(شِعْرُ زَيْدٍ فِي عِتَابَ زَوْجَتِهِ عَلَى اتِّفَاقِهَا مَعَ الْخَطَّابِ فِي مُعَاكَسَتِهِ)

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو قَدْ أَجْمَعَ الْخُرُوجَ مِنْ مَكَّةَ…

لِيَضْرِبَ فِي الْأَرْضِ يَطْلُبُ الْحَنِيفِيَّةَ دِينَ إبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ الْحَضْرَمِيِّ كَلَّمَا رَأَتْهُ قَدْ تَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ وَأَرَادَهُ آذَنَتْ بِهِ الْخَطَّابَ بْنَ نُفَيْلٍ، وَكَانَ الْخَطَّابُ ابْن نُفَيْلٍ عَمَّهُ  وَأَخَاهُ لِأُمِّهِ، وَكَانَ يُعَاتِبُهُ عَلَى فِرَاقِ دِينِ قَوْمِهِ، وَكَانَ الْخَطَّابُ قَدْ وَكَّلَ صَفِيَّةَ بِهِ، وَقَالَ: إذَا رَأَيْتِيهِ قَدْ هَمَّ بِأَمْرٍ فَآذِنِينِي بِهِ- فَقَالَ زَيْدٌ:
لَا تحبسينى فِي الهوان صَفِيُّ مَا دَابِي وَدَابُهُ 
إنِّي إِذا خفت الهوان مُشَيَّعٌ ذُلُلَ رِكَابِهِ 
دعموص أَبْوَاب الْمُلُوك وَجَائِبٌ لِلْخِرَقِ نَابَهُ 
قطّاع أَسبَاب تذلّ بِغَيْرِ أَقْرَانٍ صِعَابُهْ 
وَإِنَّمَا أَخذ الهوان الْعِيرَ إذْ يُوهَى إهَابُهْ 
وَيَقُولُ إنِّي لَا أَذِّلُ بِصَكِّ جَنْبَيْهِ صِلَابُهْ
وَأَخِي ابْنُ أمّى ثمَّ عمي لَا يُوَاتِينِي خِطَابُهُ 
وَإِذَا يُعَاتِبُنِي بِسُوء قُلْتُ أَعْيَانِي جَوَابُهُ
وَلَوْ أَشَاءَ لَقُلْتُ مَا عِنْدِي مَفَاتِحُهُ وَبَابُهُ