86 هـ
705 م
سنة ست وثمانين

وفي سنة ست وثمانين مات عبد الملك بن مروان فحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده وعبد الله بن مغيرة عن أبيه قالا: …

مات عبد الملك بدمشق يوم النصف من شوال سنة ست وثمانين، وهو ابن ثلاث وستين، صلى عليه الوليد بن عبد الملك.
ولد عبد الملك في المدينة في دار مروان في بني حديلة سنة ثلاث وعشرين، ويقال: سنة ست وعشرين.
وفيها مات قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، وأبو أمامة الباهلي من أصحاب رسول الله صلى عليه عليه وسلم، وعبد الله بن أبي أوفى الأسلمي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وفي ولاية عبد الملك بن مروان مات بسر بن أرطاة وعمر بن أبي سلمة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاهما، وعلقمة بن وقاص الليثي، وغنيم بن قيس المازني، وأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد.

تسمية ولاة عبد الملك المدينة:
لما قتل مصعب بن الزبير وذلك سنة اثنتين وسبعين غلب طارق ابن عمرو مولى عثمان بن عفان على المدينة ودعا إلى عبد الملك، فلما قتل عبد الله ابن الزبير ولى عبد الملك الحجاج بن يوسف مكة والمدينة والطائف، وذلك سنة ثلاث وسبعين، فكان الحجاج يستخلف على المدينة إذا أتى مكة عبد الله بن قيس بن مخرمة، ثم ولي الحجاج العراق فشخص، وولى عبد الملك بن مروان يحيى بن الحكم بن مروان، وذلك سنة خمس وسبعين، فشخص يحيى بن الحكم إلى الشام، واستخلف أبان بن عثمان فأقره عبد الملك ثم عزله في سنة ثلاث وثمانين، وولي هشام بن اسماعيل المخزومي، فلم يزل واليا حتى مات عبد الملك.

مكة: شخص الحجاج سنة خمس وسبعين، واستخلف على مكة قيس بن مخرمة، فعزله عبد الملك، وولى نافع بن علقمة بن صفوان، فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك.
اليمن: محمد بن يوسف حتى مات عبد الملك.
البصرة: ولاها عبد الملك حين قتل مصعب خالد بن عبد الله بن خالد بن
أسيد، فقدمها في آخر سنة اثنتين وسبعين.
ثم عزله، وضمها إلى بشر بن مروان ابن الحكم، فقدمها بشر في ذي الحجة آخر سنة أربع وسبعين، فأقام بها أشهرا ثم مات، واستخلف خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فعزله عبد الملك بن مروان.
وولي الحجاج فقدم العراق في رجب سنة خمس وسبعين، فولى الحكم بن أيوب الثقفي البصرة سنة خمس وسبعين، فلم يزل بها حتى خلع ابن الأشعث، وقدم البصرة، وذلك في أول سنة اثنتين وثمانين، فلحق الحكم بن أيوب بالحجاج، وولاها ابن الأشعث عبد الله ابن إسحاق بن الأشعث، ثم عزله وولى رجلا من آل عبد الله بن مغفل غامديا فيما زعم حاتم بن مسلم.
ثم هزم ابن الأشعث فولاها الحجاج الحكم بن أيوب.

الكوفة: ولاها عبد الملك حين قتل مصعب قطن بن عبد الله الحارثي أشهرا ثم عزله، وولى بشر بن مروان نحوا من سنتين، ثم ضم إليه البصرة، فشخص بشر واستخلف عمرو بن حريث المخزومي، ثم قدم الحجاج سنة خمس وسبعين فولاها الحجاج عروة بن المغيرة بن شعبة، ويقال: ولى حوشب بن رويم الشيباني، ثم عزله.
وولى عبد الرحمن بن عبد الله بن الحضرمي، فأخرجه مطر بن ناجية الرياحي ودعا إلى ابن الأشعث.
ثم قدمها ابن الأشعث، ثم خرج إلى دير الجماجم واستخلف عبد الله بن إسحاق بن الأشعث، ثم قدمها الحجاج حين هزم ابن الأشعث من الجماجم، ثم شخص إلى البصرة وولى عمير بن هانئ من أهل دمشق ثم عزله، وولى المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل الصلاة، وزياد بن جرير بن عبد الله على الشرط حتى مات عبد الملك.

خراسان: كتب عبد الملك عام قتل مصعب إلى عبد الله بن خازم بولايته على خراسان، بعث بالكتاب مع سورة بن أبجر الدارمي فقال له ابن خازم: لو لا أني أكره أن أضرب بين بني تميم وسليم لقتلتك ولكن كل كتابك، فأكله، فكتب عبد الملك إلى بكير بن وساج الصريمي: إن قتلته أو أخرجته من خراسان فأنت الأمير، فقتل بكير ابن خازم، وأقام واليا حتى قدم أمية بن عبد الله بن خالد ابن أسيد، فعزله وولى أمية، ثم عزله.

وولى المهلب بن أبي صفرة في سنة تسع وسبعين، ثم مات المهلب في سنة اثنتين وثمانين، واستخلف ابنه يزيد، فأقره عبد الملك سنتين أو أكثر، ثم ضم خراسان إلى الحجاج، فولاها الحجاج قتيبة بن مسلم، فقدمها في سنة ست وثمانين قبل وفاة عبد الملك بن مروان.

سجستان: ولاها عبد الملك عبد الله بن علي بن عدي بن حارثة بن ربيعة ابن عبد العزى بن عبد شمس، ثم عزله.
وضمها مع خراسان إلى أمية بن عبد الله ابن خالد بن أسيد، وذلك سنة ثلاث وسبعين، فولاها أمية ابنه عبد الله ابن أمية نحوا من ثلاث سنين، فعزله عبد الملك وولى محمد بن موسى بن طلحة ابن عبيد الله، فقتله شبيب الحروري بالأهواز قبل أن يصل إليها، وذلك سنة سبع وسبعين.

ثم عزل أمية وضمت إلى الحجاج فولاها عبيد الله بن أبي بكرة سنة ثمان وسبعين، فمات عبيد الله سنة تسع وسبعين، واستخلف ابنه أبا برذعة، فكتب الحجاج إلى المهلب أن وجه رجلا من قبلك إلى سجستان، فوجه وكيع بن بكر بن وائل الأزدي، ثم ولاها الحجاج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث سنة ثمانين، فخلع الحجاج وسار إلى العراق واستخلف، وذلك في آخر سنة إحدى وثمانين.

ثم ولى الحجاج عمارة بن تميم القيني أو اللخمي، ثم عزله وولى عبد الرحمن ابن سليم، وذلك سنة أربع وثمانين، ثم كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج أن ولمسمع مالك سجستان، فلم يزل عليها حتى مات، فولى ابن أخيه محمد بن شيبان، فعزله الحجاج وولى الأشعث بن بشر الكلبي، ثم عزله.
وضمها إلى قتيبة بن مسلم، فبعث قتيبة أخاه عمرو بن مسلم، ثم قدمها قتيبة، ثم شخص عنها، واستخلف عبد ربه بن عبد الله بن عمر الليثي، ذلك كله سنة ست وثمانين وبعض سنة سبع وثمانين، فلم يزل عبد ربه واليا حتى عزله قتيبة سنة ثلاث وتسعين.

القضاء قضاء البصرة: ولي عبد الملك بن مروان خالد بن عبد الله بن أسيد البصرة سنة اثنتين وسبعين عند مقتل مصعب بن الزبير، فاستقضى خالد على البصرة عبيد الله بن أبي بكرة، فلم يزل قاضيا حتى قدم الحجاج بن يوسف فأقره، ثم ولى الحجاج هشام بن هبيرة الليثي، ثم ولى عبد الرحمن بن أذينة العبدي.

الكوفة: لما اجتمع الناس على عبد الملك عند قتل مصعب أعاد شريحا ثم قدم الحجاج، فأقره على القضاء، ثم استعفاه فأعفاه.
وولى أبا بردة بن أبي موسى الأشعري، ثم استعفاه بعد الجماجم فأعفاه.
فاستقضى أبا بكر بن أبي موسى الأشعري، فلم يزل قاضيا حتى مات، ثم استقضى عامر بن شراحيل الشعبي.

المدينة: غلب عليها طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفان حين قتل مصعب ابن الزبير، ودعا إلى عبد الملك، ثم ولاها عبد الملك الحجاج بن يوسف سنة ثلاث وسبعين، فاستقضى الحجاج عبد الله بن قيس بن مخرمة، فلم يزل قاضيا حتى شخص الحجاج إلى العراق واستخلفه على المدينة، ثم ولى عبد الملك عمه يحيى بن الحكم على المدينة سنة ست وسبعين، واستخلف أبان بن عثمان بن عفان فأقره عبد الملك، فاستقضى أبان بن عثمان نوفل بن مساحق العامري فلم يزل قاضيا حتى عزل أبان سنة ثلاث وثمانين، وولى عبد الملك المدينة هشام بن اسماعيل بن ابراهيم المخزومي، فاستقضى هشام عمر بن خلدة الزرقي حتى مات عبد الملك.

الشام: قاضي عبد الملك أبو إدريس الخولاني.

السند: ولاها الحجاج بن يوسف سعيد بن أسلم الكلابي سنة ثمان وسبعين، فقتله محمد ومعاوية ابنا الحارث العلافيان من بني سامة بن لؤي، فولاها الحجاج مجاع بن سعر أحد بني مرة بن عباد سنة تسع وسبعين، فمات مجاع، فولاها الحجاج محمد بن هرون بن ذراع النميري سنة ثمانين، فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك.
بعث عبد الملك بن مروان عمر بن عبيد الله فقتل أبا فديك، ثم ولاها عبد الملك ابن أسيد بن الأخنس بن شريق الثقفي.

البحران ولاها الحجاج سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي، فمات فاستخلف ابنه موسى بن سنان بن سلمة، فولى الحجاج سعيد بن حسان الأسيدي، ثم ولى زياد بن الربيع الحارثي، ثم عزله سنة تسع وسبعين، وولى محمد بن صعصعة الكلابي، فولاها محمد بن صعصعة عبد الملك بن عبد الله العوذي، فخرج عليه الريان النكري، فهرب عبد الملك وهرب محمد، وبعث الحجاج يزيد بن أبي كبشة، فقتل الريان وصلبه، ثم قفل يزيد فولاها الحجاج قطن ابن زياد بن الربيع الحارثي، فلم يزل عليها حتى مات الحجاج والوليد.

عمان: بعث إليها الحجاج موسى بن سنان بن سلمة، وذلك سنة كذا وسبعين، ثم غلب عليها سعيد وسليمان ابنا عباد، فبعث الحجاج طفيل بن حصين البهراني فأخرجهما، فكتب إليه الحجاج أن يستخلف ويقفل، فاستخلف حاجب ابن شيبة فمات بها، فغلب عليها ابن عباد، فوجه الحجاج مجاع بن سعر ثم صرفه عنها، وولى محمد بن صعصعة، فقتله ابن عباد، فبعث الحجاج سورة بن ابجر فقتل ابن عباد، وولاها الحجاج سعيد بن حسان الأسيدي.

مصر: ولاها عبد العزيز بن مروان، فمات عبد العزيز سنة أربع وثمانين فولاها عبد الملك ابنه عبد الله بن عبد الملك، فلم يزل واليا حتى مات عبد الملك، وذلك سنة ست وثمانين.

ولاها عبد الملك حسان بن النعمان سنة أربع وسبعين، فخرج منها قافلا سنة ثمان وسبعين، فاستخلف سفيان بن مالك الفهمي، وقدم على عبد الملك فرده، فلم يمضه عبد العزيز، وولى موسى بن نصير سنة تسع وسبعين بد ر بن سفيان بن مالك.

إفريقية: موسى بن نصير سنة تسع وسبعين، فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك، وقد كان عبد الملك ولى قبل موسى حسان بن النعمان الغساني، فلم ينفذه عبد العزيز وهو على مصر، وأنفذ موسى بن نصير.

الجزيرة: ولاها عبد الملك أخاه محمد بن مروان، فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك والوليد.

إرمينية وأذربيجان: ضمهما إلى محمد بن مروان سنة ثلاث وثمانين حتى مات عبد الملك، فعزل محمد بن مروان سنة خمس وثمانين، واستخلف على إرمينية وأذربيجان عبد الله بن حاتم بن النعمان الباهلي، فمات عبد الله، وولى محمد بن مروان عبد العزيز بن حاتم بن النعمان.

اليمامة: يزيد بن هبيرة، ثم ابراهيم بن عربي الليثي حتى مات عبد الملك.
الصائفة: مالك بن عبيد الله الحنفي ثم ولى ابنه الوليد بن عبد الملك ثم محمد بن مروان بن الحكم، ثم عمرو بن محرز الأشجعي.
الشامات: فلسطين: ابنه سليمان بن عبد الملك.
حمص: ابنه عبد الله بن عبد الملك.

مات في خلافة عبد الملك بن مروان: عمر بن أبي سلمة المخزومي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلقمة بن وقاص الليثي، وزرارة بن أوفى الجرشي.
وعبد الرحمن بن أذينة، وعبد الله بن عتبان الأسدي، وعتبة بن الندر السلمي.