26 صفر 6 هـ
20 تموز 627 م
يوميَّات غزوة بني لِحْيَان بالرَّجِيع: اليوم الأول

وفيه كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حزن على أصحاب بعث الرجيع؛ عاصم بن ثابت ومن معه رضي الله عنهم وما حدث معهم …

وقتل بني لحيان لبعضهم وأسر الآخرين وقتل قريش لبقيّتهم؛ خبيب بن عدي، وزيد بن الدّثنة وصلبهم بمكة في صفر من السنة الرابعة للهجرة، ولم يكن الوقت مواتيًا حينها لتأديب بني لحيان على فعلهم الخسيس بقتلهم بعثة الدعوة التي أرسلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فرأى صلى الله عليه وآله وسلم أن الوقت قد حان لتأديبهم بعد فشل قُريش في غزو المدينة في غزوة الخندق وفشل أحزاب العرب معها أن ينالوا من المسلمين، فأراد صلى الله عليه وآله وسلم أن يرسل رسالة لقبائل العرب أن ما فعلته بنو لحيان لن يمرّ مرّ الكرام ولو بعد عامين، وكانت قُريش قد أنهكتها الحرب وتفرّق تحالفها بعد محاولتهم غزو المدينة في غزوة الخندق.

فخرج صلى الله عليه وآله وسلم في صبيحته من المدينة المنورة قاصدًا منازل بنو لحيان ب#~~~عُسفان~~~# اقتصاصًا لأصحاب الرجيع وتأديبًا لهؤلاء القوم الغادرون، فخرج صلى الله عليه وآله وسلم ومعه مائتان مُقاتل وعشرون فارسًا من المسلمين، وأظهر أنّ وجهته الشام حتى إذا ما طارت الأخبار بتحركه العسكري صلى الله عليه وآله وسلم، لم يتوقع أحد من قبائل الجنوب قدومه صلى الله عليه وآله وسلم عليهم.

فسار صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه حوالي 8 كم في ساعة ونصف تقريبًا حتى وصلوا عند #~~~غُراب~~~#، ثم حوالي 13 كم في ساعتين ونصف تقريبًا حتى وصلوا عند #~~~مخيط~~~#، ثم أكملوا المسير حوالي 9 كم في ساعتين تقريبًا حتى نزلوا #~~~البتراء~~~# وغربت الشمس وهم هناك.

 

سريّة عُكاشة بن محصن الأسدي إلى غَمْر مَرْزُوق
وفي ليلته كانت قد جاءت الأخبار إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم بوجود جموع لقبيلة بني أَسَد عند #~~~غَمْر مرزوق~~~# -ماء من مياههم بنجد-، وكان صلى الله عليه وآله وسلَّم يتجهّز لغزو الرّجيع بعُسفان لتأديب بني لِحيان، فأمر عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه أن يخرج على سريّة من 40 مُقاتلًا، فيهم ثابت بن أقرم، وشُجاع بن وهب، ويزيد بن رُقيش رضي الله عنهم، يسرعون السَّيْر حتى يشنّوا الغارة على بني أَسَد بالغَمْر.

فساروا من المدينة المنوَّرَة شرقًا باتّجاه نجد حوالي 19 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~العاقول~~~# وقت صلاة الصبح فصلوه به أو قريبًا منه، ووقفوا للاستراحة، ثم حوالي 24 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~ذا القصّة~~~#، فوقفوا للاستراحة وغربت الشمس وهم هناك.