1 جمادي الثاني 3 هـ
18 تشرين الثاني 624 م
سرية زيد بن حارثة إلى القردة

سببها

قال ابن إسحاق: وكان من حديثها أن قريشًا خافوا من طريقهم التي يسلكون إلى الشام حين كان من وقعة بدر ما كان، فسلكوا طر يق العراق، فخرج منهم تجار، فيهم أبو سفيان بن حرب ، ومعهم فضة كثيرة، وهي عظم تجارتهم، واستأجروا رجلاً يقال له: فرات بن حيان يدلهم في ذلك الطريق.

تحرك المسلمين

وبعث رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم زيد بن حارثة ، فلقيهم على ذلك الماء، فأصاب تلك العير وما فيها، وأعجزه الرجال، فقدم بها على رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم.

شعر حسان بن ثابت

فقال حسان بن ثابت بعد أُحدُ في غزوة بدر الآخرة يؤنب قريشًا في أخذها تلك الطر يق:
دَعوُا فلجاتِ الشام قد حال دُونها … جلاَدٌ كأفواه المخاض الأوارك
بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم… وأنصارِه حَقًّا وأيدي الملائك
إذا سلَكتْ للغور من بطنِ عالٍج … فقولا لها ليس الطر يقٌ هنالك

توقيتها

وقال ابن سعد: كانت لهلال جمادى الآخرة على رأس ثمانية وعشرين شهراً من مهاجره، وهي أول سرية خرج فيها زيد أميراً.

التعريف بجهة السرية

وثنية القردة من أرض نجد بين الربذة و الغمرة ناحية ذات عرق.

هدف السرية

بعثه رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم يعترض العير لقريش، فيها صفوان بن أمية، وحو يطب بن عبد العزى، وعبد اللهّٰ بن أبي ربيعة، ومعه مال كثير وآنية فضة وزن ثلاثين ألف درهم.

دليل المشركين

وكان دليلهم: فرُاَت بن حَيَاّن ، فخرج بهم على ذات عِرْق طريق العراق، وبلغ رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم أمرهم، فوجه زيد بن حارثة في مائة راكب، فاعترض لها فأصابوا العير، وأفلت أعيان القوم، وقدموا بالعير على رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم، فَخمََّسهَا، فبلغ الخمُسْ قيمة عشرين ألف درهم، وقسم ما بقي على أهل السرية.

أسر الدليل

وأُسرِ فرات بن حيان فأتي به النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم، فقيل له إن تسلم تترك، فأسلم، فتركه رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم من القتل . وحَسُن إسلام فرات بعد ذلك. وفيه قال عليه السلام:
إن منكم رجالًا نكلهم إلى إسلامهم، منهم: فرُات.