7 هـ
628 م
ذكر تاريخ من عرف وقت وفاته من النساء المهاجرات والانصار وغيرهن ممن ادرك رسول الله ص وآمن به واتبعه

منهن أم ايمن مولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته واسمها بركه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ورثها خمسه اجمال وقطعه …

غنم – فيما ذكر- فاعتق رسول الله ص أم ايمن حين تزوج خديجه، فتزوجها عبيد بن زيد من بنى الحارث بن الخزرج، فولدت له ايمن، وقتل يوم حنين شهيدا، وكان زيد بن حارثة لخديجة، فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه أم ايمن بعد النبوه، فولدت له اسامه بن زيد.

وذكر محمد بن عمر عن يحيى بن سعيد بن دينار عن شيخ من بنى سعد بن بكر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لام ايمن: يا أمه، وكان إذا نظر إليها قال: هذه بقية اهل بيتى.

قال ابن عمر: توفيت أم ايمن في أول خلافه عثمان بن عفان.
قال ابن عمر: خاصم ابن ابى الفرات مولى اسامه بن زيد الحسن بن اسامه بن زيد، ونازعه فقال له ابن ابى الفرات في كلامه: يا بن بركه- يريد أم ايمن- فقال الحسن: اشهدوا، ورفعه الى أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمرو بن حزم، وهو يومئذ قاضى المدينة او وال لعمر بن عبد العزيز، فقص عليه القصة، فقال ابو بكر لابن ابى الفرات: ما اردت الى قولك له: يا بن بركه؟ قال: سميتها باسمها، فقال انما اردت بهذا التصغير بها، وحالها من الاسلام حالها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها: «يا أمه ويا أم ايمن؟ لا أقالني عز وجل ان اقتلك»، فضربه سبعين سوطا.
واروى ابنه كريز بن حبيب بن عبد شمس، اسلمت وهاجرت الى المدينة، وماتت في خلافه عثمان.

وأسماء بنت ابى بكر، أمها قتيله ابنه عبد العزى بن عبد أسعد بْن جابر بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لؤي، وهي اخت عبد الله بن ابى بكر لأبيه، وأمه اسلمت قديما بمكة، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوجها الزبير بن العوام، فولدت له عبد الله وعروه وعاصما والمهاجر وخديجه الكبرى وأم الحسن وعائشة بنى الزبير قال الحارث: حدثنا داود بن المحبر، قال: حدثنا حماد بن سلمه عن هشام بن عروه، عن أسماء ابنه ابى بكر، انها اتخذت خنجرا في زمن سعيد ابن العاص في الفتنة، فوضعته تحت مرفقتها، فقيل لها: ما تصنعين بهذا؟ قالت: ان دخل على لص بعجت بطنه وكانت عمياء، قالوا: ماتت أسماء بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بليال، وكان قتله يوم الثلاثاء لسبع عشره ليله خلت من جمادى الاول سنه ثلاث وسبعين.
ومارية سريه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم ابنه ابراهيم ع، كان المقوقس صاحب الإسكندرية أهداها مع اخت لها يقال لها سيرين مع أشياء اخر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر ابن عمر ان يعقوب بن محمد بن ابى صعصعة حدثه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي صعصعة، قال: بعث المقوقس صاحب الإسكندرية الى رسول الله صلى الله عليه وسلم سنه سبع من الهجره بماريه وأختها سيرين، والف مثقال من ذهب، وعشرين ثوبا لينا وبغلته دلدل، وحماره عفير- ويقال يعفور- ومعهم خصى يقال له مابور، شيخ كبير كان أخا مارية، وبعث به كله مع حاطب بن ابى بلتعه، فعرض حاطب على مارية الاسلام، ورغبها فيه، فاسلمت واسلمت أختها، واقام الخصى على دينه حتى اسلم في المدينة بعد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معجبا بام ابراهيم، وكانت بيضاء جميله، فانزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعاليه في المال الذى يقال له اليوم مشربه أم ابراهيم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختلف إليها هناك، وضرب عليها الحجاب، وكان يطؤها بملك اليمين، فلما حملت وضعت هناك وقبلتها سلمى مولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء ابو رافع زوج سلمى، فبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بابراهيم، فوهب له عبدا، وذلك في ذي الحجه من سنه ثمان، وتنافست الانصار في ابراهيم، وأحبوا ان يفرغوا مارية للنبي صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من هواه فيها.

قال ابن عمر: وكانت مارية من حفن من كوره أنصنا.
قال: وحدثنا اسامه بن زيد الليثى عن المنذر بن عبيد عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أمه، وكانت اخت مارية يقال لها سيرين، فوهبها النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت، فولدت عبد الرحمن.

قالت: رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حضر ابراهيم، وانا اصيح وأختي ما ينهانا عن الصياح وغسله الفضل بن العباس، ورسول الله صلى الله عليه وسلم والعباس جالسان، ثم رايته على شفير القبر، ومعه العباس الى جنبه، ونزل في حفرته الفضل واسامه بن زيد، وكسفت الشمس يومئذ، فقال الناس: كسفت لموت ابراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكسف لموت احد ولا لحياته» وراى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجه في القبر، فامر بها تسد، فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «اما انها لا تضر ولا تنفع، ولكنها تقر عين الحى، وان العبد إذا عمل عملا أحب الله عز وجل ان يتقنه».

قال ابن عمر: وحدثنى موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن ابيه، قال:
كان ابو بكر ينفق على مارية، حتى توفى، ثم صار عمر ينفق عليها حتى توفيت في خلافته.
قال ابن عمر: توفيت مارية أم ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المحرم سنه ست عشره من الهجره، فرئي عمر يحشر الناس لشهودها وصلى عليها عمر وقبرها بالبقيع.