50 هـ
670 م
سنة خمسين

فيها مات المغيرة بن شعبة بالكوفة في شعبان، واستخلف ابنه عروة، ويقال: استخلف جرير بن عبد الله. …

فولى معاوية زيادا الكوفة مع البصرة، وجمع له العراق، فعزل زياد الربيع بن زياد الحارثي عن سجستان، وولاها عبيد الله بن أبي بكرة، وأمره بقتل الهرابذة وإطفاء النيران ما بينه وبين سجستان.
وفيها وجه معاوية عقبة بن نافع إلى إفريقية فخط القيروان وأقام بها ثلاث سنين.
حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: لما افتتح عقبة بن نافع إفريقية وقف على القيروان فقال: يا أهل الوادي إنا حالون إن شاء الله فاظعنوا ثلاث مرات.
قال: فما رأينا حجرا ولا شجرا إلا يخرج من تحته دابة، حتى يهبطن بطن الوادي ثم قال: انزلوا بسم الله.
وفيها غزى  مسلمة بن مخلد وهو أمير بمصر معاوية بن حديج أصاب سبيا وقفل سالما.
قال أبو خالد: غزى مسلمة بن مخلد معاوية بن حديج، وكتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان بن الحكم وهو عامله على المدينة أن ابعث عبد الملك بن مروان على بعث المدينة إلى بلاغ المغرب، فقدم عبد الملك بن مروان فدخل مع معاوية بن حديج إفريقية، فبعثه معاوية بن حديج على خيل إلى جلولاء بأرض المغرب، فحصر أهلها ونصب عليها المجانيق، فكتب إليه معاوية بن حديج أن انصرف فانصرف، وقد كان أوهى الحائط فخر الحائط فانصرف بالناس راجعين، فقتل المقاتلة وسبى الذرية، ووجه ابن حديج جيشا فنزلوا على مدينة فسألوه الصلح فصالحهم، وانصرف في سنة إحدى وخمسين.

وفيها غزا يزيد بن معاوية أرض الروم ومعه أبو أيوب الأنصاري.
وفيها دعا معاوية بن أبي سفيان أهل الشام إلى بيعة ابنه يزيد بن معاوية، فأجابوه وبايعوا يزيدا.
وفيها شتا عبد الله بن عامر أرض الروم.
وفيها قتل راشد بن عمر الجديدي بالهند.
وأقام الحج يزيد بن معاوية بعد أن قفل من أرض الروم.
وفيها مات أبو أيوب الأنصاري بأرض الروم، وعبد الرحمن بن سمرة وصلى عليه زياد، وأبو موسى بالكوفة، والحكم بن عمرو الغفاري بخراسان، وراشد بن عمرو الجديدي بأرض الهند، والمغيرة بن شعبة.

وفيها قدم الربيع بن زياد الحارثي خراسان من قبل زياد فغزا بلخا، وكانت أغلقت بعد الأحنف فصالحوا الربيع، ثم غزا الربيع قهستان ففتحها عنوة.
الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه قالا: وجمعت العراق لزياد سنة خمسين، فكان على شرطه بالبصرة عبد الله بن حصن أحد بني ثعلبة بن يربوع، وعلى شرطه بالكوفة شداد بن الهيثم الهلالي، وكاتب الخراج زاذان فروخ، وكاتب الرسائل عبد الرحمن بن أبي بكرة وجبير بن حية، وحاجبه مهران مولاه.
ومات وهو ابن ثلاث وستين.
وفيها قتل عمرو بن الحمق الخزاعي بالموصل، قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي عم عبد الرحمن بن أم الحكم.
يحيى بن عبد الرحمن عن ابن لهيعة قال: حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار قال: غزونا مع ابن حديج إفريقية فنفلنا النصف بعد الخمس.
وفيها ولي زياد سنان بن سلمة بن المحبق ثغر الهند بعد قتل راشد.
فحدثنا أبو اليمان النبال قال: غزونا مع سنان القيقان، فجاءنا قوم كثير من العدو فقال سنان: أبشروا فأنتم بين خصلتين: الجنة والغنيمة، ثم أخذ سبعة أحجار وواقف القوم، قال: إذا رأيتموني قد حملت فاحملوا، فلما صارت الشمس في كبد السماء رمى بحجر في وجوه القوم وكبر، ثم رمى بها حجرا حجرا حتى بقي السابع، فلما زالت الشمس عن كبد السماء رمى بالسابع ثم قال: (حم لا ينصرون) وكبر وحمل وحملنا معه فمنحونا أكتافهم فقتلناهم، أربعة فراسخ فأتينا قوما متحصنين في قلعة فقالوا: والله ما أنتم قتلتمونا، ولا قتلنا إلا رجال ما نراهم معكم الآن على خيل بلق، عليهم عمائم بيض فقلنا: ذلك نصر الله.
فرجعنا والله ما أصيب منا إلا رجل واحد، فقلنا لسنان: واقفت القوم حتى إذا زالت الشمس واقعتهم ؟ قال: كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأقام الحج معاوية.