150 هـ
767 م
ذكر من هلك منهم سنه خمسين ومائه

منهم ابو حنيفه النعمان بن ثابت مولى تيم اللَّه بن ثعلبة من بكر بن وائل قال ابو هشام الرفاعى: سمعت عمى كثير بن محمد يقول: سمعت …

رجلا من بنى قفل من خيار بنى تيم الله يقول لأبي حنيفه: ما أنت مولاى؟ فقال: انا والله لك اشرف منك لي.

وذكر الوليد بن شجاع ان على بن الحسن بن شقيق حدثه، قال: كان عبد الله بن المبارك يقول: إذا اجتمع هذان على شيء، فذلك قولي- يعنى الثوري وأبا حنيفه قال سليمان بن ابى شيخ: وكان ابو سعيد الرانى يمارى اهل الكوفه ويفضل اهل المدينة، فهجاه رجل من اهل الكوفه، ولقبه شرشير، وقال: كليب في جهنم اسمه شرشير فقال:

هذى مسائل لا شرشير يحسنها  ان سيل عنها ولا اصحاب شرشير
وليس يعرف هذا الدين نعلمه  الا حنيفه كوفية الدور
لا تسالن مدينيا وتكفره  الا عن اليم والمثناه والزير

وقال بعضهم: والمثنى او الزير.
قال سليمان: قال ابو سعيد: فكتبت الى المدينة: قد هجيتم بكذا وكذا فأجيبوا، فأجابه رجل من اهل المدينة فقال:

لقد عجبت لغاو ساقه قدر  وكل امر إذا ما حم مقدور
قال المدينة ارض لا يكون بها الا الغناء والا اليم والزير
لقد كذبت لعمر الله ان بها  قبر الرسول وخير الناس مقبور

قال سليمان: وحدثنى عمرو بن سليمان العطار، قال: كنت بالكوفه اجالس أبا حنيفه، فتزوج زفر، فحضره ابو حنيفه، فقال له: تكلم، فخطب فقال في خطبته:
هذا زفر بن الهذيل، وهو امام من ائمه المسلمين، وعلم من اعلامهم في حسبه وشرفه وعلمه فقال بعض قومه: ما يسرنا ان غير ابى حنيفه خطب حين ذكر خصاله ومدحه، وكره ذلك بعض قومه وقالوا له: حضر بنو عمك واشراف قومك وتسال أبا حنيفه يخطب؟ فقال لو حضر ابى قدمت أبا حنيفه عليه: وزفر بن الهذيل عنبرى من بنى تميم.

وقال ابراهيم بن بشار الرمادي: قال ابن عيينه: ما رايت أحدا اجرا على الله من ابى حنيفه أتاه رجل من اهل خراسان بمائه الف مساله، فقال له: انى اريد ان اسالك عنها، فقال: هاتها قال سفيان: فهل رايتم اجرا على الله عز وجل من هذا! حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال: حدثنى ابى قال: حدثنى على بن الحسين بن واقد، عن عمه الحكم بن واقد، قال: رايت أبا حنيفه يفتى من أول النهار الى ان تعالى النهار، فلما خف عنه الناس دنوت منه، فقلت: يا أبا حنيفه، لو ان أبا بكر وعمر في مجلسنا هذا ثم ورد عليهما ما ورد عليك من هذه المسائل المشكله لكفا عن بعض الجواب، ووقفا عنده، فنظر الى وقال: امحموم أنت! حدثنا احمد بن خالد الخلال، قال: سمعت الشافعى يقول: سئل مالك يوما عن البتى، فقال: كان رجلا مقاربا، وسئل عن ابن شبرمة فقال: كان رجلا، مقاربا، قيل: وابو حنيفه؟ قال لو جاء الى اساطينكم هذه وقايسكم لجعلها من خشب.

ومحمد بن إسحاق بن يسار، مولى عبد الله بْن قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بن قصى، ويكنى أبا عبد الله وقال محمد بن عمر: هو مولى قيس بن مخرمه، وكان جده يسار من سبى عين التمر، وهو أول سبى دخل المدينة من العراق.

وقد روى عن ابيه إسحاق بن يسار وعن عميه موسى وعبد الرحمن ابنى يسار.
وكان من اهل العلم بالمغازى مغازي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايام العرب واخبارهم وانسابهم، راويه لاشعارهم، كثير الحديث غزير العلم طلابه له، مقدما في العلم بكل ذلك ثقه حدثنى سعيد بن عثمان التنوخي قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مهدي المصيصي قال: سمعت اسماعيل بن عليه قال: قال شعبه: اما محمد بن إسحاق وجابر الجعفى فصدوقان.

قال ابن سعد: أخبرني ابن محمد بن إسحاق، قال: مات ابى ببغداد سنه خمسين ومائه، ودفن في مقابر الخيزران.

ومسعر بن كدام بن ظهير الهلالي، من انفسهم، ويكنى أبا سلمه.
حدثنا ابو السائب، قال: سمعت أبا نعيم يقول: سمعت مسعرا يقول:
اخوالى أنت؟ قلت: انا رجل من بنى هلال، قال: ما لي أم أحب الى من الام التي اخوالى؟ قلت: انا رجل من بنى هلال، قال: ما لي أم أحب الى من الام التي منكم، قال: قلت يا امير المؤمنين تدرى ما قال الشاعر فينا وفيكم؟ قال لي: وما قال؟ قلت، قال:

وشاركنا قريشا في تقاها  وفي أنسابها شرك العنان
بما ولدت نساء بنى هلال  وما ولدت نساء بنى ابان

قال: قلت يا امير المؤمنين، ان اهلى بعثونى اشترى بالدرهم شيئا، فردوه على، قال: بئسما صنع بك اهلك، خذ هذه العشرة آلاف فاقسمها.

واختلف في وقت وفاته فقال ابن سعد قال محمد بن عبد الله الأسدي: توفى مسعر بالكوفه سنه اثنتين وخمسين ومائه في خلافه ابى جعفر وقال ابو نعيم الفضل بن دكين فيما حدثنى به محمد بن اسماعيل عنه: مات مسعر بن كدام سنه ست وخمسين ومائه.

وحمزه بن حبيب الزيات، مولى بنى تيم الله كان من القراء المتقدمين في حفظ القرآن وهو قليل الحديث، ثقه، وكان من ساكنى الكوفه، وتوفى في سنه ست وخمسين ومائه.
وحدثنى محمد بن منصور الطوسى، قال: حدثنا صالح بن حماد عن شيخ قد سماه عن حمزه الزيات، قال: رايت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فعرضت عليه عشرين حديثا فعرف منها حديثين.

عبد الرحمن بن عمرو ويكنى أبا عمرو، وقيل له: الأوزاعي، وهو سيبانى بسكناه فيهم.
وأما هِشَام بْن مُحَمَّد الكلبي، فإنه ذكر عن ابيه انه قال: الأوزاعي عبد الرحمن ابن عمرو، وهو من الأوزاع، وهم مالك ومرثد ابنا زيد بن شدد بن زرعه، وشدد زوج بلقيس صاحبه سليمان، وكان يسكن بيروت ساحل من سواحل الشام، وكان في زمانه احد مفتى تلك الناحية ومحدثيهم وذوى الفضل منهم، وتوفى الأوزاعي ببيروت سنه سبع وخمسين ومائه في آخر خلافه ابى جعفر وهو ابن سبعين سنه في قول محمد ابن عمر.

وشعبه بن الحجاج بن ورد من الأزد مولى للاشاقر عتاقه، ويكنى أبا بسطام، وكان اكبر من الثوري بعشر سنين:
حدثنى احمد بن الوليد، قال: حدثنا الربيع بن يحيى، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: ما بقي على ظهر الارض مثل شعبه وحماد بن سلمه.

قال الطبرى قال لي محمد بن إسحاق الصاغانى: سمعت أبا قطن قال:
قال لي شعبه: ما شيء اخوف على ان يدخلني النار من الحديث، وكان شعبه من ساكنى البصره، وبها كانت وفاته في أول سنه ستين ومائه، وهو ابن خمس وسبعين سنه.

وبحر بن كنيز السقاء الباهلى ويكنى أبا الفضل، وكان من ساكنى البصره، وبها كانت وفاته في سنه ستين ومائه في خلافه المهدى، وكان ممن لا يعتمد على روايته.

والأسود بن شيبان من ساكنى البصره، وكان رجلا صالحا ثقه وبالبصرة كانت وفاته في سنه ستين ومائه في قول على بن محمد.

وزائده بن قدامه الثقفى من انفسهم، ويكنى أبا الصلت، وكان منحرفا عن على ابن ابى طالب ع .