6 ذو الحجة 2 هـ
30 أيار 624 م
غزوة السويق

وقت الغزوة

روينا عن محمد بن إسحاق، قال: ثم غزا أبو سفيان بن حرب في ذي الحجة غزوة السَّوِيق، وذكر ابن سعد خروج النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم من المدينة لخمس خلون من ذي الحجة يوم الأحد على رأس اثنين وعشرين شهراً من مهاجره.

سبب الغزوة

رجع إلى ابن إسحاق، قال: عن عبد اللهّٰ بن كعب بن مالك، وكان من أعلم الأنصار: أن أبا سفيان حين رجع إلى مكة، ورجع فلَُّ قريش من بدر، نذر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدًا صلى اللهّٰ عليه وسلم، فخرج في مائتي راكب من قريش ليبر يمينه، فسلك النجدية، حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له: نيب من المدينة على برَِيد أو نحوه، ثم خرج
من الليل حتى أتى بني النضير تحت الليل، فأتى حُييََّ بن أخطب، فضرب عليه بابه، فأبى أن يفتح له بابه وخافه، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم، وكان سيد بني النضير في زمانه ذلك وصاحب كنزهم، فاستأذن عليه، فأذن له، فقََراَه وسقاه وبطََنَ له من خبر الناس، ثم خرج في عقب ليلته، حتى أتى أصحابه، فبعث رجالًا من قريش إلى المدينة، فأتوا ناحية
منها يقال لها: العرُيَضْ، فحرقوا في أصْواَر من نخل بها، ووجدوا رجلاً من الأنصار وحليفًا لهم في حرثهما، فقتلوهما، ثم انصرفوا راجعين، ونذر بهم الناس، فخرج رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم في طلبهم في مائتين من المهاجرين والأنصار. وهذا العدد عن ابن سعد.
واستعمل على المدينة بشير بن عبد المنذر فيما قال ابن هشام، حتى بلغ قرقرة الكدر .

هروب أبي سفيان وأصحابه

قال ابن سعد: وجعل أبو سفيان وأصحابه يتخففون للهرب، وكان أصحابه مائتين كما قدمنا، وقيل: كانوا أربعين، فيلُقُْون جُربَُ السَّوِ يق ، وهي عامة أزوادهم، فيأخذها المسلمون، فسميت غزوة السَّوِيق، ولم يلحقوهم، وانصرف رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم راجعاً إلى المدينة، وكان غاب خمسة أيام.
قال ابن إسحاق: وقال المسلمون حين رجع بهم رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم: يا رسول اللهّٰ أتطمع أن تكون لنا غزوة؟
قال: «نعم».