105 هـ
723 م
ذكر من هلك منهم سنه خمس ومائه

فمنهم عكرمه مولى عبد الله بْن عباس بْن عبد المطلب، يكنى أبا عبد الله، قال ابن سعد: أخبرنا عامر بن سعيد ابو جعفر قال: أخبرنا عامر …

بن سعيد ابو جعفر قال: حدثنا هشام بن يوسف قاضى اهل صنعاء، عن محمد ابن راشد، قال: مات ابن عباس، وعكرمه عبد، فاشتراه خالد بن يزيد بن معاويه من على بن عبد الله بن العباس باربعه آلاف دينار، فبلغ ذلك عكرمه، فاتى عليا فقال: بعتني باربعه آلاف دينار؟ قال: نعم، قال: اما انه ما خير لك بعت علم ابيك باربعه آلاف دينار! فراح على الى خالد، فاستقاله فاقاله فاعتقه.

وكان عكرمه لا يدفعه احد يعلمه عن التقدم في العلم بالفقه والقرآن وتاويله وكثره الرواية للآثار.

حدثنى الصرار بن اسماعيل، قال: أخبرنا اسماعيل، قال: حدثنا ابراهيم ابن سعد عن ابيه، قال: كان سعيد بن المسيب يقول: لبرد مولاه: يا برد، لا تكذب على كما كذب عكرمه، على ابن عباس، كل حديث حدثكموه برد عنى مما تنكرون، وليس معه فيه غيره، فهو كذب.

حَدَّثَنَا ابن حميد قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عن يزيد بن ابى زياد، قال: دخلت على على بن عبد الله بن عباس، وعكرمه مقيد على باب الحش، قال: قلت له ما لهذا كذا قال: انه يكذب على ابى.

وقال يحيى بن معين: حدثنى من سمع حماد بن زيد، يقول: سمعت أيوب- وسئل عن عكرمه كيف هو- قال أيوب: لو لم يكن عندي ثقه لم اكتب عنه.
وقال آخرون ممن لا يرى الاحتجاج- بخبر عكرمه: لم ننكر من امر عكرمه، روايته ما روى من الاخبار، وانما أنكرنا من امره مذهبه، وقالوا: انه كان يرى راى الصفريه من الخوارج، وذكر انه نحل ذلك الرأي الى ابن عباس، وكان ذلك كذبه على ابن عباس وحدثت عن مصعب الزبيري قال: كان عكرمه يرى راى الخوارج، فطلبه بعض ولاه المدينة، فغيب عند داود بن الحصين، ومات عنده.

وذكر عن يحيى بن معين انه قال: انما لم يذكر مالك بن انس عكرمه، لان عكرمه كان ينتحل راى الصفريه.
وقد اختلفوا في وقت وفاه عكرمه، فقال بعضهم: توفى سنه خمس ومائه ذكر محمد بن عمر ان ابنه عكرمه حدثته ان عكرمه توفى سنه خمس ومائه وهو ابن ثمانين سنه.

قال ابن عمر: وحدثنى خالد بن القاسم البياضي، قال: مات عكرمه وكثير عزه الشاعر في يوم واحد سنه خمس ومائه، فرأيتهما جميعا، صلى عليهما في موضع واحد بعد الظهر في موضع الجنائز، فقال الناس: مات اليوم افقه الناس واشعر الناس.
قال: وقال غير خالد بن القاسم: وعجب الناس لاجتماعهما في الموت، واختلاف رأيهما، عكرمه يظن به انه يرى راى الخوارج، يكفر بالنظره، وكثير شيعى يؤمن بالرجعة.

حدثنى يحيى بن عثمان بن صالح السهمي، قال: حدثنا ابن بكير، قال:
حدثنا الدراوردى قال: توفى عكرمه وكثير عزه الشاعر بالمدينة في يوم واحد، فما حمل جنازتهما الا الزنج.

وقال ابو نعيم: الفضل بن دكين: مات عكرمه في سنه سبع ومائه.
وروى عن يحيى بن معين انه قال: مات عكرمه سنه خمس عشره ومائه.
وكان عكرمه جوالا في البلاد قدم البصره فسمع منه أهلها، والكوفه فحمل عنه كثير ممن بها واليمن، فكتب عنه بها كثير من أهلها، والمغرب فسمع منه جماعه من اهله والمشرق، فكتب عنه به.

حدثنى يحيى بن عثمان بن صالح، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد المؤمن بن خالد الحنفي، قال: قدم علينا عكرمه خراسان، فقلت له:
ما اقدمك الى بلادنا؟ قال: قدمت آخذ من دنانير ولاتكم ودراهمهم.
واما ابو تميله، فانه روى عن عبد العزيز بن ابى رواد، قال: قلت لعكرمه: تركت الحرمين، وجئت الى خراسان، قال: اسعى على بناتي: غير ان وفاته كانت بمدينه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وذكر عن ابراهيم ابن خالد عن اميه بن شبل عن معمر، عن أيوب، قال:
قدم علينا عكرمه، واجتمع الناس عليه حتى اصعدوه فوق ظهر بيت.
وعامر بن شراحيل بن عبد الشعبى قال ابن سعد: هو من حمير وعداده في همدان فقال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن مره الشعبانى، قال: أخبرنا اشياخ من شعبان، منهم محمد بن ابى اميه، وكان عالما ان مطرا أصاب اليمن، فجعف السيل موضعا فأبدى عن أزج عليه باب من حجارة، فكسر الغلق، فدخل فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب، وإذا عليه رجل، قال: شبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبرا، وإذا عليه جباب من وشى منسوجه بالذهب، والى جنبه محجن من ذهب، على راسه ياقوته حمراء، وإذا رجل ابيض الراس واللحية، له ضفران، والى جنبه لوح مكتوب فيه بالحميريه: باسمك اللهم رب حمير، انا حسان بن عمرو والقيل إذ لا قيل الا الله، عشت بامل، ومت باجل، ايام وخزهيد، هلك فيه اثنا عشر الف قيل، وكنت آخرهم قيلا، واتيت جبل ذي شعبين ليجيرنى من الموت فاخفرنى، والى جنبه سيف مكتوب فيه بالحميريه، انا قبار، بي يدرك الثار.

قال عبد الله بن محمد بن مره الشعبانى: هو حسان بن عمرو بن قيس بن معاويه ابن جشم بن عبد شمس بن وائل بن غوث بن قمن بْنِ عُرَيْبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَيْمَنَ بْنِ حمير، وهو حسان ذو الشعبين، وهو جبل باليمن، نزله هو وولده، ودفن به، ونسب اليه هو وولده، فمن كان بالكوفه قيل لهم شعبيون، منهم عامر الشعبى، ومن كان بالشام قيل لهم شعبانيون، ومن كان باليمن قيل لهم: آل ذي شعبين، ومن كان منهم بمصر والمغرب قيل لهم: الاشعوب، وهم جميعا بنو حسان بن عمرو ذي شعبين فبنو على بن حسان ابن عمرو رهط عامر بن شراحيل بن عبد الشعبى، ودخلوا في احمور همدان باليمن فعدادهم فيه، والاحمور خارف والصائديون وآل ذي بارق والسبيع وآل ذي جدان وآل ذي رضوان وآل ذي لعوه وآل ذي مران، واعراب همدان عذر ويام ونهم وشاكر وارحب وفي همدان من حمير قبائل كثيره منهم آل ذي حوال، وكان على مقدمه تبع منهم يعفر بن الصباح المتغلب على مخاليف صنعاء اليوم، وكان الشعبى يكنى أبا عمرو، وكان ضئيلا نحيفا، وكان فقيها عالما راويه الشعر والاخبار وايام الناس.

ومنهم طاوس بن كيسان، وكان يكنى أبا عبد الرحمن وكان فقيها عالما عابدا ورعا فاضلا، حدثنا ابو كريب، قال: حدثنا يحيى، عن زهير، عن ليث عن طاوس، قال: أدركت سبعين شيخا من اصحاب رسول الله.

وقال يحيى بن معين: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبِي: وما على خالد الحذاء لو صنع كما صنع طاوس! قال: وما صنع طاوس؟ قال: كان يجلس فان أتاه انسان بشيء قبله والا سكت قال يحيى: وانا اقول: كان طاوس على العشور، وكان خالد الحذاء على العشور.
وذكر عن على بن المديني انه قال: يحيى بن سعيد، قال سفيان بن سعيد: كان طاوس يتشيع.

وقال ابن عمر عن سيف بن سليمان قال: مات طاوس بمكة قبل الترويه بيوم، وكان هشام بن عبد الملك وهو خليفه قد حج تلك السنه سنه ست ومائه، فصلى على طاوس، وكان له يوم مات بضع وسبعون سنه.

حدثنى الحارث، قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: بلغنى ان طاوسا قال لمجاهد: لو كان من قصرك في طولى، ومن طولى في قصرك جاء منا رجلان مستويان.
وذكر عن زيد بن حباب، انه قال: قال ابراهيم بن نافع: هلك طاوس في سنه ست ومائه.
وقال ابن عمر: كان طاوس مولى بحير بن ريسان الحميرى، وكان ينزل الجند. ومنهم الحسن بن ابى الحسن، واسم ابى الحسن يسار، يقال: انه من سبى ميسان، وقع الى المدينة، فاشترته الربيع بنت النضر عمه انس بن مالك.
وقال على بن محمد: ابو الحسن بن ابى الحسن البصرى من سبى ميسان، وكانت أم الحسن خادمه لام سلمه زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الأصمعي عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْد بن جدعان، وكان اعلم الناس بالحسن انه ولد وهو مملوك.

وذكر عن يحيى بن معين انه قال: اسم أم الحسن بن ابى الحسن خيره.
وقال على بن محمد عن سلمه بن عثمان عن بن عون قال: قال الحسن:
قتل عثمان وانا ابن اربع عشره سنه وكان الحسن عالما فقيها فاضلا قارئا لا يشك في صدقه، فيما روى ونقل غيره انه كان كثير المراسيل كثير الرواية عن قوم مجاهيل، وعن صحف قد وقعت اليه لقوم أخذها منهم وعنهم حدثنى محمد بن هارون الحربى قال: حدثنا نعيم، قال: حدثنا سفيان عن مساور الوراق، قال: قلت للحسن البصرى: عمن تحدث هذه الأحاديث؟
قال: عن كتاب عندنا سمعته من رجل.
وحدثنا عمرو بن على، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب عن أيوب، قال: لم يسمع الحسن من ابى هريرة.

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قتيبة، قال: حدثنا شعبه، قال:
قلت ليونس: اسمع الحسن من ابى هريرة؟ قال: لا ولا حرفا.
وقال ابن سعد: قال يحيى بن سعيد القطان، في احاديث سمره التي يرويها الحسن عنه انها من كتاب، وقد نسبه قوم الى انه كان يقول بقول القدرية، وانكر ذلك على من نسبه اليه قوم.

حَدَّثَنَا ابن حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عن مغيره، قال: اعلمهم بالديات والقضاء وايام الناس الشعبى، واعلمهم بالصلاة والزكاة والحلال والحرام ابراهيم النخعى، واعلمهم بالمناسك عطاء بن ابى رباح، واعلمهم بالتفسير سعيد بن جبير، واعلمهم بالتجارة والصرف ابن سيرين، والحسن البصرى سيدهم.

وقال ابن سعد: أخبرنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيد، قال: قال عمرو بن عبيد: ما كنا نأخذ علم الحسن الا عند الغضب.
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْن سهل، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيد عن خليد، ان رجلا سال الحسن عن مساله، فتكلم فيها فقال السائل: يا أبا سعيد ان العلماء يخالفونك، قال: ثكلتك أمك! وهل رايت عالما؟ ذهب والله العلماء في كل بلد، فكان آخرهم موتا بالمدينة جابر بن عبد الله، وبمكة عبد الله بن عمر او عمرو- قال الطبرى وانا اشك وفي كتابي ابن عمر- وبالبصرة انس بن مالك، وبالكوفه عبد الله بن ابى اوفى، وبالشام ابو امامه.
وقال على بن محمد عن ابى إسحاق عن الحسن قال: دخلت على الحجاج فقال: يا حسن، ما جراك على! ثم قعدت تفتي في مسجدنا؟ قلت: الميثاق الذى اخذه الله عز وجل على بنى آدم، قال: فما تقول في ابى تراب؟ يعنى على بن ابى طالب ع؟ قلت: وما عسى ان اقول الا ما قال الله عز وجل، قال: وما قال الله؟ قلت: قال الله عز وجل: {وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ} [البقرة:143]، وكان على ع ممن هدى الله، فغضب ثم أكب ينكت الارض، وخرجت لم يعرض لي احد، فتواريت حتى مات، توارى تسع سنين.
حدثنى الحارث، قال: حدثنا داود بن المحبر، قال: حدثنا الربيع بن صبيح، قال: سمعت الحسن يقول: ليس للفاسق المعلن بالفسق غيبه، ولا لأهل الأهواء والبدع غيبه، ولا للسلطان الجائر غيبه.

حدثنى الحارث، قال: حدثنا العباس بن الفضل العبدى، قال: حدثنا ابن عيينه قال: أخبرنا ابو موسى، قال: لما خرج الحسن من عند الحجاج قال: خرجت من عند احيول قصير يطبطب، شعيرات له، اخرج الى بنانا له قصيره، قلما عرفت فبها الاعنه في سبيل الله عز وجل، اما والله انهم وان ركبوا البراذين وصعدوا المنابر، ان ذل المعاصي لفي أعناقهم، ابى الله تعالى الا ان يذل من عصاه، ما زال الله يريهم في انفسهم العبر، ويرى المؤمنين فيهم المعتبر، اللهم امته كما أمات سلتك.

حدثنى الحارث، قال: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثنا عماره بن زاذان الصيدلاني قال: رايت على الحسن بردا عدنيا مصلبا، وقميصا شطويا ونعلا مثل حذو الفتيان حدثنى الحارث، قال: حدثنى عَلِيّ بن مُحَمَّدٍ عن عَبْد اللَّهِ بن مسلم، قال:
اتى الحسن بفالوذج، فقال لابنه سعيد: ادن يا بنى فأصب منه، قال: اخاف مغبته، فقال يا بنى، لباب القمح بلعاب النحل بخالص السمن ما غب هذا بسوء قط، او قال، ما غب هذا بشر قط.
وقال يونس: أخبرنا موسى، قال: حدثنا سهل بن حصين بن مسلم الباهلى قال: بعثت الى عبد الله بن الحسن بن ابى الحسن: ابعث الى بكتب ابيك، فبعث الى انه لما ثقل قال: اجمعها لي، فجمعتها له، وما ندري ما يصنع بها، فأتيته بها، فقال للجارية: اسجري التنور، ثم امر بها فاحرقت غير صحيفه واحده، فبعث بها الى ثم لقيته بعد ذلك فأخبرني مشافهة بمثل الذى أخبرني الرسول عنه.

وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بن ربيعه عن ابن شوذب قال:
مات الحسن سنه عشر ومائه ومات ابن سيرين بعده بمائه ليله.
حَدَّثَنِي أبو السائب، قال: حَدَّثَنَا ابن إدريس، قال: سمعت شعبه يقول:
هلك الحسن سنه عشر ومائه وكان بينه وبين ابن سيرين مائه يوم، والحسن قبل.
وقال ابن سعد: قال معاذ بن معاذ كان الحسن اكبر من محمد بن سيرين بعشر سنين.

وحدثنى على بن مسلم الطوسى قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: مات الحسن في سنه عشر ومائه وولد في احدى وعشرين، وصلى عليه رجل من اهل الشام، قال له النضر بن عمرو، وكان على الصلاة، وبلغ تسعا وثمانين.

حدثنا ابن وكيع، قال: سمعت ابى يقول: سمعت حماد بن زيد يقول:
قال أيوب: خاصمت الحسن في القدر حتى هددته بالسلطان.
حدثنى ابو عثمان المقدمي قال: حدثنا الفروى قال: سمعت مالكا وهو يقول:
ابن سيرين عندنا افضل من الحسن، فقلت له: يا أبا عبد الله، باى شيء؟ قال:
ان الحسن زيغه القدرية.

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ بشير، قال: حدثنا زكرياء بن سلام، قال: جاء رجل الى الحسن فقال: انه طلق امراته ثلاثا، فقال: انك عصيت ربك، وبانت منك امرأتك، فقال الرجل: قضى الله ذلك على، فقال الحسن: وكان فصيحا: ما قضى الله، اى ما امر الله عز وجل، وقرأ هذه الآية:
{وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ} [الإسراء:23] .
وحدثنى اسماعيل بن مسعود الجحدري قال: حدثنا المعتمر بن سليمان عن قره بن خالد عن ابى رباح بن عبيده، قال: اخوف ما اخاف على الحسن قوله في القدر: يفرق به بين الناس.

ومنهم محمد بن سيرين، ويكنى أبا بكر مولى انس بن مالك، وكان به صمم فيما ذكر.
قال ابن سعد: حدثنا خالد بن خداش قال: حدثنا حماد بن زيد، عن انس بن سيرين قال: ولد محمد بن سيرين لسنتين بقيتا من خلافه عثمان وولدت انا لسنه بقيت من خلافته.
قال: وقال بكار بن محمد: ولد لمحمد بن سيرين ثلاثون ولدا من امراه واحده لم يبق منهم غير عبد الله بن محمد.

ومنهم وهب بن منبه بن كامل بن سيج، وهو رجل من أبناء فارس الذين كان كسرى وجههم الى اليمن لحرب من كان بها من الحبشه، فاجلوهم عنها، وغلبوا على اليمن ومخاليفها وكان وهب يكنى أبا عبد الله، وكان رجلا قد قرأ كتب الأنبياء وعلم اخبار الأولين، وكان من ساكنى صنعاء هو واخوته.
قال محمد بن عمر وعبد المنعم بن ادريس: مات وهب بن منبه بصنعاء سنه عشر ومائه في أول خلافه هشام بن عبد الملك بن مروان.
وقال بعضهم: كانت وفاته في سنه اربع عشره ومائه.