37 هـ
657 م
ذكر من مات او قتل منهم في سنه سبع وثلاثين من الهجره

منهم عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانه بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبه بن عوف بن حارثة بن عامر الاكبر بن يام بن عنس …

وهو زيد ابن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وبنو مالك بن أدد من مذحج.
ذكر ان ياسر بن عامر ربى عمار بن ياسر واخويه الحارث ومالكا، قدموا من اليمن الى مكة، في طلب أخ لهم، فرجع الحارث ومالك الى اليمن، واقام ياسر بمكة، وحالف أبا حذيفة بْن المغيرة بْن عبد الله بْن عمر بن مخزوم وزوجه ابو حذيفة أمه له، يقال لها سميه بنت خباط، فولدت له عمارا فاعتقه ابو حذيفة، ولم يزل ياسر وعمار مع ابى حذيفة الى ان مات وجاء الله بالإسلام فاسلم ياسر وسميه وعمار واخوه عبد الله بن ياسر، وكان لياسر ابن اكبر من عمار وعبد الله يقال له حريث، فقتلته بنو الديل في الجاهلية، وخلف على سميه بعد ياسر الأزرق، وكان روميا غلاما للحارث بن كلده الثقفى، وهو ممن خرج يوم الطائف الى النبي ص مع عبيد اهل الطائف وفيهم ابو بكره، فاعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت للأزرق سلمه بن الأزرق، فهو أخو عمار لامه، ثم ادعى ولد سلمه ان الارزق بن عمرو بن الحارث بن ابى شمر من غسان وانه حليف لبنى اميه وشرفوا بمكة، وتزوج الأزرق وولده في بنى اميه، كان لهم منهم اولاد وكان عمار يكنى أبا اليقظان، وهاجر عمار بن ياسر في قول جميع من ذكرت من اهل السير الى ارض الحبشه الهجره الثانيه.
وذكر ابن عمر عن عبد الله بن جعفر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان، قال عبد الله بن جعفر: ان لم يكن حذيفة شهد بدرا، فان اسلامه كان قديما، وقالوا جميعا: شهد عمار بن ياسر بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر: حدثنى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر.
قال: رايت عمار بن ياسر يوم اليمامه على صخره وقد اشرف، يصيح: يا معشر المسلمين، امن الجنه تفرون؟ انا عمار بن ياسر، هلم الى، وانا انظر الى اذنه قد قطعت فهى تذبذب وهو يقاتل أشد القتال.
قال ابن عمر: وحدثنى عبد الله بن ابى عبيده عن ابيه، عن لؤلؤه مولاه أم الحكم بنت عمار بن ياسر، قالت: لما كان اليوم الذى قتل فيه عمار، والراية يحملها هاشم بن عتبة، وقد قتل اصحاب على ع ذلك اليوم حتى كانت العصر، ثم تقرب عمار من وراء هاشم يقدمه، وقد جنحت الشمس للغروب، ومع عمار ضيح من لبن ينتظر وجوب الشمس ان يفطر، فقال حين وجبت الشمس وشرب الضيح: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن قال: ثم اقترب فقاتل حتى قتل وهو ابن اربع وتسعين سنه رحمه الله.
قال ابن عمر: حدثنى عبد الله بن الحارث، عن ابيه، عن عماره بن خزيمة ابن ثابت، قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا، وشهد صفين وقال: انا لا أضل ابدا، حتى يقتل عمار فانظر من يقتله، فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تقتله الفئة الباغيه» قال: فلما قتل عمار قال خزيمة: قد بانت لي الضلالة، ثم اقترب فقاتل حتى قتل.
وكان الذى قتل عمار بن ياسر ابو غاديه المزنى، طعنه برمح فسقط وكان يومئذ يقاتل في محفه فقتل يومئذ وهو ابن اربع وتسعين فلما وقع أكب عليه رجل آخر فاحتز راسه فاقبلا يختصمان فيه كلاهما يقول: انا قتلته، فقال عمرو ابن العاص: والله ان يختصمان الا في النار، فسمعها منه معاويه فلما انصرف الرجلان قال معاويه لعمرو: ما رايت مثل ما صنعت، قوم بذلوا انفسهم دوننا تقول لهما: انكما تختصمان في النار! فقال عمرو: هو والله ذاك، والله انك لتعلمه ولوددت انى مت قبل هذا بعشرين سنه.
قال ابن عُمَرَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ ابن ابى عون قال: قتل عمار وهو ابن احدى وتسعين سنه، وكان اقدم في الميلاد من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وكان اقبل اليه ثلاثة نفر: عقبه بن عامر الجهنى وعمر بن الحارث الخولاني، وشريك بن سلمه المرادى، فانتهوا اليه جميعا وهو يقول: والله لو ضربتمونا حتى تبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا انا على حق وأنتم على باطل، فحملوا عليه جميعا فقتلوه.
وزعم بعض الناس ان عقبه بن عامر هو الذى قتله، ويقال: بل الذى قتله عمر بن الحارث الخولاني.
قَالَ أَبُو جَعْفَر: وأما هِشَام بن مُحَمَّد، فانه ذكر عن ابى مخنف، ان عمارا لم يزل بهاشم بن عتبة حتى حمل ومع هاشم اللواء، فنهض عمار في كتيبته، ونهض اليه ذو الكلاع في كتيبته، فاقتتلوا فقتلا جميعا، واستؤصلت الكتيبتان، وحمل على عمار حوى السكسكى وابو غاديه المزنى فقتلاه، فقيل لأبي الغاديه: كيف قتلته؟ قال: لما دلف إلينا في كتيبته ودلفنا اليه نادى: هل من مبارز؟ فبرز اليه رجل من السكاسك، فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار السكسكى، ثم نادى: هل من مبارز؟ فبرز اليه رجل من حمير فاضطربا بسيفيهما، فقتل عمار الحميرى واثخنه الحميرى ونادى: من يبارز؟ فبرزت، فاختلفنا ضربتين، وقد كانت يده ضعفت فانتحى عليه بضربه اخرى، فسقط، فضربته بسيفي حتى برد قال: ونادى الناس: قتلت أبا اليقظان، قتلك الله! فقلت: اذهب إليك فو الله ما أبالي من كنت، وبالله ما اعرفه يومئذ، فقال له محمد بن المنتشر: يا أبا الغاديه خصمك يوم القيامه مازندر- يعنى ضخما-، قال: فضحك.
قال ابن عمر: وحدثنا عبد الله بْن أبي عبيدة بْن محمد بن عمار عن ابيه عن لؤلؤه مولاه أم الحكم بنت عمار، انها وصفت لهم عمارا، فقالت: كان رجلا آدم طوالا مضطربا، اشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، وكان لا يغير شيبه.
قال ابن عمر: الذى اجمع عليه في عمار انه قتل رحمه الله مع على بن ابى طالب ع بصفين في صفر سنه سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين، ودفن هنالك بصفين.
وعبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعه بن جرى بن عامر بن مازن بن عدى بن عمرو بن ربيعه شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا وتبوك، وقتل يوم صفين مع امير المؤمنين على بن ابى طالب.
وخزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبه بن ساعده بن عامر بن غيان بن عامر ابن خطمه بن جشم بن مالك بن الأوس، وهو ذو الشهادتين، يكنى أبا عماره.
وكان لخزيمه اخوان، يقال لأحدهما: وحوح وللآخر عبد الله، وكانت رايه خطمه بيده في غزوه الفتح، وشهد خزيمة مع على بن ابى طالب ع صفين، وقتل يومئذ سنه سبع وثلاثين من الهجره.
وسعد بن الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، وهو عامر بن مالك بن النجار، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد مع على بن ابى طالب ع صفين، وقتل يومئذ وهو أخو ابى جهيم بن الحارث بن الصمة.
وابو عمره، واسمه بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو ابن مبذول، وهو ابو عبد الرحمن بن ابى عمره، الذى روى عن عثمان بن عفان، وقتل ابو عمره بصفين مع على بن ابى طالب ع.
وهاشم بن عتبة بن ابى وقاص بْن أهيب بْن عبد مناف بْن زهرة اسلم بن هاشم بن عتبة يوم فتح مكة وهو المرقال، وكان اعور فقئت عينه يوم اليرموك، وهو ابن أخي سعد بن ابى وقاص شهد صفين مع على بن ابى طالب ع وكان يومئذ على الرجاله، وهو الذى يقول:

أعور يبغي أهله محلا  قَدْ عالج الحياة حَتَّى ملا

لا بد أن يفل او يفلا وقتل يوم صفين.
وابو فضالة الأنصاري، من اهل بدر، قتل مع على ع بصفين. وسهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبه بن عمرو بن الحارث بن مجدعه ابن عمرو بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف، ويكنى أبا سعد، وقيل: يكنى أبا عبد الله، وجده عمرو بن الحارث، وهو الذى يقال له: بحزج.
وشهد سهل بدرا وأحدا، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد حين انكشف الناس عنه، وبايعه على الموت، وجعل ينضح يومئذ بالنبل، عن رسول الله ص، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نبلوا سهلا، فانه سهل»
وشهد أيضا الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد سهل بن حنيف صفين مع على بن ابى طالب ع.

قال ابن عمر: حدثنى عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن محمد بن ابى امامه ابن سهل عن ابيه، قال: مات سهل بن حنيف بالكوفه سنه ثمان وثلاثين وصلى عليه على بن ابى طالب ع.