15 شوال 2 هـ
9 نيسان 624 م
غزوة بني قينقاع

سبب الغزوة

وروينا عن ابن سعد، قال: وكانوا قومًا من يهود حلفاء لعبد اللهّٰ بن أُبيَ بن سلول وكانوا أشجع يهود وكانوا صاغة، فوادعوا  النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم، فلما كانت وقعة بدر أظهروا البغي والحسد، ونبذوا العهد والمدة، فأنزل اللهّٰ تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ} [الأنفال: 58] فقال رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم: «أنا أخاف من بني قينقاع؟»

اللواء بيد حمزة رضي الله عنه

فسار إليهم ولواؤه بيد حمزة بن عبد المطلب ، وكان أبيض، ولم تكن الرايات يومئذ، واستخلف على المدينة أبا لبُابة بن عبد المنذر.

أحداث الغزوة إجمالا

وحاصرهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة، وكانوا أول من غدر من اليهود، وحاربوا وتحصنوا في حصنهم، فحاصرهم أشد الحصار، حتى قذف اللهّٰ في قلوبهم الرعب.

حكم رسول اللهّٰ فيهم

فنزلوا على حكم رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم؛ على أن لرسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم أموالهم، وأن لهم النساء والذرية، فأنزلهم، فكُتفِّوا، واستعمل على كتِاَفهم المنذر بن قدامة السلمي.

طلب ابن أبي التخفيف للنساء والذرية
فكلم ابنُ أُبيَ فيهم رسولَ اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم وألح عليه، فقال: «حلُُوّهم لعنهم اللهّٰ ولعنه معهم، وتركهم من القتل».

نفيهم إلى أذرعات
وأمر أن يجلوا من المدينة، وتولى ذلك عبادة بن الصامت ، فلحقوا ب أرض أذرعات، فما كان أقل بقاءهم بها.

ما نفله المسلمون منهم

وذكر ما تنفل رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم من سلاحهم، وخُمِسَّت أموالهم، فأخذ رسولُ اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم صفيَهُّ الخمس، وفضََّ أربعة أخماس على أصحابه.
فكان أول ما خُمِسّ بعد بدر. وكان الذي ولي قبض أموالهم محمد بن مسلمة . انتهى ما وجدته عن ابن سعد.

التفريق بين الصفي والخمس

كذا وقع صفية الخمس، والمعروف أن الصفيَّ غير الخمس. روينا عن الشعبي من طريق أبي داود، قال: كان لرسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم سهم يدعى الصفيُّ قبل الخمُسُ .
وعن عائشة: كانت صفية رُضي اللهّٰ عنها من الصفيِّ . فلا أدري
أسقطت الواو أو كان هذا قبل حكم الصفي واللهّٰ أعلم. وكانوا أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع، وكانوا حلفاء الخزرج.