304 هـ
916 م
سنه اربع وثلاثمائة

في فصل الصيف فزع الناس من شيء من الحيوان يسمى الزبزب ذكروا انهم كانوا يرونه على السطوح ليلا  وربما قطع يد النائم وثدي النائمة …

فكانوا يضربون بالهواوين ليفزعوه، وارتجت بغداد في الجانبين لذلك، وعمل الناس لأولادهم مكاب من سعف يكبونها عليهم.
وفي هذه السنه، قبض على على بن عيسى وعلى اهله، وصودر اخوه عبيد الله ابن على على ستين الف دينار، وصودر اخوه ابراهيم بن عيسى على خمسين الف دينار.
وسال ان يؤذن له في المقام بدير العاقول، فأجيب الى ذلك.
والزم ابو بكر محمد بن عبد الله الشافعى اربعه آلاف دينار، وشفع القاضى ابو عمر فيه فاطلق بعد أدائها وتم ذلك عليهم في وزارة ابى الحسين بن الفرات الثانيه.
وظهر ابو على بن مقله من استتاره، وكان استتاره في ايام الخاقانى وعلى ابن عيسى، واختص بابن الفرات، وتولى كتابه السيده والأمراء اولاد المقتدر بالله.
وكان يوسف بن ابى الساج، قد قاطع على اعمال ابهر وزنجان والري وقزوين، واستبد بالمال، واظهر ان على بن عيسى كاتبه بذلك، وانفذ اليه لوائين وخلعا، فأنكر على بن عيسى، وقد عنفه ابن الفرات على ذلك، وقال: اللواء والخلع والكتاب على حامله وكاتبه لا من كتم ذلك فانفذ المقتدر خاقان المفلحى لمحاربته، فهزمه يوسف، وشهر اصحابه بالري وقدم مؤنس من الثغر، فانفذه المقتدر بالله لحربه، فواصل ابن ابى الساج المكاتبة بالرضا والسؤال في المقاطعه عما بيده من الاعمال، وان يؤدى في كل سنه سبعمائة الف دينار، فلم تقع له اجابه فسار من الري الى اذربيجان، وركب الأشد، وحارب مؤنسا، فهزمه، ومضى مؤنس الى زنجان، وقتل من اصحابه وقواده عده.
وانفذ ابن ابى الساج يطلب الصلح، ومؤنس لا يجيبه، ولو اراد يوسف اسره لتم، ولكنه ابقى عليه فلما كان في المحرم سنه سبع وثلاثمائة في ايام حامد بن العباس واقعه مؤنس باردبيل، واستؤسر يوسف مجروحا، وحمل الى بغداد في شهر ربيع الآخر، وشهر على الفالج، وهو جمل له سنامان، يشهر عليه الخوارج على السلطان، وترك على راسه برنس، والقراء يقرءون بين يديه والجيش وراءه.
وحبس عند زيدان القهرمانه وخلع على مؤنس وطوق وسور، وزيد في ارزاق اصحابه.
ولما انكفأ مؤنس الى بغداد استولى سبك، غلام يوسف على الاعمال، فانفذ اليه مؤنس قائده الفارقى لحربه فهزمه وسال سبك ان يقاطع على الاعمال فأجيب.
واتصلت العداوة بين ابن الفرات وبين الحاجب نصر القشورى وشفيع المقتدرى.
وكان ابن الفرات قد قلد ابن مقله كتابه نصر، فاستوحش ابن مقله من ابن الفرات، فاطمعه صاحبه وابن الحوارى في تقلد الوزارة، وكان يهدى إليهما اخبار ابن الفرات.