18 هـ
639 م
سنة ثمان عشرة

بكر عن ابن إسحاق قال: فيها عام الرمادة: أصاب الناس مجاعة شديدة فخرج عمر يستسقي ومعه العباس فقال: …

اللهم إنا نستسقيك بعم نبيك.
قال: وفيها طاعون عمواس بالشام، مات فيه أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة، والحار ث بن هشام ابن المغيرة.
قال ابن إسحاق: وفي سنة ثمان عشرة فتحت الرها وحدثني حاتم بن مسلم: أن أبا موسى الأشعري افتتح الرها وسميساط صلحا وما والاهما عنوة.
قال: وكان أبو عبيدة بن الجراح وجه عياض بن غنم الفهري إلى الجزيرة، فوافق أبا موسى بعد فتح هذه المدائن فمضى ومضى معه أبو موسى فافتتحا حران ونصيبين وطوائف الجزيرة عنوة.
ويقال: وجه أبو عبيدة خالد بن الوليد إلى الجزيرة، فوافق أبا موسى قد افتتح الرها وسميساط، فوجه خالد أبا موسى وعياضا إلى حران فصالحا أهلها، ثم مضى خالد إلى نصيبين فافتتحها، ثم رجع إلى آمد فافتتحها صلحا وما بينهما عنوة.
حدثني شيخ من أهل الجزيرة: أن عياض بن غنم ولي صلح هذه المدن وغيرها من الجزيرة، وكتب لهم كتابا هو عندهم اليوم باسم عياض.
حدثنا وكيع بن الجراح قال: نا ثور عن عبد الرحمن بن عائذ: أن خالد بن الوليد دخل حماما بآمد، وذكر فيه حديثا.

وحدثنا رجل عن المغيرة بن زياد الموصلي عن عبادة بن نسي أن أبا موسى أمد بأهل الكوفة فنزل سميساط، وذكر فيه حديثا.
معاذ بن هشام قال: نا أبي عن قتادة عن يونس بن جبير أن أبا موسى صلى بدارا صلاة الخوف، ودارا من أرض الجزيرة بينها وبين نصيبين فراسخ.
وحدثني حاتم بن مسلم أن عمرا وجه عياضا فافتتح الموصل وخلف عتبة بن فرقد على أحد الحصنين، وافتتح الأرض كلها عنوة غير الحصن فصالحه أهلها وذلك سنة ثمان عشرة.
وفيها فتحت حلوان والماهات حدثني محمد بن معاوية قال: قال أبو عبيدة عن السمري: وجه سعد جرير بن عبد الله البجلي إلى حلوان بعد جلولاء فافتتحها عنوة.
قال: ويقال: بل وجه هاشم إلى ماه دينار فأجلاهم إلى أذربيجان، ثم بعثوا إلى سعد فصالحوه، وافتتح هاشم الصامات وماسبذان.
وفيها افتتح جندي سابور والسوس صلحا، صالحهم أبو موسى ثم رجع إلى الأهواز.
وحدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال: أول من قدم رام هرمز أربع مائة من المسلمين، فأغاروا على قرية العبادي فقتلوا وسبوا، ثم انصرفوا إلى  صهرتاج من سرق فقتل جماعة. فسار أبو موسى فافتتحها صلحا.
أهل سرق وأهل رام هرمز إلى مدينة بالجبل على فرسخ من رام هرمز، فصالحوه على أشياء بلغت جماعتها ثماني مائة ألف في كل عام، وبلغ خراج سرق مثل ذلك.

حدثني عبد الله بن مروان بن معاوية عن حميد الطويل عن حبيب بن يحيى عن خالد بن زيد، وكانت عينه أصيبت بسرق قال: حاصرناهم.
حدث حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن فضيل الرقاشي قال: حاصرنا أهل صهرتاج، فكتب مملوك أمانا ورمى به بسهم، فخرجوا فكتب عمر يجير على المسلمين أدناهم، ثم شخص أبو موسى، وولى أبا مريم الحنفي، ويقال: أبو مريم ولي صلح الكورتين، ويقال: افتتح جرير بن عبد الله رام هرمز، وكان عمر بعثه مددا لأبي موسى وهو محاصر لأهل تستر.

وحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: افتتح أبو موسى عامة رام هرمز، ثم سار أبو موسى إلى تستر فأقام عليها.
قال أبو عبيدة: وفيها حاصر هرم بن حيان أهل ريسهر، فرأى ملكهم امرأة تأكل ولدها فقال: الآن أصالح العرب.
فصالح هرما على أن خلى لهم المدينة.
وفيها: نزل الناس الكوفة وبنى سعد مسجد جامعها.