أهل العقبة الثانية
حتى إذا كان العام المقبل قدم مكة من الأنصار اثنا عشر رجلاً، منهم خمسة من الستة الذين ذكرناهم في العقبة الأولى وهم: أبو أمامة، و عوف بن عفراء، و رافع بن مالك، و قطبة و عقبة، وبقيتهم معاذ بن الحارث بن رفاعة، وهو ابن عفراء أخو المذكور، و ذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زر يق الزرقي ، وذكروا أنه رحل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فسكنها، فهو مهاجري أنصاري، قتل يوم أحد. وعبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج . ومن بني سالم بن عوف بن عمر بن عوف بن الخزرج العباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم . ومن حلفائهم: يزيد بن ثعلبة بن خزْمة بن أصرم بن عمرو بن عمََاّرة بن مالك من بني فزارة من بلي ، ومن الأوس بن حارثة أخي الخزرج، ثم من بني جُشم أخي عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس: أبو الهيثم مالك بن التيّهِان بن مالك بن عمرو بن زيد بن جشم بن عمرو بن جشم، ومن الناس من يعده مولى لهم من بلَيّ. ومن بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس: عويم بن ساعدة بن عايش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك ، فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء عند العقبة على بيعة النساء ولم يكن أمر بالقتال بعد.
بنود البيعة
عن عبادة بن الصامت، قال: بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفراً أنا منهم، فتلا عليهم آية النساء: {وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً} [النساء: 36] ثم قال: ومن وفى فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو طهر له – أو قال: كفارة- ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله عليه، فأمره إلى الله إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه . حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه فذكره بمعناه.
إقامة أول جمعة في الإسلام فلما انصرفوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم ابن أم مكتوم و مصعب بن عمير يعُلمِّان من أسلم منهم القرآن ويدعو من لم يسلم إلى الإسلام، فنزل مصعب بن عمير على أسعد بن زرارة ، وكان مصعب بن عمير يدعى المقرئ والقارئ، وكان
يؤمهم، وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمَّه بعض. فجمع بهم أول جمعة جمعت في الإسلام. وعند ابن إسحاق: أول من جمع بهم أبو أمامة أسعد بن زرارة.
سعد بن زرارة أول من جمع الناس للجمعة
وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك- كان قائد أبيه بعدما ذهب بصره- عن أبيه كعب بن مالك، أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم لأسعد بن زرارة، فقلت له: إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة؟ فقال: لأنه أول من جمع بنا في هزم النبيت من حرة بني بياضة في بقيع يقال له: بقيع الخضمات، قلت: كم أنتم يومئذ؟ قال: أربعون.
قال السهيلي: تجميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة وتسميتهم إياها بهذا الاسم هداية من الله لهم قبل أن يؤمروا بها، ثم نزلت سورة الجمعة بعد أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فاستقر فرضها، واستمر حكمها، ولذلك قال عليه السلام: أضلته اليهود والنصارى وهداكم الله له و عن ابن عباس: أذن النبي صلى الله عليه وسلم بها لهم قبل الهجرة، وقد روينا من طر يق أبي عروبة الأثر عن سليمان بن موسى بذلك.