً لو كان في الحديث إجمال يقبل التفسير بذلك، ولكنه ليس كذلك، وسيأتي في الكلام على القسمة. وأما قوله: كلهم ممن شهد الحديبية ثم شهد خيبر، فالمعروف أن غنائم خيبر كانت لأهل الحديبية ممن حضر الوقعة بخيبر ومن لم يحضرها، وهو جابر بن عبد اللّٰه الأنصاري. ذكره ابن إسحاق. وذلك لأن
اللّٰه أعطاهم ذلك في سفرة الحديبية. وعن الحكم، عن أبي ليلى، في قوله تعالى: {وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [الفتح: 18] قال: خيبر. {وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا} [الفتح: 21] فارس والروم. وإن أهل السفينتين لم يشهدوا الحديبية ولا خيبر، وكانوا ممن قسم له من غنائم خيبر، وكذلك الدوسيون، وكذلك الأشعريون، قدموا ورسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بخيبر، فكلم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم أصحابه أن يشركوهم في الغنيمة، ففعلوا. وذهب آخرون إلى أن بعضها فتح صلحًا والبعض عنوة. كما ذكرناه عن موسى بن عقبة. وعن الزهري، أن سعيد بن المسيب أخبره: أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم افتتح بعض خيبر عنوة.
وعن الزهري وعبد اللّٰه بن أبي بكر وبعض ولد محمد بن مسلمة، قالوا: بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا، فسألوا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم أن يحقن دماءهم ويسيرهم، ففعل، فسمع بذلك أهل فدَك، فنزلوا على مثل ذلك… الحديث قلت: وقد يعضد هذا القول ما يأتي في أخبار القسمة. عن ابن عمر، أن النبي صلى اللّٰه عليه وسلم قاتل أهل خيبر، فغلب على النخل والأرض، وألجأهم إلى قصرهم، فصالحوه على أن لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم الصفراء والبيضاء والحلَْقَة، ولهم ما حملت ركابهم على أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئاً، فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد، فغيبوا مَسْكًا لحيي بن أخطب فيه حليهم.

السؤال عن مسك حيي بن أخطب

وفي الخبر، قال: “قال النبي صلى اللّٰه عليه وسلم ل سَعْيةَ : أين مَسْكُ حيي بن أخطب. قال: أذهبته الحروب والنفقات، فوجدوا المسَْك، فقتل ابن أبي الحقيق، وسبى نساءهم وذراريهم، وأراد أن يجليهم، فقالوا: دعنا نعمل في هذه الأرض ولنا الشطر ما بدا لك ولكم الشطر“.

الحصول على المسك

وزاد أبو بكر البلاذري في هذا الخبر، قال: “فدفع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم سعيةَ بن عمرو إلى الزبير، فمسه بعذاب، فقال: رأيت حُيًيَّا يطوف في خَرِبة هاهنا، فذهبوا إلى الخربة ففتشوها فوجدوا المسك. فقتل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم ابني أبي الحقيق، فأحدُهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب، وسبى نساءهم وذراريهم، وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوا. ففي هذا أنها فتحت صلحًا، وأن الصلح انتقض، فصارت عنوة، ثم خمسها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم وقسمها“.

القائمون على قسمة الفيء

قال ابن إسحاق: وكان المتولي للقسمة بخيبر جبار بن صخر الأنصاري من بني سلمة و زيد بن ثابت من بني النجار كانا حاسبين قاسمين. قال ابن سعد: وأمر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بالغنائم، فجمعت، واستعمل عليها فروة بن عمرو البياضي ، ثم أمر بذلك، فجزيء خمسة أجزاء، وكتب في سهم منها للّٰه، وسائر السهمان أغفال.

تقسيم الغنيمة

وكان أول ما خرج سهم النبي صلى اللّٰه عليه وسلم لم يتخير في الأخماس، فأمر ببيع الأربعة الأخماس فيمن يزيد، فباعها فروة، وقسم ذلك بين أصحابه، وكان الذي ولي إحصاء الناس زيد بن ثابت فأحصاهم ألفا وأربعمائة، والخيل مائتي فرس، وكانت السهمان على ثمانية عشر سهمًا، لكل مائة سهم، وللخيل أربعمائة سهم.

تقسيم سهم الخمُس

وكان الخمس الذي صار لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم يعطي منه على ما أراه اللّٰه من السلاح والكسوة، وأعطى منه أهل بيته ورجالًا من بني عبد المطلب ونساء، واليتيم والسائل، وأطعم من الكتيبة نساءه وبني عبد المطلب وغيرهم. ثم ذكر قدوم الدوسيين والأشعريين وأصحاب السفينتين، وأخذهم من غنائم خيبر، ولم يبين كيف أخذوا. وإذا كانت القسمة على ألف وثمانمائة سهم، وأهل الحديبية ألفًا وأربعمائة، والخيل مائتي فرس بأربعمائة سهم، فما الذي أخذه هؤلاء المذكورون.

توصيف المقاسم

وقال ابن إسحاق: وكانت المقاسم على أموال خيبر على الشق ونطاة والكتيبة، فكانت الشق ونطاة في سهمان المسلمين، وكانت الكتيبة خمس اللّٰه، ثم قال: وكانت نطاة والشق ثمانية عشر سهمًا نطاة، من ذلك خمسة أسهم، والشق ثلاثة عشر سهمًا، وقسمت الشق ونطاة على ألف وثمانمائة سهم، وكانت عدة الذين قسمت عليهم خيبر ألفًا وثمانمائة، رجالهم وخيلهم، الرجال أربع عشرة مائة، والخيل مائتان، لكل فرس سهمان. وهذا أشبه مما تقدم، فإن هذه المواضع الثلاثة مفتوحة بالسيف عنوة من غير صلح. وأما الوطيح والسلالم، فقد يكون ذلك هو الذي اصطفاه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم لما ينوب للمسلمين،
ويترجح حينئذ قول موسى بن عقبة ومن قال بقوله: أن بعض خيبر كانت صلحًا، ويكون أخذ الأشعريين ومن ذكر معهم من ذلك، ويكون مشاورة النبي صلى اللّٰه عليه وسلم أهل الحديبية في إعطائهم ليست استنزالًا لهم عن شيء من حقهم، وإنما هي المشورة العامة {وَشَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ} [آل عمران: 159].
وعن ابن عباس، قال: قسمت خيبر على ألف وخمسمائة سهم وثمانين سهمًا، وكانوا ألفًا وخمسمائة وثمانين رجلاً الذين شهدوا الحديبية، منهم ألف وخمسمائة وأربعون، والذين كانوا مع جعفر بن أبي طالب بأرض الحبشة أربعون رجلاً، ليس في هذا الخبر مع ضعفه ذكر للخيل، وفيه أن أصحاب السفينتين كانوا أربعين، وقد ذكر ذلك. غير أن المشهور الذي ذكره ابن إسحاق أن أصحاب السفينتين كانوا ستة عشر رجلاً، وأن قومًا منهم قدموا قبل ذلك بنحو سنتين من الحبشة، وليس لهم مدخل في هذا، ومجموعهم نحو من ثمانية وثلاثين رجلاً، وإن كان المراد أصحاب السفينتين ومن أخذ معهم من الدوسيين والأشعريين فقد يحتمل.

كيفية تقسيم بني النضير وخيبر وفدك

وأما قول أبي عمر: قسم جميع أرضها بين الغانمين، فقد حكينا عن ابن إسحاق ما قسم منها، وقد روينا عن أبي داود… عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: كان فيما احتج به عمر رضي اللّٰه عنه أنه قال: كانت لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم ثلاث صفايا : بنو النضير، وخيبر، وفدك.
فأما بنو النضير، فكانت حُبْسًا لنوائبه، وأما فدك فكانت حُبسًا لأبناء السبيل، وأما خيبر فجزأها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم ثلاثة أجزاء، جزأين بين المسلمين، وجزءًا نفقة لأهله، وما فضل عن نفقة أهله جعله بين فقراء المهاجرين.
وعن بشير بن يسار: أنه سمع نفرًا من أصحاب النبي صلى اللّٰه عليه وسلم قالوا: …فذكر الحديث. قال: فكان النصف سهام المسلمين، وسهم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، وعزل النصف للمسلمين لما ينوبه من الأمور والنوائب. ورواية محمد بن فضيل، عن يحيى، عنه، عن رجال من أصحاب النبي صلى اللّٰه عليه وسلم: “أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه
وسلم لما ظهر على خيبر قسمها على ستة وثلاثين سهمًا، جمع كل سهم مائة سهم، فكان لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم وللمسلمين
النصف من ذلك، وعزل النصف الباقي لمن ينزل به من الوفود والأمور ونوائب الناس“.
فهذه الرواية والتي قبلها مصرحة بأن النصف للنبي صلى اللّٰه عليه وسلم وللمسلمين المقسوم عليهم، والنصف الباقي هو المدخر لنوائب المسلمين. وأصرحُ منها رواية سليمان بن بلال، عن يحيى، عن بشير المرسلة: “أنه عليه السلام قسمها ستة وثلاثين سهمًا، فعزل للمسلمين الشطر ثمانية عشر سهمًا، يجمع كل سهم مائة سهم، النبي صلى اللّٰه عليه وسلم معهم، له سهم كسهم أحدهم، وعزل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم ثمانية عشر سهمًا، وهو الشطر لنوائبه وما ينزل به من أمور المسلمين، فكان ذلك الوطيح والكتيبة والسلالم وتوابعها …” الحديث.
فقد تضمن هذا أن المدخر للنوائب الذي لم يقسم بين الغانمين هو الوطيح، والسلالم الذي لم يجر لهما في العنوة ذكر صريح، والكتيبة هي التي كان بعضها صلحًا، وبعضها عنوة، وقد يكون غلب حكم الصلح؛ فلذلك لم يقسم فيما قسم. فلم يبق لتأويل أبي عمر رحمه اللّٰه وجه، ونص الخبر يعارضه واللّٰه أعلم. ودفعها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم لأهلها بشطر ما يخرج منها، فلم تزل كذلك إلى أثناء خلافة عمر.

عدد قتلى المعركة

عن ابن عمر، “أن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج من تمر أو زرع“.
وقتل من اليهود ثلاثة وتسعون رجلاً، واستشهد من المسلمين خمسة عشر رجلاً فيما ذكر ابن سعد، وزاد غيره عليه، وسيأتي ذكرهم، ومنهم: الأسود الراعي.

خبر الأسود الراعي

وكان من خبره أنه “أتى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم وهو محاصر لبعض حصون خيبر، ومعه غنم كان فيها أجيرًا لرجل من يهود، فقال: يا رسول اللّٰه، اعرض عليَّ الإسلام، فعرضه عليه فأسلم، وكان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم لا يحقر أحدًا أن يدعوه إلى الإسلام ويعرضه عليه. فلما أسلم، قال: يا رسول اللّٰه، إني كنت أجيرًا لصاحب هذا الغنم، وهي أمانة عندي، فكيف أصنع بها؟ قال: اضرب في وجهها؛ فإنها سترجع إلى ربها. أو كما قال. فقام الأسود، فأخذ حفنة من الحصباء فرمى بها في وجوهها، وقال: ارجعي إلى صاحبك، فوالله لا أصحبك، وخرجت مجتمعة كأن سائقًا يسوقها حتى دخلت الحصن“.

استشهاد الأسود

ثم تقدم إلى ذلك الحصن، فقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، فأتي به إلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم فوُضع خلفه وسُجيِّ بشملة كانت عليه، فالتفت إليه رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه ثم أعرض عنه، فقالوا: فقالوا: يا رسول الله لم أعرضت عنه؟ قال: إن معه الآن زوجتيه من الحور العين ينفضان التراب عن وجهه ويقولان: تَرّب اللّٰه وجه من ترب وجهك، وقتل من قتلك“.

ضربة سلمة

وعن يزيد بن أبي عبيد، قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة. فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضربة؟ قال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي صلى اللّٰه عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفَثات، فما اشتكيتها حتى الساعة.

شهداء خيبر

من قريش: من بني أمية بن عبد شمس، من حلفائهم: ربيعة بن أكثم ، و ثقف بن عمرو ، و رفاعة بن مسروح ثلاثة. ومن بني أسد بن عبد العزى: عبد اللّٰه بن الهُبيب ، وقيل: أهيب بن سحيم بن غبرة من بني سعد بن ليث حليفهم، وابن أختهم رجل. ومن الأنصار: ثم من بني سلمة: بشر بن البراء ، و فضيل بن النعمان . قال محمد بن سعد: كذا وجدناه في غزوة
خيبر، وطلبناه في نسب بني سلمة فلم نجده، قال: ولا نحسبه إلا وهما في الكتاب، وإنما أراد الطفيل بن النعمان بن خنساء بن سنان واللّٰه أعلم. حكاه أبو عمر. ونسب الطفيل هذا في ترجمته من كتاب: الطفيل بن مالك بن النعمان بن خنساء، شهد العقبة وبدرًا وُأحُدًا، وجرح بها ثلاثة عشر جرحًا، وعاش حتى شهد الخندق، وقتل بالخندق شهيدًا، قتله وحشي بن حرب.
وذكر موسى بن عقبة في البدريين: الطفيل بن النعمان بن خنساء، و الطفيل بن مالك بن خنساء رجلين. ومن بني زريق: مسعود بن سعد. ومن الأوس من بني عبد الأشهل: محمود بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ، حليف لهم من بني حارثة، أدلى عليه مرحب رحى فأصابت رأسه، فهشمت البيضةُ رأسه، وسقطت جلدة جبينه على وجهه، فأتي به رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، فرد الجلدة فعادت كما كانت، وعصبها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم بثوبه، فمكث ثلاثة أيام ومات رحمه اللّٰه. ذكره أبو عمر. ومن بني عمرو بن عوف: أبو ضياح بن ثابت ، و الحارث بن حاطب ، و عروة بن برة بن سراقة ، وعند أبي عمر: عروة بن مرة ، و أوس بن الفائد ، وعند أبي عمر: ابن الفاكه و أنيف بن حنيب ، و ثابت بن واثلة. وعند ابن إسحاق: ابن أثلة ، و طلحة. ولم نقف على نسبه، و أوس بن قتادة. ومن بني غفار: عمارة بن عقبة ، رمي بسهم. ومن أسلم: عامر بن الأكوع ، عم سلمة بن عمرو بن الأكوع. والأكوع هو: سنان بن عبد اللّٰه بن قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى. والأسود الراعي، واسمه: أسلم، وقد تقدم خبره. ومن حلفاء بني زهرة: مسعود بن ربيعة القاري . وقال أبو معشر والواقدي: مات سنة ثلاثين، وقد زاد على الستين. وعند أبي عمر: فيهم أوس بن
عائذ .

book-sira-p379

حصن القموص بخيبر

book-sira-p380a

مقبرة شهداء خيبر