شوال 1 هـ
نيسان 623 م
بناؤه عليه السلام بالسيدة عائشة

السيدة عائشة تقص قصتها

عن عائشة، قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع سنين، وبنى بي، وأنا بنت تسع، وقبُض عني، وأنا بنت ثمان عشرة . .

بناء مساكن أمهات المؤمنين

فلما فرغ من بنائه بنى بيتاً لعائشة، وبيتاً لسودة. وقت بنائه صلى الله عليه وسلم بها ومكانه وأعرس بعائشة في شوال على رأس ثمانية أشهر من مهاجره، وقيل: سبعة أشهر، وقيل: ثمانية عشر. وكان مقامه في بيت أبي أيوب إلى أن تحول إلى مساكنه سبعة أشهر وقبضعنها، وهي بنت ثمان عشرة.

مناقبها

ومكثت عنده تسع سنين وخمسة أشهر، ولم يتزوج بكراً غيرها، يقال: إنها أتت من النبي صلى الله عليه وسلم بسقط، ولا يثبت، وكانت فضائلها جمة، ومناقبها كثيرة، قال عليه السلام: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام».
وقيل له: أي النساء أحب إليك؟ قال: «عائشة»، قيل: فمن الرجال؟ قال: «أبوها».
ونزلت براءتها في القرآن، وقبض عليه السلام ورأسه في حجرها، ودفن في بيتها، وقال أبو الضحى: عن مسروق: ورأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض. وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة. وقال هشام بن عروة عن أبيه: ما رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. وقال الزهري: لو جمع علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.

مدح حسان لها

وفيها يقول حسان يمدحها و يعتذر إليها:

حَصَان رَزَان ما تزن بريبة *** وتصبح غرثي من لحوم الغوافل
عقيلة أصل من لؤي بن غالب *** كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذبة قد طيب الله خيمها *** وطهرها من كل بغي وباطل
فإن كان ما قد قيل عني قلته *** فلا رفعت سوطي إليَّ أناملي
وكيف وودي ما حييت ونصرتي *** لآل رسول الله زين المحافل

وفاتها

توفيت سنة ست، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة، ودفنت بالبقيع ليلاً. ونزل في قبرها: القاسم بن محمد، وابن عمه عبد الله بن عبد الرحمن، و عبد الله بن أبي عتيق، و عبد الله بن الزبير و عروة بن الزبير، وقد قاربت سبعاً وستين سنة، ومولدها سنة أربع من النبوة.