342 هـ
953 م
سنه اثنتين واربعين وثلاثمائة

ورد الخبر في شهر ربيع الآخر، بغزاة سيف الدولة وغنيمته واسره لقسطنطين ابن الدمستق …

فقال النامي يمدحه بقصيده منها:

ومن جمع الفخرين فخر ربيعه *** وفخر ابى الهيجاء كان بلا ند
يمر عليك الحول سيفك في الطلا *** وطرفك ما بين الشكيمه واللبد
ويمضى عليك الدهر فعلك للعلا *** وقولك للتقوى وكفك للرفد
بنى الأصفر اصفرت وجوه حماتكم *** وقد ردها في البيض تحمر في الرد
فلم تر يوما مثلك الخيل فارسا *** اجر لخيل في الجهاد على الجهد
وقد سار في الروم الدمستق باغيا *** له ساعه نكراء في نوب نكد
فتسقى دم الأكباد وهي على ظما *** وتخترم الاعمار وهي على حقد
إذا حبست في حد سيفك سخطها *** توثب او تلقى الظبى مطلق الحد
وكمن قسطنطين تحت صليبه *** ومد القنا من فوق ارعن معتد
كأنك قد قدمت جندا لهزمها *** وقد سرت في جند وحزمك في جند
واسلم قسطنطين للاسر بردس *** وولى وقد خدته فوهاء في الخد

وقال ابو الطيب قصيده:
ليالي بعد الظاعنين شكول.
فيها:

وما قيل سيف الدولة اثار عاشق *** ولا طلبت عند الظلام ذحول

– قال ابن جنى: اثار افتعل من الثار، واصله اتثار فابدلت التاء ثاء لتوافقهما في الشده وقرب مخرجهما، وقال قيس:

ثارت عديا والخطيم فلم أضع *** وصيه اشياخ جعلت ازاءها

والذحول: جمع ذحل وهو الثار.
فيها:

على قلب قسطنطين منه تعجب *** وان كان في ساقيه منه كبول
لعلك يوما يا دمستق عائد *** فهل هارب مما اليه يؤول
نجوت باحدى مهجتيك جريحه *** وخلفت احدى مهجتيك تسيل
اغركم طول الجيوش وعرضها *** على شروب للجيوش اكول

وورد الخبر بموت ابى الفضل العباس بن فسانحس، بالبصرة، وسنه سبع وسبعون سنه، وحمل تابوته الى الكوفه.
وتقلد الديوان بعده ابنه ابو الفرج محمد.
وورد الخبر بتمام الصلح بين ركن الدولة وبين ابى على بن محتاج، بعد حروب جرت بينهما على باب الري، ومنازله ثلاثة اشهر، وانصرف ابن محتاج الى خراسان وركن الدولة الى الري.
وفي شوال مات ابو عبد الله بن فهد الموصلى.
وفي هذه السنه ماتت بدعه الصغيره والمعروفه بالحمدونيه عن اثنتين وتسعين سنه.