104 هـ
722 م
سنة أربع ومائة

فيها عزل يزيد بن عبد الملك معلق بن صفار عن ارمينية، وولاها الجراح بن عبد الله الحكمي، فغزا الجراح فافتتح بلنجر يوم الأحد …

لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع ومائة، ثم لقي الجراح ابن خاقان دون الباب فرسخين على نهر أران، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم ابن خاقان، وتبعهم المسلمون يقتلونهم، فقتلوا جمعا كثيرا وسبوا.

فحدثني أبو خالد عن أبي البراء النميري قال: سأل أهل الجراح الصلح على أن يحولهم وينزلهم رستاق حيزان فحولهم، ثم سار إلى رستاق بزغوا فأقام أياما، وسألوه الصلح على أن يحولهم إلى رستاق فيله.

قال أبو براء: أخبرني سوادة وكان شيخا صدوقا قال: كنا مع الجراح ببلنجر، فخرج رجل من المسلمين فقال من يشري لله نفسه ؟ فأجابته جماعة ما بلغت عدتهم ثلاثين رجلا، فكسروا جفون سيوفهم، وشدوا على عجل الربض، فأجلوا الرجال عنها وأخذوا عجلة، وكانت العجل موصولة بعضها ببعض، فلما انحدرت العجلة تبعها بقية العجل حتى صارت كلها في عسكر المسلمين وهي نحو من ثلاث مائة عجلة، ثم شدوا على أهل بلنجر، فخرج القوم من الباب، وأفلت صاحب بلنجر على ظهر برذونه واستولى الجراح على بلنجر، ثم سار الجراح إلى الأتراك وهم أربعون أهل بيت، فسألوه الموادعة على أن يكونوا معه على الخزر، فقبل ذلك منهم وسار إلى ورتان.

وفيها غزا عثمان بن حيان المري وعبد الرحمن بن سليم الكلبي فنزلا على سيبرة فافتتحاها وا فتتحا قيصرة حصنا من حصون الروم.
وفيها أغزى بشر بن صفوان وهو والي افريقية عمرو بن فاتك الكلبي في البحر، فغنم وسلم، وذلك سنة أربع ومائة.
وأقام الحج عبد الواحد بن عبد الله النصري – نصر بن معاوية.
وفي سنة أربع ومائة: مات سليمان بن يسار مولى ميمونة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، ومجاهد بن جبر، وأبو معبد مولى ابن عباس، وأبو قلابة الجرمي، وعامر بن سعد بن مالك ويزيد بن الأصم.

وحدثني حاتم بن مسلم عن عثمان بن موهب قال: مات الشعبي وموسى ابن طلحة بن عبيد الله وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري في جمعة آخر سنة ثلاث
ومائة أو في أول أربع مائة.
قال أبو نعيم: ماتوا سنة أربع ومائة.
وفي خلافة يزيد بن عبد الملك مات عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.