68 هـ
687 م
ذكر من مات او قتل سنه ثمان وستين

قال: ومنهم عبد الله بن العباس عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى أمه أم الفضل، وهي لبابه الكبرى ابنه الحارث بن حزن من بنى …

هلال بن عامر  قال على بن محمد: ولد عبد الله بن عباس عليا وهو سيد ولده، ولد سنه اربعين. ويقال: ولد عام الجمل سنه ست وثلاثين، وكان اجمل قرشي على الارض، واوسمه واكثره صلاه، وكان يدعى السجاد، وفي عقبه الخلافه، وعباسا وهو اكبر ولده- وبه كان يكنى- ومحمدا، وعبيد الله والفضل، ولبابه أمهم زرعه ابنه مشرح بن معدي كرب بن وليعه، ومشرح احد الملوك الأربعة، ولا بقية للعباس وعبيد الله والفضل ومحمد بنى عبد الله بن عباس، واما لبابه ابنه عبد الله فإنها كانت تحت على بن عبد الله ابن جعفر بن ابى طالب رضى الله عنه، فولدت له، ولولدها أعقاب، وأسماء ابنه عبد الله كانت عند عبد الله بْن عبيد الله بْن العباس، فولدت له حسنا وحسينا، أمها أم ولد قال ابن عمر: لا اختلاف عند اهل العلم عندنا ان ابن عباس ولد في الشعب وبنو هاشم مجصورون، قبل خروجهم منه بيسير، وذلك قبل الهجره بثلاث سنين، فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عباس ابن ثلاث عشره سنه، الا تراه يقول في حديث مالك عَنِ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عنه: مررت في حجه الوداع على حمار انا والفضل، وقد راهقت يومئذ الاحتلام، والنبي صلى الله عليه وسلم  يصلى.

وذكر داود بن عمرو الضبي ان ابن ابى الزناد حدثه عن ابيه وعبد الله بن الفضل ابن عياش بن ابى ربيعه بن الحارث أخبرهما الثقه ان حسان بن ثابت، قال: انا معاشر الانصار طلبنا الى عمر او الى عثمان- يشك ابن ابى الزناد- فمشينا بعبد الله ابن عباس وبنفر معه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتكلم ابن عباس، وتكلموا، وذكروا الانصار ومناقبهم، فاعتل الوالي قال حسان: وكان امرا شديدا طلبناه قال: فما زال يراجعهم حتى قاموا وعذروه الا عبد الله بن عباس قال: لا والله، ما للأنصار من مترك، لقد نصروا وآووا، وذكر من فضلهم وقال: ان هذا لشاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم  والمنافح عنه، فلم يزل عبد الله يراجعه بكلام جوامع يسد عليه كل حجه فلم يجد بدا من ان قضى حاجتنا قال: فخرجنا وقد قضى الله عز وجل حاجتنا بكلامه، فمررت في المسجد بالنفر الذين كان معه، فلم يبلغوا ما بلغ، فقلت حيث يسمعون: انه كان اولاكم بها، قالوا: اجل فقلت لعبد الله: انها والله صبابه النبوه ووراثه احمد صلى الله عليه وسلم ، كان احقكم بها قال حسان: فقلت وانا أشير الى عبد الله:

إذا قال لم يترك مقالا لقائل  بملتقطات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما في الصدور فلم يدع  لذى اربه في القول جدا ولا هزلا
سموت الى العليا بغير مشقة  فنلت ذراها لا دنيئا ولا وغلا

وحدثنى خالد بن القاسم البياضي، عن شعبه قال: سمعت ابن عباس يقول: ولدت قبل الهجره بثلاث سنين، ونحن في الشعب، وتوفى رسول الله ص وانا ابن ثلاث عشره سنه، وتوفى ابن عباس سنه ثمان وستين وهو ابن احدى وسبعين سنه قال ابن عمر: وحدثنى محمد بن عقبه ومحمد بن رفاعة بن ثعلبه بن ابى مالك عن شعبه مولى ابن عباس، قال: مات عبد الله بن عباس بالطائف سنه ثمان وستين وهو بن اثنتين وسبعين سنه.
وقال ابن عمر: حدثنى إسحاق بن يحيى، قال: حدثنا ابو سلمه الحضرمى قال: رايت قبر ابن عباس وابن الحنفيه قائم عليه، فامر به ان يسطح.
وقال على بن محمد، عن حفص بن ميمون، عن ابيه، قال: توفى عبد الله ابن عباس بالطائف، فجاء طائر ابيض، فدخل بين النعش والسرير، فلما وضع في قبره سمعنا تاليا يتلو: {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر: 24].
وذكر بعضهم عن على بن محمد انه قال: توفى عبد الله بن عباس وهو ابن اربع وسبعين سنه.