7 شعبان 2 هـ
6 شباط 624 م
يوميّات سريَّة عبد الله بن جحش إلى نخلة اليمانيّة ثم تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة وفرض صيام رمضان: اليوم التاسع عشر

وفي ليلته أمسى سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان عائدين من نخلة اليمانيّة بعد أن تخلفا عن سريّة عبد الله بن جحش وقد وصلا …

#~~~اليتمة~~~#، فصليا المغرب والعشاء وباتا أول الليل ثم سارا حوالي 24 كم في خمس ساعات تقريبًا، حتى وصلا #~~~وادي ريم~~~# وقت صلاة الصبح، فصلياه بها أو قريبًا منها، ووقفا بها للاستراحة، ثم أكملا المسير حوالي 23 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلا #~~~الجثجاثة~~~# وغربت الشمس وهم هناك.
وفيه وصل إلى المدينة المنورة رسول من قريش لفداء أسيريها الحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة، وكانت سريّة عبد الله بن جحش إلى نخلة قد أسرتهما، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أحبّ الاطمئنان على سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان ووصلهما سالمين قبل إطلاق الأسيرين لقريش، فقال لرسل قريش: «لن نفديهما حتى يقدم صاحبانا، إن قتلتم صاحبيّ قتلت صاحبيكم».
وكان في الأسيرين الحَكَم بن كيسان، أسره المقداد بن عمرو، وقدموا به إلى النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم اليوم، وجعل النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوه إلى الإسلام، فأطال صلى الله عليه وآله وسلم كلامه، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “تُكلمُ هذا يا رسول الله؟! والله لا يسلم هذا آخر الأبد!!، دعني أضرب عنقه ويقدم إلى أمُهُ الهاوية”،  فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يلتفت إلى عُمَر، فقال الحكم: “وما الإسلام؟”، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «تعبد الله وحده لا شريك له وتشهد أن محمدًا عبده ورسوله»، قال الحكم: “قد أسلمت”، وشهد الشهادتين، فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه وقال: «لو أطعتكم فيه آنفًا فقتلته دخل النار»، فقال عمر: “فما هو إلا أن رأيته أسلم وأخذني ما تقدم وتأخر وقلت: كيف أرد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرًا هو أعلمُ به مني، ثم أقول : إنما أردت بذلك النصيحة لله ولرسوله!” قال عمر: “فأسلم والله وحَسُنَ إسلامه وجاهد في الله حتى قُتِل شهيدًا يوم بئر معونة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راضٍ عنه ودخل الجنان” [^1]، وبقي عثمان بن المغيرة على كفره وعاد إلى مكة فمات بها كافرًا-.

[^1]: ولعمر بن الخطّاب رضي الله عنه مواقف مع النّبي صلى الله عليه وآله وسلم، أخطأ فيها وكان من فائدتها أننا -حين نقرأ ما فعله رضي الله عنه- نتعلم كيف أن البركة والصواب في فعله صلى الله عليه وآله وسلم ولا خير في الاعتراض العقلي على حضرته -ولو كان منطقيًا في وقته-، فإنّه مؤيد من ربّه يوحَى إليه، فإذا كان الصبر على مُراده صلى الله عليه وآله وسلم، تمّ الفهم عن حضرته وعن الله، وزالت أسباب الاعتراض.