340 هـ
951 م
سنه اربعين وثلاثمائة

فيها تم الصلح بين عمران ومعز الدولة، وقلده البطائح، واطلق عياله  الماسورين واطلق القواد وورد الخبر بمعاودة ابن قراتكين حرب ركن الدولة …

بعد انهزامه، ودخول ركن الدولة الري بعد ان تقابلا سبعه ايام.
وواصل ابن قراتكين الشرب أياما، فمات فجاه، وكفى ركن الدولة خطبه بعد ما حل به وبعسكره من البلاء بحصاره.
وورد ابن وجيه صاحب عمان البصره فقاتله المهلبى، وأخذ منه خمسه مراكب وهزمه، ووصل المهلبى الى بغداد ومعه الأسارى والمراكب.
وفيها مات ابو القاسم الكلواذى بعد الفقر، وقد مضت اخباره.
وفيها مات ابو الحسن عبيد الله بن الحسين الكرخي، امام اصحاب ابى حنيفه.
قال الخطيب: كان مع غزاره علمه، وكثره روايته، عظيم العباده، كثير الصلاة، صبورا على الفقر والحاجة، عزوفا عما في أيدي الناس ولما اصابه الفالج في آخر عمره، حضره اصحابه فقالوا: هذا مرض يحتاج الى نفقه وعلاج، وهو مقل، ويجب الا نبذله الى الناس، ونكتب الى سيف الدولة فنطلب منه ما ننفق عليه، ففعلوا، واحس ابو الحسن بما هم عليه، فسال عن ذلك، فاخبر به فبكى وقال: اللهم لا تجعل رزقي الا من حيث عودتني، فمات قبل ان يحمل اليه سيف الدولة شيئا ثم ورد كتاب سيف الدولة ومعه عشره آلاف درهم، ووعد ان يمده بأمثالها، فتصدق اصحابه بها.
ومات ليله النصف من شعبان من هذه السنه، ومولده سنه ستين ومائتين، وصلى عليه القاضى ابو تمام الحسن بن محمد الهاشمى الزينبى- وكان من اصحابه- بحذاء مسجده في درب ابى زيد، على نهر الواسطيين، وقد بقي من مسجده اليوم قطعه من حائط القبله، يعرف اليوم بمقلع ابن صابر.
قال التنوخي: كان ابو زهير الجنابى الفقيه ورعا عارفا بمذهب ابى حنيفه، فدخل بغداد، فبلغه اخبار ابى الحسن الكرخي في ورعه، فلقيه، فقال: يا أبا الحسن، بلغنى انك تأخذ من السلطان رزقا في الفقهاء، قال: نعم، قال: ومثلك في علمك ودينك يفعل هذا؟ قال له ابو الحسن: اوليس قد أخذ الحسن البصرى في زمنه، وفلان وفلان، فعدد خلقا من الصالحين الفقهاء ممن أخذ من بنى اميه، فقال ابو زهير: ذهاب هذا عليك اطرف، بنو اميه كانت مصائبهم في اديانهم، وجباياتهم الأموال سليمه، لم يظلموا في العشر ولا الخراج، فكان الفقهاء يأخذون منهم الأموال مع سلامتها، وهؤلاء الأمراء الذين تأخذ منهم أموالهم فاسده، مع اديانهم وجبايتهم لها بالظلم والغشم، فسكت ابو الحسن، ولم يأخذ شيئا الى ان مات.