2 ق.هـ
619 م
الْإِسْرَاء بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة اثنتى عشرَة من النُّبُوَّة

طلب إِلَى الحضرة قبل الْهِجْرَة باثنى عشر شهرا وأسري بِهِ من مَكَّة إِلَى بَيت الْمُقَدّس مَيْمُون الطّلب مَحْمُود المسري فصلى بالأنبياء فِي  …

الْمَسْجِد الْأَقْصَى ومنح من النعم مَا لَا يعد وَلَا يُحْصى.
ثمَّ ركب الدَّابَّة الْمَعْرُوفَة بِالْبُرَاقِ وعرج إِلَى مَحل طَابَ لَهُ فِيهِ الْوَقْت وراق وَكَانَ جِبْرِيل يستفتح لَهُ الْأَبْوَاب والأنبياء يتلقونه فِي السَّمَوَات بالتحية والترحاب فحظي فِي الْأُفق الْأَعْلَى بالْمقَام الْأَسْنَى {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ} [النجم: 8-9].

وَرَأى سِدْرَة الْمُنْتَهى وَسمع صريف الأقلام وفرضت عَلَيْهِ الصَّلَوَات الْخمس وَرفعت الْأَعْلَام ورفل فِي حلل آلَاء ربه وإحسانه وعاين مَا عاين من آيَاته وَقدرته وسلطانه.
وَكَانَ مسراه عِبْرَة لأولي الْأَلْبَاب وتثبيتا لمن تعلق من الْهدى بأوثق الْأَسْبَاب:

فسبحان من أسرى بِهِ وأحله *** محلا علا يسمو على الشَّمْس والبدر 
وصير جِبْرِيل المقرب خَادِمًا *** لَهُ وحباه بالحماية والنصر
نَبِي رقا نَحْو السَّمَاء لفضله *** وَشَاهد مَا فِيهِ تحار أولو الْفِكر
وناجاه رب الْعَرْش جلّ ثَنَاؤُهُ *** وأتحفه فِي حَضْرَة الْقُدس بالبشر
وَكم مثلهَا من معجزات عَظِيمَة *** وآيات غايات تجل عَن الْحصْر