359 هـ
969 م
سنه تسع وخمسين وثلاثمائة

فيها فتح الروم منازكردم، من اعمال أرمينية بالسيف وفي شهر ربيع الاول صرف القاضى ابو بكر بن سيار عن القضاء في حريم دار الخلافه، وتولاه …

ابو محمد بن معروف.
وفي هذه السنه اقام ابو المعالى بن سيف الدولة الخطبه في اعماله واعمال فرعونه للخارج بالمغرب.
وفي آخرها قبض على الوزير ابن ابى الفضل الشيرازى، وتولى الوزارة مكانه ابو الفرج محمد بن العباس بن فسانحس، وقال ابن الحجاج يمدحه:

يا وزيرا بنوه طلعت *** انجم العدى
صحن خدي لارض نعلك *** يا سيدي الفدا
بك قامت سوق النوال *** وقد اصبحت سيدي
وسمعنا فيها النداء *** على الجود والندى

فاما ابو الفضل العباس بن الحسين الشيرازى، فمولده بشيراز سنه ثلاث وثلاثمائة.
وورد مع معز الدولة بغداد، وناب عن المهلبى، وصاهره على بنته زينه من تجنى، وكان ذلك سبب تقدمه، ثم فسد ما بينهما وكان واسع المروءة والصدر، وداره على الصراة ودجلة، وهي التي كانت بستانا لنقيب النقباء الكامل، وانتقلت الى الفضلونى، وانفق عليها ابو الفضل زائدا على مائه الف دينار، ثم احترقت، فامر عضد الدولة ببسطها بستانا.
وعمل دعوه لمعز الدولة، وجعل في وسط السماط قصورا من السكر، فيها مخانيث اغان يغنون ويرقصون ولا يشاهدون، وقطع دجلة من فوق الجسر الى دار الخلافه بالقلوس الغلاظ وطرح الورد فيها حتى ملاها، وغطى دجلة ولم ينزل بغداد قيان الا احضره، وذلك في سنه اربع وخمسين وثلاثمائة فلما كان في سنه خمس وخمسين، قال له معز الدولة: يا أبا الفضل، تلك الدعوة فريده بلا اخت؟ فقال: بل هي في كل سنه.
وعمل دعوه انفق فيها الفى الف درهم، ووهب فيها جواري وغلمانا واتراكا وضياعات واستعد بعد عملها عند الشوائين الف جمل مشوى.
وحمل الى ابى الفضل اصحابه ما امكنهم من الهدايا.
وكان لابن الحجاج كميت فاراد ان يقوده، ثم خاف ان يقبله، فكتب اليه:

وصاحب لي أمس شاروته *** كيف ترى لي اليوم ان افعلا
فقال قد هذا الكميت الذى *** قد جمع الحسن وقد اكملا
فقلت لا والله لا قدته *** اخاف يا احمق ان يقبلا

واما ابو الفرج محمد بن العباس بن فسانحس، فمولده بشيراز سنه ثلاث وثلاثمائة، وورد مع معز الدولة في ذي الحجه سنه ثمان وثلاثمائة.
وأبوه من اصحاب النعم الوافره بفارس، صادره عماد الدولة على ستمائه الف دينار وقال: انى كسبت معه خمسين الف الف درهم، وجاء مع معز الدولة الى بغداد، وولاه الزمام على المهلبى، وتوفى سنه اثنتين واربعين ثلاثمائة، وتكفل المهلبى بأمر ابنه، حتى رد اليه الديوان.