59 هـ
678 م
سنة تسع وخمسين

قال خليفة: فيها غزا دينار أبو المهاجر، فنزل على قرطاجنة، فالتقوا فكثر القتل والجراح في الفريقين، وحجز الليل بينهم، …

وانحاز المسلمون من ليلتهم، فنزلوا حبلا في قبلة تونس، ثم عاودوهم القتال فصالحوهم على أن يخلوا لهم الجزيرة، وانتهى المهاجر إلى عيون أبي المهاجر وافتتح ميلة، وكان إقامته في هذه الغزاة نحوا من سنتين.
وفيها شتا عمرو بن مرة المهري بأرض الروم في البر، ولم يكن عامئذ بحر.
وفيها مات سعيد بن العاصي وجبير بن مطعم، وشيبة بن عثمان وعبد الله بن عامر بن كريز.
وفيها مات ولد عوف بن أبي جميلة الأعرابي.
وفيها مات معاوية بدمشق يوم الخميس لثمان بقين من رجب، وصلى عليه ابنه يزيد بن معاوية، ويقال: لم يحضر يزيد، صلى عليه الضحاك بن قيس.
مات معاوية وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
ويقال: ست وثمانين.
وكانت وكانت ولايته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما.
ولد بمكة في دار أبي سفيان بن حرب، ويقال: في دار عتبة بن ربيعة.
ومات في آخر ولاية معاوية: أسامة بن زيد، وعمرو بن عوف، وصفوان بن المعطل، وعثمان بن حنيف، ومجمع بن جارية، وأبو حميد الساعدي، وخراش بن أمية، وابن بحينة، وقيس بن سعد بن عبادة، وأبو جهم بن حذيفة، ومسلمة بن مخلد، وبلال بن الحارث المزني، والحارث بن الأزمع الهمداني، ومحجن بن الأدرع أدرك معاوية، وفضالة بن عبيد، وشداد ابن أوس، ويقال: مات سنة إحدى وأربعين.

قال بقي: وقرئ على يحيى بن عبد الله بن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: وفي سنة تسع وخمسين غزوة جنادة بن أبي أمية وعلقمة بن جنادة الحجري وعلقمة بن الأخثم، رودس.
وحج عامئذ بالناس محمد بن أبي سفيان.
قال: وكتب إلي بكار بن عبد الله عن محمد بن عائذ عن الوليد عن رجل قال: وفي سنة تسع وخمسين شتا جنادة بن أبي أمية بأرض الروم.
قال: ونا ابن نمير قال: ومات أبو هريرة سنة تسع وخمسين .
القضاة في خلافة معاوية
قال خليفة: البصرة: عليها عميرة بن يثربي الضبي، ولاه ابن عامر، ووولى عمران بن حصين فاستعفاه فأعفاه وولى زياد عاصم بن فضالة أخا عبد الله بن فضالة الليثي، وزرارة بن أوفى الخرشي، وقضى شريح مع زياد بالبصرة سنة.

وقضى لعبيد الله بن زياد في خلافة معاوية زرارة بن أوفى، وقضى له أيضا عبد الرحمن بن أذينة الكوفة: لم يزل شريح قاضيا عليها حتى أحدره زياد معه إلى البصرة، فقضى عليها بعده مسروق بن الأجدع حتى رجع شريح.
المدينة: استقضى مروان عليها عبد الله بن نوفل بن الحارث، ولم يزل قاضيا عليها حتى عزل مروان سنة ثمان وأربعين.
ثم ولي سعيد بن العاصي فاستقضى أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، فلم يزل قاضيا حتى عزل سعيد بن العاصي.
وولي مروان بن الحكم الثانية سنة أربع وخمسين، فاستقضى مروان بن الحكم مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، فلم يزل قاضيا عليها حتى عزل مروان سنة سبع وخمسين في آخر ذي القعدة.
وولي الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فاستقضى ابن زمعة العامري حتى مات معاوية.
قال: وكان كاتب الرسائل: عبيد بن أوس الغساني.
وعلى الديوان وأمره كله سرجون بن منصور الرومي.
وحاجبه: أبو أيوب مولاه.
وعلى شرط: يزيد بن الحر مولاه، فمات يزيد فولى قيس بن حمرة الهمداني، ثم عزله وولى ذ هل بن عمرو العذري.
وكان أول من اتخذ صاحب حرس، وأول من وضع ديوان الخاتم، وكان على الحرس المختار مولى لحمير، وعلى الخاتم: عبد الله بن عمرو الحميري.
ومات معاوية – رحمه الله – يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة تسع وخمسين.
قال: وكان أول من جمعت له العراق زياد بن أبي سفيان، جمعها له معاوية، وذلك في سنة خمسين فلم يزل واليا عليها حتى مات سنة ثلاث وخمسين.