102 هـ
720 م
سنة اثنتين ومائة

فيها قتل يزيد بن المهلب يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من صفر سنة اثنتين ومائة، وفي صفر من سنة اثنتين و مائة …

أيضا قتل معاوية بن يزيد عدي بن أرطاة والقاسم بن مسلم مولى بني عبر وهو أبو روح وهشام ابني القاسم.
فحدثني شهاب قال: حدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال: شهدت دار الإمارة بواسط يوم جاء قتل يزيد بن المهلب، ومعاوية بن يزيد قاعد، فأتي بعدي بن أرطاة وابنه محمد بن عدي ومالك وعبد الملك ابني مسمع والقاسم ابن مسلم وعبد الله بن عمر النصري فضرب أعناقهم.

وفيها أغزى يزيد بن أبي مسلم وهو بإفريقية محمد بن أوس الأنصاري في البحر صقلية من بلاد المغرب، وأغزى معه الناس فغنم وسلم.
وفيها وثب الجند على يزيد بن أبي مسلم فقتلوه.
فحدثني أبو اليقظان عن الوضاح بن خيثمة قال: حدثني داود بن أبي هند قال: حدثني محمد بن يزيد الأنصاري قال: بعثني عمر بن عبد العزيز حين ولي، فأخرجت من في السجون من حبس سليمان ما خلا يزيد بن أبي مسلم، فنذر دمي، فلما مات عمر ولاه يزيد بن عبد الملك إفريقية وأنا بها، فأخذت فأتي بي في شهر رمضان عند الليل.
فقال: محمد بن يزيد ؟ قلت: نعم.
قال: الحمد لله الذي أمكن منك بلا عهد ولا عقد فطالما سألت الله أن يمكنني منك.
قلت: وأنا طال ما سألت الله أن يعيذني منك.
قال: فو الله ما أعاذك الله مني، والله لو أن ملك الموت سابقني إليك لسبقته.
قال: وأقيمت المغرب قال: فصلى ركعة، فثار به الجند، فقتلوه، وقالوا: خذ أي طريق شئت.
قال أبو خالد: فقفل محمد بن يزيد من غزاته، وقد قتل يزيد بن أبي مسلم، فكتب إلى يزيد بن عبد الملك يخبره، فكتب يزيد إلى بشر بن صفوان الكلبي وهو عامله على مصر بولايته، فقدم بشر إفريقية في شوال سنة اثنتين ومائة.

وفي هذه السنة بعث مسلمة بن عبد الملك هلال بن أحوز المازني إلى قندابيل في طلب أهل المهلب، فالتقوا فقتل المفضل بن المهلب وانهزم الناس، وقتل هلال ناسا من ولد المهلب، ولم يفتش النساء ولم يعرض لهن، وبعث بالعيال والأسارى إلى يزيد بن عبد الملك.

فحدثني حاتم بن مسلم قال: لما دخلوا على يزيد بن عبد الملك قام كثير بن أبي جمعة الذي يقال له كثير عزة فقال:

حليم إذا ما نال عاقب مجملا *** أشد العقاب أو عفا لم يثرب فعفوا
أمير المؤمنين وحسبة *** فما تحتسب من صالح لك يكتب أساؤوا
فإن تغفر فإنك قادر *** وأعظم حلم حسبة حلم مغضب نفتهم
قريش عن أباطح مكة *** وذو يمن بالمشرفي المشطب

فقال يزيد: لاطت بك الرحم لا سبيل إلى ذلك، من كان له قبل آل المهلب دم فليقم، فدفعهم إليهم حتى قتل نحوا من مائتين.
وفي سنة اثنتين ومائة بعث مسلمة بن عبد الملك سعيد بن عبد العزيز على خراسان فغزا فلم يظفر بشئ، وقاتله الصغد، فقتل رجال من بني تميم منهم المغيرة ابن حبناء وشعبة بن ظهير النهشلي وعبد الله بن زهير العدوي، ويقال: هذا في سنة ثلاث ومائة.

وفيها غزا العباس بن الوليد بن عبد الملك فافتتح دبسة من أرض الروم.
وأقام الحج عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري.
وفي آخر سنة اثنتين ومائة أو أول سنة ثلاث ومائة عزل مسلمة بن عبد الملك عن العراق.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان، وغيرهم قالوا: جمع يزيد بن عبد الملك لأخيه مسلمة العراق سنة إحدى ومائة في آخرها أو في أول سنة اثنتين ومائة، وعزله آخر سنة أو أول سنة ثلاث ومائة، فكان على شرط مسلمة بالكوفة قطن بن حبة الكلبي، وعلى شرط الكوفة العريان بن الهيثم بن الأسود النخعي، وعلى شرط البصرة عبد الرحمن بن سليم الكلبي.