ذو الحجة 2 هـ
أيار 624 م
بناء سيدنا علي بالزهراء فاطمة

التجهيز للعرس

وذلك في سنة ثنتين بعد وقعة بدر لما رواه البخاري ومسلم من طريق الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب ، قال: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم أعطاني شارفاً مما أفاء اللهّٰ عليه من الخمُسْ يومئذ، فلما أردت أن أبتني ب فاطمة بنت النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم واعدت رجلاً صَوَّاغاً في بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر ، فأردت أن أبيعه من الصواغين فأستعين به في وليمة عرسي.

اعتداء حمزة على الناقة

فبينا أنا أجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناختان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار حتى جمعت ما جمعت، فإذا أنا بشارفي قد أُجِبَتّ أسنِمتَهُمُا وبقُرِتَ خواصرهُمُا ، وأُخِذَ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت المنظر، فقلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت، وهو في شرَْبٍ من الأنصار وعنده قينة وأصحابه، فقالت في غنائها:

ألا يا حمز لُلشُرّفُ النوِّاَء

فوثب حمزة إلى السيف، فأجَبَّ أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وأخذ من أكبادهما.

شكاية علي للنبي صلى اللهّٰ عليه وسلم

قال علي: فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة فعرف النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم الذي لقيت فقال: «ما لك؟» فقلت: يا رسول اللهّٰ، ما رأيت كاليوم، عدا حمزة على ناقتي فأجَبَّ أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرَْبٌ.

لوم النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم على حمزة

فدعا النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم بردائه فارتداه، ثم انطلق يمشي، واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن عليه فأذن له، فطفق النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة ثمَلٌِ محمرة عيناه، فنظر حمزة إلى النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم، ثم صَعَّد النظر فنظر إلى ركبتيه، ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيدٌ لأبي؟ فعرف النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم أنه ثمَلٌِ، فنكص رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم على عقبيه القهقرى، فخرج
وخرجنا معه.