355 هـ
966 م
سنه خمس وخمسين وثلاثمائة

فيها لقب الخليفة الحبشي بن معز الدولة سند الدولة وانحدر معز الدولة لمحاربه عمران،وانحدر الى الأبله، ونزل في دار البريدى بشاطئ عمان، …
وبنى الشذاءات والمراكب.
ووافاه نافع الأسود، مولى يوسف بن وجيه مستأمنا، فقبله.
وانفذ أبا الفرج محمد بن العباس مع نافع في مائه مركب، فلما صار بسيراف وافاه جيش عضد الدولة، في مركب وشذاءات، نجده لعمه معز الدولة.
وملك ابو الفرج عمان، واحرق لأهلها تسعه وتسعين مركبا.
واصعد معز الدولة الى بغداد واستخلف على قتال عمران أبا الفضل العباس بن الحسين الشيرازى، فاخذ في سد الانهار، واستخلف على واسط سبكتكين.
وفي رجب فادى سيف الدولة الروم، وارتجع أبا فراس منهم، فقال الببغاء يمدحه:

ما المال الا ما أفاد ثناء *** ما العز الا ما ثنى الأعداء
شحت على الدنيا الملوك وعافها *** من لم يطع في حفظها الأهواء
باع الذى يفنى بما ابقى له *** ذكرا إذا دجت الخطوب أضاء
فليهن سيف الدولة الشرف الذى *** لو كان مرئيا لكان سماء
وطهاره الخلق الذى لو لم يكن *** عرضا من الاعراض كان الماء
ورجاحه الحلم الذى لو حل بالهضبات *** من رضوى ثناه هباء
بدر تحققت البدور بأنها *** ليست وان كملت له أكفاء
القى اليه الدهر صعب قياده *** فاستخدم الأيام فيما استاء
امحقق الامال بالكرم الذى *** أحيا العفاة وبخل الكرماء
شكر الإله من اهتمامك بالهدى *** ما زاد باهر نوره استعلاء
راعيته وسواك في سنه الهوى *** ما ذاد عنه لسيفك الأعداء
وفديت من اسر العدو معاشرا *** لولاك ما عرف الزمان فداء
كانوا عبيد نداك ثم شريتهم *** فغدوا عبيدك نعمه وشراء
والاسر احدى الميتتين وطالما *** خلدوا به فاعدتهم احياء
وضمنت نفس ابى فراس للعلا *** إذ منه اصبحت النفوس براء
ما كان الا البدر طال سراره *** ثم انجلى وقد استتم بهاء
يوم غدا فيه سماحك يعتق الأسرى *** ومنك ياسر الأمراء
خصت بنو حمدان منه بنعمه *** عمت بفضلك تغلب الغلباء

وقال ابن نباته يمدحه بقصيده منها

تطيع الله في خوض المنايا *** وسيف الدولة الملك الجليلا
إذا طلبت ملوكهم إلينا *** دخول الحرب زدناهم ذحولا
فداؤك من فديت من البرايا *** وان كانوا لان تفدى قليلا
فأنت خلقتهم خلقا جديدا *** وصيرت السماح بهم كفيلا
تزيد بحسنه الدنيا ضياء *** وابصار الملوك به كلولا
إذا ما جئت والاملاك جمعا *** غدوت نباهه وغدوا خمولا
احقهم ببذل المال فينا *** فتى يمسى لمهجته بذولا
واولاهم بان يسمى جوادا *** فتى يهب الرغائب والعقولا
تريك بنانه في كل يوم *** طعانا محييا وندى قتولا
وفضلا يستفيد الدهر منه *** كريم الطبع والخلق الجميلا

وورد الخبر بان ركن الدولة ملك الطرم، ومضى وهسودان منصرفا عنها، فقال المتنبى يمدح عضد الدولة:

ازائر يا خيال أم عائد *** أم عند مولاك اننى راقد 

يقول فيها:

نلت وما نلت من مضره وهسوذان *** ما زال رايه الفاسد

معناه: انه جنى على نفسه الشر، بتعرضه لقتالكم.

يبدأ من كيده بغايته *** وانما الحرب غاية الكائد

معناه: انه من سبيله الا يحارب الا مضطرا، والكائد: الذى يبغى الغوائل والشر-

ماذا على من اتى يحاربكم *** فذم ما اختار لو اتى وافسد
بلا سلاح سوى رجائكم *** ففاز بالنصر وانثنى راشد
وليت يومى فناء عسكره *** ولم تكن دانيا ولا شاهد
ولم يغب غائب خليفته *** جيش ابيه وجده الصاعد

وقدم ابو الفرج بن فسانحس من عمان، فقال ابن نباته يمدحه بقصيده طويله منها:

لعمري لقد اهدى النصيحه مره *** لال عمان خير حاف وناعل
وناشدهم بالله حتى تقطعت *** عرى القول وانحلت عقود الوسائل
فلما رآهم لا تثوب حلومهم *** رماهم بامثال القسي العواطل
فركب اغصان المنيه فيهم *** وراء الاعالى ظامئات الأسافل
سريت لهم ليلا تحول نجومه *** وهمك في اعجازه غير حائل
كأنك إذ جردت رأيك فيهم *** طلعت عليهم بالقنا والقنابل
دنا الحق حتى ناله كل طالب *** وكان بعيدا من يد المتناول
واصبح شمل الناس بعد تبدد *** ينظم في سلك من الحق عادل