161 هـ
777 م
ذكر من هلك منهم في سنه احدى وستين ومائه

منهم سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبه ابن ابى بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبه بن …

عامر بن ملكان بن ثور ابن عبد مناه بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ويكنى أبا عبد الله، ولد فيما ذكر محمد بن عمر سنه سبع وتسعين وكان فقيها عالما عابدا ورعا ناسكا راويه للحديث، كثير الحديث، ثقه أمينا على ما روى وحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره ممن اثر في الدين.

حدثنى محمد بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ:
حدثنا شعبه بن الحجاج، قال: حدثنا سفيان بن سعيد الثوري قال: حدثنى على ابن الاقمر عن ابى جحيفه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما انا فلا آكل متكئا» .

حدثنى محمد بن اسماعيل الضرارى قال: سمعت أبا نعيم يقول: سمعت سفيان يقول: ما من عمل شيء اخوف منه، ولقد مرضت فما ذكرت غيره، ولوددت انى نجوت منه كفافا- يعنى الحديث، سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال: سمعت ابى يقول: حدثنا ابو عيسى الزاهد، قال: سمعت معدانا يقول: زاملت سفيان الثوري فلما خلفنا الكوفه بظهر، قال لي سفيان يا معدان ما تركت ورائي من أثق به، ولا اقدم امامى على من أثق به- يعنى الثقه في الدين.

وذكر عن زيد بن حباب، قال: كان عمار بن رزيق الضبي وسليمان بن قرم الضبي وجعفر بن زياد الأحمر وسفيان الثوري، اربعه يطلبون الحديث، وكانوا يتشيعون فخرج سفيان الى البصره فلقى ابن عون وأيوب، فترك التشيع قال وكانت وفاته بالبصرة سنه احدى وستين ومائه في خلافه المهدى.

والحسن بن صالح وصالح هو حي ويكنى حسن أبا عبد الله، وكان رجلا ناسكا فاضلا فقيها من رجل كان يميل الى محبه اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرى انكار المنكر بكل ما امكنه إنكاره، وكان كثير الحديث، ثقه، وكان فيما ذكر زوج ابنته عيسى بن زيد بن علي بن الحسين، فامر المهدى بطلب عيسى والحسن وجد في طلبهما.

قال ابن سعد سمعت الفضل بن دكين يقول: رايت الحسن بن صالح في الجمعه قد شهدها مع الناس، ثم اختفى يوم الأحد الى ان مات، ولم يقدر المهدى عليه ولا على عيسى بن زيد، وكان اختفاؤه مع عيسى بن زيد في موضع واحد سبع سنين، ومات عيسى قبل الحسن بن صالح بسته اشهر، وكان حسن بن حي من ساكنى الكوفه، وبها كانت وفاته سنه سبع وستين ومائه، وهو يومئذ ابن اثنتين- او ثلاث- وستين سنه.

وذكر عن يحيى بن معين انه قال: ولد الحسن بن صالح بن حي سنه مائه.
قال العباس: وسمعت يحيى يقول: الحسن بن صالح، هو حسن بن صالح ابن صالح بن مسلم بن حيان، والناس يقولون: ابن حي وانما هو ابن حيان وجعفر ابن زياد الأحمر، مولى مزاحم بن زفر من تيم الرباب من ساكنى الكوفه وبها كانت وفاته في سنه سبع وستين ومائه، وكان كثير الحديث شيعيا وعبيد الله بن الحسين بن الحصين ابن مالك بن مالك بن الخشخاش بن حباب بن الحارث بن خلف بن مجفر بن كعب ابن العنبر بن عمرو بن تميم، وكان من فقهاء اهل البصره وذوى الأدب منهم والعقل، ولى قضاء البصره بعد سوار بن عبد الله.

قال على بن محمد: ولد عبيد الله بن الحسن سنه مائه، وقيل: سنه ست ومائه، وولى القضاء سنه سبع وخمسين ومائه ذكر ابن سعد ان احمد بن مخلد قال: سمع عبيد الله بن الحسن العنبري على منبر البصره يقول:

اين الملوك التي عن حظها غفلت  حتى سقاها بكاس الموت ساقيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها  ودورنا لخراب الدهر نبنيها

وقال محمد بن عمر: مات عبيد الله بن الحسن العنبري في ذي القعده سنه ثمان وستين ومائه.
وقال فضيل بن عبد الوهاب: حدثنا معاذ بن معاذ قال: دخلت على عبيد الله ابن الحسن قاضى اهل البصره اعوده، فقلت: أراك اليوم بحمد الله صالحا، فقال:

لا يغرنك عشاء سالم  سوف ياتى بالمنيات السحر

فلما كان السحر سمعت الواعية عليه وحسن بن زيد بن حسن بن على ابن ابى طالب ع، وكان الحسن بن زيد يكنى أبا محمد، وولد الحسن ابن زيد محمدا والقاسم وأم كلثوم بنت حسن، تزوجها ابو العباس امير المؤمنين، فولدت له غلامين هلكا صغيرين، وعليا وزيدا وابراهيم وعيسى واسماعيل وإسحاق الأعور وعبد الله وكان حسن بن زيد عابدا، فولاه ابو جعفر المدينة فوليها خمس سنين، ثم تعقبه فغضب عليه، وعزله، فاستصفى كل شيء له فباعه وحبسه، فكتب محمد المهدى وهو ولى عهد ابيه الى عبد الصمد بن على سرا! إياك إياك ولم يزل محبوسا حتى مات ابو جعفر، فاخرجه المهدى واقدمه عليه ورد عليه كل شيء ذهب له، ولم يزل معه حتى خرج المهدى يريد الحج في سنه ثمان وستين ومائه، ومعه حسن بن زيد، وكان الماء في الطريق قليلا، فخشي المهدى على من معه العطش، فرجع من الطريق ولم يحج تلك السنه، ومضى الحسن بن زيد يريد مكة، فاشتكى أياما ثم مات بالحاجر فدفن هناك سنه ثمان وستين ومائه ومالك بن انس بن ابى عامر بن عمرو بن الحارث ابن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو اصبح من حمير، وعداده في تيم بن مره من قريش الى عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمى، وكان مالك يكنى أبا عبد الله، وكان مفتى اهل بلده في زمانه ومحدثهم.

حدثنى العباس بن الوليد قال: حدثنى ابراهيم بن حماد الزهري المديني، قال سمعت مالكا يقول: قال لي المهدى: يا أبا عبد الله ضع كتابا احمل الامه عليه، قال يا امير المؤمنين، اما هذا الصقع- واشار الى المغرب وقد كفيتكه- واما الشام ففيهم الذى قد علمته- يعنى الأوزاعي- واما اهل العراق فهم اهل العراق.

واما محمد بن عمر فانه ذكر هذه القصة عن مالك بخلاف ما حدثنى به العباس عن ابراهيم بن حماد، والذى ذكر محمد بن عمر من ذلك ما حدثنى به الحارث، عن ابن سعد عنه، قال: سمعت مالك بن انس يقول: لما حج ابو جعفر المنصور دعانى فدخلت عليه، فحادثته، وسألني فاجبته، فقال: انى قد عزمت ان آمر بكتبك هذه التي قد وضعتها- يعنى الموطأ- فتنسخ نسخا ثم ابعث الى كل مصر من امصار المسلمين منها نسخه، وآمرهم ان يعملوا بما فيها لا يتعدونه الى غيره، ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث، فانى رايت اصل العلم روايه اهل المدينة وعلمهم قال:
فقلت يا امير المؤمنين لا تفعل هذا، فان الناس قد سبقت اليهم اقاويل، وسمعوا احاديث ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سبق اليهم، وعملوا به، ودانوا به من اختلاف الناس وغيرهم وان ردهم عما قد اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه، وما اختار اهل كل بلد لأنفسهم، فقال: لعمري لو طاوعتنى على ذلك لأمرت به.

وقال ابن سعد: أخبرنا ابن ابى اويس، قال: اشتكى مالك بن انس أياما يسيره، فسالت بعض أهلنا عما قال عند الموت، قالوا: تشهد ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد، وتوفى صبيحة اربع عشره من شهر ربيع الاول من سنه تسع وسبعين ومائه في خلافه هارون، فصلى عليه عبد الله بْن محمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن على ابن عبد الله بن العباس، وهو ابن زينب ابنه سليمان بن على، وكان يعرف بامه يقال له: عبد الله بن زينب، وكان يومئذ واليا على المدينة، فصلى على مالك في موضع الجنائز، ودفن بالبقيع، وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنه: قال ابن سعد فذكرت ذلك لمصعب بن عبد الله الزبيري فقال: انا احفظ الناس لموت مالك مات في صفر سنه تسع وسبعين ومائه وعبد الله بن المبارك ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان من طلبه العلم ورواته، وكان من الفقه والأدب والعلم بايام الناس والشعر بمكان، وكان مع ذلك زاهدا سخيا، وولد ابن المبارك في سنه ثماني عشره ومائه، وكان من سكان خراسان ومات بهيت منصرفا من غزو الروم سنه احدى وثمانين ومائه وله ثلاث وستون سنه سمعت عبد الله بن احمد ابن شبويه، قال: سمعت على بن الحسن يقول: سمعت ابن المبارك يقول: انا لنحكى كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع ان نحكى كلام الجهمية سمعت عبد الله بن احمد ابن شبويه يقول: سمعت على بن الحسن يقول: قلنا لعبد الله بن المبارك: كيف تعرف ربنا؟ قال: فوق سبع سموات على العرش بائنا من خلقه بحد، ولا نقول كما قالت الجهمية: انه هاهنا- واشار بيده الى الارض ومحمد بن الحسن، ويكنى أبا عبد الله، وهو مولى لبنى شيبان، كان اصله من الجزيرة، وكان أبوه في جند الشام، فقدم واسطا فولد محمد بها سنه ثنتين وثلاثين ومائه، ونشا بالكوفه، وطلب الحديث، وسمع ثم جالس أبا حنيفه، وسمع منه فغلب عليه مذهبه، وعرف به، ثم قدم بغداد فنزلها، وسمع منه بها، ثم خرج الى الرقة وهارون الرشيد بها، فولاه قضاء الرقة، ثم عزله، فقدم بغداد، فلما خرج هارون الى الري الخرجه الاولى امره فخرج معه، فمات بالري في سنه تسع وثمانين ومائه وهو ابن ثمان وخمسين سنه ويوسف بن يعقوب بن ابراهيم القاضى، وكان قد سمع الحديث ونظر في الرأي، وولى قضاء بغداد الجانب الغربي منها في حياه ابيه، وصلى بالناس الجمعه في مدينه ابى جعفر بأمر هارون، فلم يزل قاضيا بها الى ان توفى في رجب سنه ثلاث وتسعين ومائه وسفيان بن عيينه بن ابى عمران، ويكنى أبا محمد مولى لبنى عبد الله بن رويبة، من بنى هلال بن عامر بن صعصعة، وكان أبوه عيينه من عمال خالد بن عبد الله القسرى، فلما عزل خالد عن العراق، وولى يوسف بن عمر الثقفى طلب عمال خالد فهربوا منه، فلحق عيينه بن ابى عمران بمكة فنزلها.

وقال ابن سعد: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَرَ، قَالَ: أخبرني سفيان بن عيينه انه ولد سنه سبع ومائه، وطلب العلم قديما، وكان حافظا وعمر حتى مات ذوو اسنانه، وبقي بعدهم.
قال سفيان: وذهبت الى اليمن سنه خمسين ومائه وسنه ثنتين وخمسين ومائه ومعمر حي، وذهب الثوري قبلي بعام.
وقال ابن سعد: أخبرني الحسن بن عمران بن عيينه ابن أخي سفيان قال:
حججت مع عمى سفيان آخر حجه حجها سنه سبع وتسعين ومائه، فلما كان بجمع وصلى استلقى على فراشه، ثم قال لي: قد وافيت هذا الموضع سبعين عاما اقول في كل عام: اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وانى قد استحييت من الله عز وجل من كثره ما اساله ذلك، فرجع فتوفى في السنه الداخله يوم السبت أول يوم من رجب سنه ثمان وتسعين ومائه، ودفن بالحجون، وتوفى وهو ابن احدى وتسعين سنه واويس القرني، من مراد، وهو يحابر بن مالك من مذحج، وهو اويس بن عامر ابن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجيه بن مراد، وهو يحابر بن مالك، وكان ورعا فاضلا، روى انه قتل يوم صفين.

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، قال: حدثنا هشام عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليدخلن الجنه بشفاعة رجل من امتى مثل ربيعه ومضر »، قال هشام: فأخبرني حوشب انه قال: هو اويس القرني وحضين بن المنذر الرقاشى، وكان يكنى أبا محمد، وكان يكنى في الحرب بابى ساسان، قال الحارث: حدثنى على ابن محمد، قال: حدثنى على بن مالك الجشمى قال: ذكروا الحضين بن المنذر عند الأحنف، فقالوا: ساد وما اتصلت لحيته، فقال الأحنف: السودد مع السواد قبل ان يشيب الرجل، وكان حضين بن المنذر يوم صفين صاحب لواء ربيعه، وأراه عنى عليا ع بقوله:

لمن راية سوداء يخفق ظلها  إذا قيل قدمها حضين تقدما

وحدثنى مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حدثنا على بن سويد ابن منجوف، قال: أتينا حضين بن المنذر أبا ساسان فقال: مرحبا بزائر لا يمل وسعد ابن الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، وهو عامر بن مالك ابن النجار، وقتل سعد بن الحارث بصفين مع امير المؤمنين على بن ابى طالب.

والحارث الأعور بن عبد الله بن كعب بن اسد بن يخلد بن حوث، واسمه عبد الله بن سبع بن صعب بن معاويه بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم ابن خيوان بن نوف بن همدان، وحوث هو أخو السبيع رهط ابى إسحاق السبيعي.
وكان الحارث من مقدمي اصحاب امير المؤمنين على ع وعبد الله في الفقه والعلم بالفرائض والحساب.

وحدثنى زكرياء بن يحيى، قال: حدثنا احمد بن يونس، عن زائده، عن الاعمش عن ابراهيم، قال: قال الحارث: تعلمت القرآن في سنه والوحى في ثلاث سنين.

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ واضح، قال: حدثنا اسماعيل، عن مخلد عن ابى إسحاق، ان الحسن بن على ع كتب الى الحارث: انك كنت تسمع من على ع شيئا لم اسمعه، فبعث اليه بوقر بعير.

حدثنا أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ مجالد عن الشعبى، قال:
تعلمت من الحارث الأعور الفرائض والحساب، وكان احسب الناس وزعم يحيى بن معين ان الحارث توفى في سنه خمس وستين، ولا خلاف بين الجميع من اهل الاخبار ان وفاه الحارث كانت ايام ولايه عبد الله بن يزيد الأنصاري الكوفه من قبل عبد الله بن الزبير.

وعبد الله بن يزيد الذى صلى على الحارث في ايامه تلك بالكوفه، وكان الحارث من ساكنى الكوفه، وبها كانت وفاته، وكان من شيعه امير المؤمنين على ابن ابى طالب وعمرو بن سلمه بن عبد الله بن سلمه بن عميرة بن مقاتل ابن الحارث بن كعب بن علوي بن عليان بن ارحب بن دعام من همدان، كان شريفا، وهو الذى بعثه الحسن بن على ع مع محمد بن الاشعث بن قيس في الصلح بينه وبين معاويه، فاعجب معاويه ما راى من فصاحته وجسمه، فقال: امضرى أنت؟ قال: لا، ثم قال:

انى لمن قوم بنى الله مجدهم  على كل باد في الأنام وحاضر
ابوتنا آباء صدق نمى بهم  الى المجد آباء كرام العناصر
وأماتنا اكرم بهن عجائزا  ورثن العلا عن كابر بعد كابر
جناهن كافور ومسك وعنبر  وأنت ابن هند من جناه المغافر

انا امرؤ من همدان، ثم احد ارحب.
وابو عبد الرحمن السلمى، واسمه عبد الله بن حبيب، قال ابن سعد: قال حجاج بن محمد: قال شعبه: لم يسمع ابو عبد الرحمن من عثمان ولكن سمع من على ع وكان ابو عبد الرحمن من اصحاب على ع من ساكنى الكوفه، وبها كانت وفاته في ولايه بشر بن مروان العراق.

حَدَّثَنَا ابن حميد قَالَ: حَدَّثَنَا جرير عن عطاء قال: قال رجل لأبي عبد الرحمن، أنشدك الله، متى ابغضت عليا ع اليس حين قسم قسما بالكوفه فلم يعطك ولا اهل بيتك؟ قال: اما إذ نشدتني الله فنعم.

وكميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج، شهد مع على ع صفين، وكان شريفا مطاعا في قومه، فلما قدم الحجاج الكوفه دعا به فقتله.

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ عَنْ الاعمش، قال: قال الحجاج للعريان: يا عريان، ما فعل كميل؟ اليس قد خرج علينا في الجماجم؟ قال: فأجابه العريان، فذكر كلاما، قال: فمكث ثم جاء كميل يأخذ عطاءه، قال: فأخذه، فقال: أنت الذى فعلت بعثمان، وكلمه بشيء، قال كميل: لا تكثر على اللوم ولا تهل على الكثيب، وما ذاك! رجل لطمتى فاصبرنى فعفوت عنه، فأينا كان المسيء؟ قال:

فامر به فضربت عنقه قال: وكان من اهل القادسية وعمر الاكبر بن على ابن ابى طالب ع بن عبد المطلب بن هاشم وأمه الصهباء، وهي أم حبيب ابنه بجير بن العبد بن عَلْقَمَة بن الْحَارِث بن عتبة بن سَعْدِ بْنِ زهير بن جشم بن بكر ابن حبيب بن عمرو بن غنم بن عثمان بن تغلب بن وائل، وكانت سبيه أصابها خالد ابن الوليد حين اغار على بنى تغلب بناحيه عين التمر.

وعبيد الله بن على بن ابى طالب ع أمه لَيْلَى ابنة مسعود بن خَالِد بن مالك ابن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم، قتل بالمذار في الوقعه التي كانت بين اصحاب مصعب بن الزبير واصحاب المختار وهو في جيش مصعب وابو نضره، واسمه المنذر بن مالك بن قطعه من العوقه، وهم بطن من عبد القيس وقال على ابن محمد: خرج ابو نضره مع ابن الاشعث، وكان ابو نضره من شيعه على ع.

ونوف البكالى، وهو نوف بن فضالة ابن امراه كعب ونوفل ابن مساحق بن عبد الله ابن مخرمه بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عُبْدُودِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عامر بن لؤي.

والاشتر، واسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمه بن ربيعه بن الحارث ابن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج.

حَدَّثَنِي إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيمَ بن حبيب بن الشهيد، قَالَ: سمعت أبا بكر بن عَيَّاش يقول: قَالَ عَلْقَمَة: قلت للأشتر: قَدْ كنت كارها لقتل عثمان، فما أخرجك بِالْبَصْرَةِ؟
قَالَ: إن هَؤُلاءِ بايعوه ثم نكثوه وكان ابن الزبير، وهو الذى هز عائشة على الخروج، وكنت ادعو الله عز وجل ان يلقينيه، ولقيني كفه لكفه، فما رضيت لشدة ساعدى.

ان قمت في الركاب، فضربته ضربه فصرعته قال: قلت فهو القائل: اقتلوني ومالكا قَالَ: لا مَا تركته، وفي نفسي مِنْهُ شَيْء، ذاك عبد الرَّحْمَن بن عتاب بن أسيد لقيني فاختلفنا ضربتين، فصرعني وصرعته، فجعل يقول: اقتلوني ومالكا، وَلا يعلمون من مالك، ولو يعلمون لقتلوني ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْر بن عياش: هذا كأنك شاهده.

حَدَّثَنِي بِهِ الْمُغِيرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمه قال: قلت للأشتر.
وشبث بن ربعي بن حضين بن عثيم بن ربيعه بن زَيْد بن رياح بن يربوع بن حنظله من بنى تميم وكان شبث يكنى أبا عبد القدوس، قال ابن سعد: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا حفص ابن غياث، قال: سمعت الاعمش قال:
شهدت جنازة شبث، فأقاموا العبيد على حده والجوارى على حده، والنجف على حده، والنوق على حده، وذكر الاصناف، ورايتهم ينوحون عليه يلتدمون.

حدثنى ابن عبد الأعلى قال: حدثنا المعتمر، عن ابيه، عن انس، قال: قال شبث: انا أول من حرر الحرورية فقال رجل: ما كان في هذا ما يتمدح به.
والمسيب بن نجبه بن ربيعه بن رياح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزاره شهد القادسية، وشهد مع على ع مشاهده، وقتل يوم عين الورده مع التوابين الذين خرجوا وتابوا من خذلان الحسين عليه السلام، فبعث الحصين بن نمير يراس المسيب ابن نجبه مع ادهم بن محرز الباهلى الى عبيد الله بن زياد، فبعث به عبيد الله بن زياد الى مروان بن الحكم، فنصبه بدمشق وحجر بن عدى بن جبله بن عدى بن ربيعه ابن معاويه الاكرمين بن الحارث بن معاويه بن الحارث بن معاويه بن ثور بن مرتع ابن كنده وهو حجر الخير، وأبوه عدى الأدبر، طعن موليا فسمى الأدبر وكان حجر ابن عدى جاهليا اسلاميا وقد ذكر بعض رواه العلم انه وفد الى النبي ص مع أخيه هانئ بن عدى، وشهد القادسية، وهو الذى افتتح مرج عذراء، وكان في الفين وخمسمائة من العطاء، وكان من اصحاب على ع، شهد معه الجمل وصفين وصعصعة بن صوحان توفى بالكوفه في خلافه معاويه وعبد خير بن يزيد الخيوانى من همدان، ويكنى أبا عماره، شهد مع على ع صفين، وكان له اثر فيها والأصبغ بن نباته بن الحارث بن عمرو بن فاتك بن عامر بن مجاشع بن دارم، وكان صاحب شرط على ع، وكان الأصبغ من شيعه على ع وحجار بن ابجر ابن جابر بن بجير بن عائذ بن شريط بن عمرو بن مالك بن ربيعه بن عجل، وكان شريفا ومسلم بن نذير السعدي من سعد بن زيد مناه بن تميم، وكان أيضا من الشيعة وابو عبد الله الجدلى واسمه عبده بن عبد بن عبد الله بن ابى يعمر بن حبيب ابن عائذ بن مالك بن وائله بن عمرو بن ناج بن يشكر بن عدوان، واسمه الحارث ابن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر- وسمى عدوان- لأنه عدا على أخيه فهم ابن عمرو فقتله، وأم عدوان وفهم جديله بنت مر بن ادبن طابخه اخت تميم بن مر فنسبوا إليها، وكان ابو عبد الله الجدلى عن شيعه على ع وقائد الثمانمائة الذين وجههم المختار الى محمد بن الحنفيه لمنعه من ابن الزبير حين اراد قتله وابو المتوكل الناجى واسمه على بن دواد وابو الصديق الناجى واسمه بكر بن عمرو ثقه وذر ابن عبد الله بن زراره بن معاويه بن عميرة بن منبه بن غالب بن وقش بن قاسم بن مرهبه، من همدان، وكان ذر من المقدمين في القصص، وكان من اهل الارجاء، وكان من القراء الذين خرجوا مع عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث على الحجاج.

قال ابن سعد: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا ابو إسرائيل عن الحكم، قال: سمعت ذرا في الجماجم يقول: هل هي الا برد حديده بيد كافر مفتون وطلحه ابن عبد الله بن خلف بن اسعد من بنى مليح بن عمرو بن ربيعه، من خزاعة، قتل أبوه عبد الله بن خلف يوم الجمل مع عائشة وطلحه هذا هو الذى يقال له طلحه الطلحات وكان اجود العرب في زمانه وأمه صفية ابنة الْحَارِث بن طَلْحَة بن أبي طلحه ابن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بن قصى، وأم ابيه حمينه ابنه ابى طلحه ابن عبد العزى، وسمى طلحه الطلحات بولادة طلحه وابى طلحه اياه وسالم بن ابى حفصة وكان سالم يكنى أبا يونس وكان يتشيع تشيعا شديدا فلما كانت دوله بنى هاشم، حج داود بن على تلك السنه بالناس وهي سنه اثنين وثلاثين ومائه،، وحج سالم بن ابى حفصة تلك السنه، فدخل مكة وهو يلبى يقول: لبيك اللهم لبيك! مهلك بنى اميه لبيك، وكان رجلا مجهرا، فسمعه داود بن على فقال: من هذا؟
قالوا: سالم بن ابى حفصة، واخبره بامره ورايه، قال ابن سعد: أخبرنا على ابن عبد الله قال: حدثنا سفيان عن سالم بن ابى حفصة قال: كان الشعبى إذا رآنى قال:

يا شرطه الله قعى وطيرى  كما تطير حبه الشعير

والخليل بن احمد صاحب العروض الفراهيدى، من العتيك، عن هشام بن محمد حَدَّثَنِي إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيمَ بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنى قريش بن انس قال: سمعت الخليل بن احمد صاحب النحو قال: إذا نسخ الكتاب ثلاث مرار تحول بالفارسيه قال ابو يعقوب: يعنى يكثر سقطه