132 هـ
749 م
سنة اثنتين وثلاثين ومائة

فيها لقي قحطبة بن شبيب يزيد بن عمر بن هبيرة فحدثني محمد بن معاوية عن بيهس بن حبيب قال: بلغ ابن هبيرة أن قحطبة …

خرج متوجها نحو الموصل، فقال ابن هبيرة لأصحابه: ما بال القوم تنكبونا ؟ قالوا: يريدون الكوفة، فنادى ابن هبيرة بالرحيل، ولم يحل عقدة حتى بلغ براز الروز من خندقنا على ستة فراسخ، وتركنا أعلافنا وأطعمتنا، وجاء قحطبة فنزل خندقنا ونزلنا وصرنا في العراء، فأقام نحوا من عشرين يوما حتى أسمن وأجم، ثم سار معارضا لمهب الشمال حتى قطع دجلة من باحمشا، وذلك في الصيف والبسر قد أحمر وقلت المياه، فأخاض فأقبل وأقبلنا جميعا نريد الكوفة حتى انتهينا جميعا إلى الفرات، فنزل الفلاة ونزلنا على مسنا الفرات من أرض الفلوجة العليا وذلك يوم الثلاثاء لثمان خلون من المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة، ثم عبر قحطبة الفرات وعبر معه نحو من سبع مائة وتتام إلينا نحو ذلك، وجاء ابن هبيرة ولا يشعر به، فصاروا على المسناة ونحن تحتهم فطاعناهم فأزالونا عن مكاننا نحوا من مائتي ذراع، ثم رجعنا عليهم فهزمناهم حتى أتوا المسناة، وأصابت قحطبة طعنة في وجهه فوقع في الفرات فهلك ولا نعلم به ولا يعلمون.

وقال أبو الذيال: قتل قحطبة وانهزم أصحاب ابن هبيرة حتى أتوا فم النيل.
قال بيهس: لم نزل ندافعهم ويدافعوننا حتى سقط القمر.
وذلك لثمان خلون من المحرم، ثم مضينا لا ندري أين نسطع حتى أدركنا الناس بسوري ،فقطعنا مخاضة سوراء، فغرق ناس كثير وذهبت أثقال كثيرة واجتمع الناس بعد ما قطعنا، فنادى مناد من أراد الشام فهلم، فذهب معه عنق من الناس ولا نعرفه، ونادى آخر من أراد الجزيرة، ونادى آخر من أراد الكوفة، كل واحد يذهب معه عنق من الناس، فقلت: من أراد واسطا فهلم، فأصبحنا بقناطر السيب، وأقبل ابن هبيرة فنزلنا جميعا فم النيل، وأقبل حوثرة بن سهيل ولم يكن دخل الكوفة حتى وافانا بفم النيل، ثم ارتحلنا حتى دخلنا واسط يوم جمعة يوم عاشوراء، وأصبح السودان وفقدوا أميرهم فالتمسوه، فأخرجوه وفيه طعنة في جبهته فدفنوه يوم الأربعاء وولوا عليهم الحسن بن قحطبة، وتوجهوا إلى الكوفة وهرب زياد بن صالح فأتانا و دخلوا الكوفة يوم عاشوراء واستعملوا أبا سلمة الخلال على الكوفة وقتل من أصحاب ابن هبيرة ليلة الفرات زياد بن سويد المري صاحب شرطة ابن هبيرة وكاتب لابن هبيرة يقال له: عاصم بن أبي عاصم من موالي أبي سفيان بن حرب، ووجه أبو سلمة الحسن بن قحطبة ومعه خازم بن خزيمة إلى واسط.

قال بيهس: جاءنا الحسن بن قحطبة في آخر المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة فنزل الماحوز، ثم أتانا في صفر لا يريد قتالا إنما يريد أن يرتاد منزلا، وجاء بالفعلة ليخندق، فقال الناس لابن هبيرة: خل عنا نقاتل القوم فأبى، فما زالوا حتى قال: يا مسلم افتح الأبواب، واستعمل ابنه داود ومحمد بن نباتة ومعن ابن زائدة في القلب مما يلي الحسن بن قحطبة، وخرج حوثرة بن سهيل مما يلي خازم بن خزيمة، وذلك يوم الأربعاء فاقتتلنا فهزمنا، وقتل منا حكيم بن المسيب من جديلة قيس، وقتل يزيد بن قحطبة، فلما أمسوا رجعوا وأصبحنا فدفنا قتلانا الذين على الخندق، ثم بويع أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فبعث أخاه أبا جعفر إلى الحسن بن قحطبة ومن معه، وأم أبي العباس ريطة ابنة عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي، وبويع ليلة الجمعة بالكوفة لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة بالكوفة في بني أود في دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم، فركب حين أصبح فصلى بالناس يوم الجمعة، وبويع ذلك اليوم بيعة العامة.

قال بيهس: لما جاءنا أبو جعفر نهضوا إلينا بجماعتهم، فجعلنا نقاتلهم حتى أتتنا هزيمة مروان، فكنا في القتال شعبان وشهر رمضان وشوالا، فجاءنا الحسن ابن قحطبة في آخر شوال فقال: إلى من تمدون أعناقكم ؟ ما بقي أحد إلا وقد دخل في طاعة أمير المؤمنين، لكم عهد الله وميثاقه أنكم آمنون على كل شئ قبلنا، ثم أصبحنا الغد فأتانا خازم بن خزيمة فقال مثل ذلك، ثم جاءنا الحارث ابن نوفل الهاشمي، ثم جاءنا اسحاق بن مسلم العقيلي، فقال: القوم يعطونكم ما تريدون فاكتتبنا بيننا وبينهم كتابا صلحا، وذلك في أول ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة على ما شئنا، على أن ابن هبيرة على رأس أمره مع خمس مائة من أصحابه ينزل خمسين يوما مدينة الشرقية لا يبايع، فإذا تمت فإن شاء لحق بمأمنه، وإن شاء دخل فيما دخل فيه الناس، وما كان في أيدينا فهو لنا، ففتحنا الأبواب يوم السبت لأيام خلون من ذي القعدة، فدخلوا المدينة فجولوا فيها وخرجوا ثم فعلوا مثل ذلك يوم الأحد.
فلما كان يوم الإثنين دخل علج من علوجهم في خيل فتتبع كل دابة عليها سمة الله فأخذها وقال: هذه للإمارة.
قال بيهس: فأخبرت أبا عثمان فأخبر ابن هبيرة قال: غدر القوم ورب الكعبة وقال لأبي عثمان: انطلق إلى أبي جعفر وأقرئه السلام وقل له: إن رأيت أن تأذن لنا في إتيانك فأذن له، فركب يوم الإثنين وركبنا معه نحوا من مائتين حتى انتهينا إلى الرواق، فنزل ابن هبيرة وأبو عثمان وسعيد وأنا فجئنا نمشي معه حتى إذا بلغنا باب الحجرة رفع الباب فإذا أبو جعفر قاعد.
قال له ابن هبيرة: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته أرخي الباب؟ فسمعت أبا جعفر يقول: يا يزيد إنا بني هاشم نتجاوز عن المسئ ونأخذ بالفضل ولست عندنا كغيرك، إن لك وفاء وأمير المؤمنين أرغب شئ في الصنيعة إلى مثلك فأبشر بما يسرك.
قال أبو الحسن: قال له ابن هبيرة: إن إمارتكم محدثة فأذيقوا الناس حلاوتها وجنبوهم مرارتها تجتبوا قلوبهم، وما زلت منتظرا لهذه الدعوة ثم قام، فقال أبو جعفر: عجبا لرجل يأمرني بقتل هذا.
قال بيهس: لما كان يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة بعث أبو جعفر خازم بن خزيمة فقتل ابن هبيرة، وكان الذي ولي قتله عبد الله بن البختري الخزاعي، وقتل رباح بن أبي عمارة مولى لبني أمية و عبد الله بن الحبحاب الكاتب، وقتلوا داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة، وأخرج عثمان كاتب ابن هبيرة خازم بن خزيمة فقتله، وأخذ بشر بن عبد الملك ابن بشر بن مروان، وأبان بن عبد الملك بن مروان، والحوثرة بن سهيل، ومحمد ابن نباتة، وقعد الحسن بن قحطبة في مسجد حسان النبطي على دجلة مما يلي المدائن فحملوا إليه فضرب أعناقهم، وأتي بحارث بن قطن الهلالي فأمر به إلى السجن، وطلب خالد بن سلمة المخزومي، فلم يقدر عليه فنادى مناديهم أن خالد بن سلمة آمن، فخرج بعد ما قتل القوم يوما فقتلوه أيضا.

وفي هذه السنة وهي سنة اثنتين وثلاثين ومائة سود سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب بالبصرة، ودعا إلى بيعة بني هاشم، فأرسل إليه سلم بن قتيبة وهو وال لابن هبيرة على البصرة يسأله أن يكف حتى ينظر ما يصنع ابن هبيرة.
قال أبو عبيدة وأبو اليقظان وغيرهما: سفر بينهما أبو سفيان بن العلاء وسلمة ابن علقمة المازني، وعباد بن منصور، وعامر بن عبيدة الباهلي، وعثمان البتي، واسماعيل المكي، ومعاوية بن عمر الغلاني، فقبل الموادعة واصطلحوا، وكتبوا بينهم كتابا على أن يقيم سلم في دار الإمارة وسفيان في الأزد حتى ينظروا ما يفعل ابن هبيرة، فبلغ ذلك أبا سلمة الخلال فكتب إلى بلج بن المثنى بن مخرمة العبدي: إن قاتل سفيان سلما وإلا فأنت الأمير، فأجمع سفيان على القتال وسار إلى سلم وقدم ابنه معاوية فقتل معاوية وانهزم سفيان.
وفي هذه السنة قتل روح بن حاتم إسحاق الضبي وكان يحتسب فأرسل إليه سلم بن قتيبة ابن رألان فهزمه، ثم انحاز روح في ليلته فأتى ميسان فغلب عليها.

وفي هذه السنة وهي سنة اثنتين وثلاثين ومائة بعث أبو العباس عمه عبد الله ابن علي ابن عبد الله بن عباس لقتال مروان بن محمد، وزحف مروان بمن معه من أهل الشام والجزيرة، وحشدت معه بنو أمية بأنفسهم وأتباعهم.
فحدثني بشر بن بشار عن شيخ من أهل الجزيرة قال: خرج مروان في مائة ألف من فرسان الشام والجزيرة.
قال أبو الذيال: كان مروان في مائة ألف وخمسين ألفا فسار حتى نزل الزابين دون الموصل، وسار عبد الله بن علي فالتقوا يوم السبت صبيحة إحدى عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة، فهزم مروان وقطع الجسر وأتى الجزيرة فأخذ بيوت الأموال والكنوز، ثم أتى دمشق، وسار عبد الله بن علي حتى دخل الجزيرة، ثم خرج واستخلف موسى بن كعب التميمي، وتوجه عبد الله بن علي إلى الشام، وأرسل أبو العباس صالح بن علي حتى اجتمعا جميعا، ثم سارا إلى دمشق فحاصروهم أياما، ثم افتتحوها وقتل الوليد بن معاوية، وأخذ عبد الله بن علي حين دخل د مشق يزيد بن معاوية بن مروان وعبد الله بن عبد الجبار بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، فبعث بهما إلى أبي العباس فصلبهما، وكان مدخل عبد الله بن علي دمشق في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وكان مروان يومئذ بفلسطين فهرب حتى أتى مصر.
وقتل عبد الله بن علي بضعة وثمانين رجلا من بني أمية.
قال أبو الذيال: كان مروان بمصر، فلما بلغه دخول عبد الله بن علي دمشق عبر النيل وقطع الجسر، ثم سار قبل الحبشة، ووجه عبد الله بن علي أخاه صالح بن علي في طلب مروان، فجاء صالح وقد عبر مروان، فاستعمل صالح عامر بن اسماعيل أحد بني الحارث بن كعب، فسرحه إلى مروان، فلحقه بقرية من قرى مصر يقال لها بوصير فقتل مروان في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وحدثني بكر بن عطية عن أبيه قال: كنت بالكوفة، فأتي برأس مروان فنصب على قناة بباب المسجد، فانقطع رجاء من كان من شيعة بني أمية.
حدثنا الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان، وغيرهم قالوا: ولد مروان بالجزيرة سنة اثنتين وسبعين، أمه أمة كانت لمصعب بن الزبير، وقتل ببوصير في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقال حاتم بن مسلم: قتل سنة اثنتين وثلاثين، وكانت ولايته إلى أن قتل خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام.
وأقام الحج داود بن علي بن عبد الله بن عباس.

وفي هذه السنة وهي سنة اثنتين وثلاثين ومائة: مات منصور بن المعتمر واسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وصفوان بن سليم، ومحمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم كلهم بالمدينة.
وفيها مات عمارة بن أبي حفصة ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي بالبصرة.
وأبو سنان ضرار بن مرة الشيباني بالكوفة.
وفيها أيضا مات أبو المعلى العطار بالبصرة.
وفيها قتل سالم الأفطس بالجزيرة.
وفي ولاية مروان مات خبيب بن عبد الرحمن.
وأبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ مولى ابن عياش، وشيبة بن نصاح، ويحيى بن خلاد الزرقي، وأبو الحويرث الزرقي، وسعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت، و اسماعيل بن محمد بن سعد بن مالك.
تسمية عمال مروان بن محمد البصرة: كانت فتنة حتى قدم ابن هبيرة في سنة تسع وعشرين ومائة فكتب إلى المسور بن عباد بن حصين يأمره أن يصلي بالناس، فنزل دار الإمارة، فمنعته بنو سعد.
فاصطلح الناس على عباد بن منصور وهو قاض فصلى بالناس، ويقال: كتب ابن هبيرة إلى عبد الله بن أبي عثمان فصلى بالناس.
حتى قدم سلم بن قتيبة ابن مسلم بن عمرو الباهلي واليا على البصرة من قبل ابن هبيرة، فسود سفيان بن معاوية وحارب سلما فظهر سلم عليه.
ثم خرج سلم من البصرة حين سلم ابن هبيرة واستخلف على البصرة محمد بن جعفر الهاشمي من بني نوفل، ثم بعث أبو العباس أسد بن عبد الله بن مالك الخزاعي فصلى بالناس جمعة، ثم ولى أبو سلمة سفيان بن معاوية.
الكوفة: ولاها الضحاك بن قيس ملحان الشيباني فقتل، فولى سعدا الخصي – وإنما سمي الخصي لأنه لم تكن له لحية وهو رجل من الأزد -، ثم عزله.
وولى المثنى ابن عمران العائذي من قريش حتى صالح ابن عمر الضحاك، فانصرف الضحاك إلى مروان.
فولى ابن عمر الكوفة عمر بن عبد الحميد، ثم عزله.
وولى اسماعيل بن عبد الله، ثم عزله وولى عبد الصمد بن أبان بن النعمان بن بشير الأنصاري، ثم قدم ابن هبيرة فولى الكوفة زياد بن صالح الحارثي، فلم يزل عليها حتى أقبل قحطبة.
فسود محمد بن خالد بن عبد الله القسري وأخرج زياد ابن صالح ودعا إلى بني هاشم.
فبعث ابن هبيرة حوثرة بن سهيل الباهلي فلم يصل إلى الكوفة ورجع إلى ابن هبيرة، ودخل الحسن بن قحطبة الكوفة فسلم إلى أبي سلمة الخلال، فأقر أبو سلمة محمد بن خالد بن عبد الله.
ثم ظهر أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي.
خراسان: فلم يزل نصر بن سيار عليها حتى نفاه عنها أبو مسلم.
سجستان: غلب عليها بحير بن السهلب حتى قدم ابن هبيرة، فولى عامر ابن ضبارة المري، فوجه أبو مسلم مالك بن الهيثم من أهل خراسان، ثم بعث عمر بن العباس بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة ثم بعث اسماعيل بن عمران.
السند غلب عليها منصور بن جمهور، فقتل مروان وهو بها.
البحران: قتل الوليد وعليها بشر بن سلام العبدي، فلم يزل حتى قدم ابن هبيرة، فأقره عليها حتى مات بشر بن سلام، فولى سيار بن بشر فمات، فولى أخاه سلم بن بشر فلم يزل حتى قتل مروان.
اليمامة: غلب عليها البهي رجل من بني حنيفة، فمات فولى عبد الله بن النعمان الحنفي، فلم يزل عليها حتى بويع أبو العباس.
المدينة: أقر مروان عليها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان ثم عزله سنة تسع وعشرين ومائة، وولى عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان، ثم انحاز من أبي حمزة ودخل أبو حمزة المدينة فوجه مروان عبد الملك بن محمد بن عطية من سعد بن بكر، فقتل أبا حمزة وضم إليه مكة، ثم خرج عبد الملك إلى اليمن واستخلف الوليد بن عروة بن محمد بن عطية.
ثم ولاها مروان بن محمد يوسف بن عروة بن محمد بن عطية حتى جاءت بيعة أبي العباس.
مكة: أقر عليها عبد العزيز بن عمر مع ولاية المدينة، ثم ولاها عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك، فانحاز عن أبي حمزة الخارجي وأقام بها أبو حمزة الخارجي، ثم خرج يريد المدينة فاستخلف أبرهة بن الصباح، ثم رجع أبو حمزة فقتله عبد الملك بن محمد بن عطية، ثم خرج إلى الطائف وولى رومي بن ماعز الكلابي ثم عزله وولى محمد بن عبد الملك، ثم قتل عبد الملك بن محمد ببعض بلاد اليمن.
فولى مروان يوسف ابن عروة بن محمد، فلم يزل واليا حتى جاءت بيعة أبي العباس.
إفريقية: غلب عليها عبد الرحمن بن حبيب الفهري حتى قتل سنة ثمان وثلاثين ومائة.
اليمن: لما وقعت الفتنة وثب عبد الله بن يحيى، فأخرج الضحاك بن زمل عنها، فوجه مروان عبد الملك بن محمد فقتل عبد الله بن يحيى، ثم انحدر يريد مكة فقتل ببعض البلاد غيلة.
فولاها مروان بن محمد يوسف بن عروة مع ولاية مكة والمدينة، فبعث إلى اليمن أخاه الوليد بن عروة، فلم يزل واليا حتى جاءت بيعة أبي العباس.
قفل مروان من أرمينية عند قتل الوليد، واستخلف عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي، فبعث الضحاك بن قيس مسافر بن القصاب، فقتل عاصم بن عبد الله وبلغ الخبر مروان.
فولى عبد الله بن مسلم فمات.
فولى اسحاق بن مسلم فخرج إسحاق.
واختار أهل برذعة مسافر بن يحيى حتى قام أبو العباس.
القضاة قضاء البصرة: قضى أيام ابن سهيل عباد بن منصور.
ثم قدم سلم بن قتيبة، فعزل عبادا وولى معاوية بن عمر الغلابي، فقضى ثلاثة أيام، ثم استعفى فأعفاه، وولى عامر بن عبيدة الباهلي فاستعفي.
فولى عباد بن منصور، فلم يزل قاضيا حتى بويع أبو العباس.
الكوفة: كان عليها ابن أبي ليلى حتى دخلها الضحاك بن قيس، فولاها غيلان بن جامع المحاربي، ثم قدم ابن هبيرة فاستقضى الحجاج بن عاصم
المحاربي، ثم عزله وولى منصورا حتى بويع أبو العباس.
المدينة: كان عليها عثمان بن عمر التيمي من قريش، فأقره عبد الواحد بن سليمان، ثم قضى محمد بن عمران التيمي للوليد بن عروة بن محمد بن عطية آخر قيام مروان.
الموسم: سنة سبع وعشرين ومائة وثمان وعشرين ومائة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان.
وتسع وعشرين ومائة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك.
وثلاثين ومائة عبد الملك بن محمد بن عطية.
وإحدى وثلاثين ومائة الوليد بن عروة بن محمد بن عطية.
شرط مروان: كوثر بن الأسود الغنوي.
ديوان الجند و الخراج وبيوت الأموال والخزائن: عمران بن صالح مولى هذيل.
كاتب الرسائل: عبد الحميد الكبير.
الخاتم الصغير: عبد الأعلى بن ميمون بن مهران.
خاتم الخلافة: مولى له.
حاجبه: سقلاب، ويقال: مقلاص مولى له.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان وغيرهم قالوا: ولد مروان بالجزيرة سنة اثنتين وسبعين، كانت أمه أمة لمصعب بن الزبير، وقتل بقرية من قرى مصر يقال لها: بوصير، يوم الخميس لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
كانت ولاية مروان خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام.
وولي يزيد بن عمر بن هبيرة العراق، فقدم في سنة تسع وعشرين ومائة، فولى شرطه بواسط زياد بن سويد المري فقتل ليلة الفرات، وعلى شرط الكوفة عبد الرحمن ابن بشير العجلي.
البصرة إلى عمالها، كان على شرط سلم بن قتيبة بالبصرة ابن رألان، وكاتب الخراج لابن هبيرة عبيد الله بن الحبحاب مولى بني سلول فقتل حين قتل ابن هبيرة.
رسائل الخليفة: يحيى بن بكير ابن أخي رباح بن أبي عمارة.
قتل ابن هبيرة بواسط يوم الاثنين لثلاث عشرة بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة وهو ابن نحو من أربعين سنة.
وفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة: بويع أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أمه ريطة بنت عبد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي، بويع بالكوفة ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة في بني أود في دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم، فركب حين أصبح فصلى بالناس يوم الجمعة، وبويع ذلك اليوم بيعة العامة.
حدثني عبد الله بن مغيرة عن أبيه قال: رأيت أبا العباس حين خرج إلى الجمعة على برذون أشهب قريب من الأرض بين عمه داود بن علي وأخيه أبي جعفر شابا جميلا تعلوه صفرة فأتى المسجد فصعد المنبر فتكلم فصعد داود بن علي فقام على عتبتين من المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنه والله ما علا منبركم هذا خليفة بعد علي بن أبي طالب غير ابن أخي هذا، فوعد الناس ومناهم.
قال أبي: ثم رأيته في الجمعة الثانية كان وجهه ترس وكان عنقه إبريق فضة، وقد ذهبت الصفرة، والله ما كان بينهما إلا أسبوع.
فيها قتل عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس الغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، واسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وعبد الله بن عبد الملك.
وقتل عبد الله بن علي عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.
وفيها قتل داود بن علي بن عبد الله بن عباس عمران بن موسى بن عمرو بن سعيد، ويحيى.
واسماعيل ابني أمية بن عمرو بن سعيد وعبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاصي، وابنيه محمد وعياض ابني عبد الله وأيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد.
وأقام الحج داود بن علي.