15 ربيع الأول 4 هـ
28 آب 625 م
يوميّات سريّة عمرو بن أُميّة الضَمْري إلى أبو سفيان بن حرب: اليوم الثالث عشر

وفي ليلته أمسى عَمْرو بن أُميّة الضمري وسَلَمة بن أسلم بن حريش عند #~~~شعب يأجج~~~# وقد أرسلهما النبي صلى الله عليه وآله …

وسلم لقتل أبي سفيان ردًّا على محاولته الخسيسة لاغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإظهارًا لقوّة المسلمين، فسارا مجدّين في السير حوالي 12 كم في ساعتين ونصف تقريبًا، ودخلا مكّة بحدود الساعة العاشرة ليلًا متخفيين، فقال سلمة لعمرٍ بن أميّة: “لو أنّا طُفنا بالبيت وصلّينا ركعتين؟”، فدخلا المسجد الحرام وطافا وصلّيا، ثم خرجا يبحثان عن أبي سفيان في نوادي مكَّة، وكان معاوية بن أبي سفيان يسير في مكَّة ويعرف عمرو بن أميّة الضمري، فلمّا رآه أمامه عرفه، فقال: “عمرو بن أميَّة!، والله ما قدم مكَّة إلا لشرّ -وكان عمرو بن أميّة معروفًا بأنّه من الفاتكين الأشدّاء في الجاهليّة”، فقال عمرو لصاحبه: “هيا نهرب وننجو بأنفسنا”، فهربا مُسرعين حوالي 4 كم في ساعة إلا الربع تقريبًا، وصعدا جبلًا، وخرج بعض أهل مكّة يتعقبونهما، حتى إذا صعدا الجبل في الظلام يئسوا منهما، ودخلا كهفًا فباتا فيه وقد وضعا الحجارة بعضها فوق بعض عند مدخل الكهف حتى لا يراهم أحد داخله.
ولمّا كان الصباح، جاء رجل من قريش يقود فرسًا، فمرّ من أمام الغار، فقال عمرو: “إن رآنا هذا الرجل صاح بنا فيأخذوننا ويقتلوننا”، فخرج إليه عمرو فضربه في صدره بخنجر كان قد أعدَّه لقتل أبي سفيان، فصرخ الرجل صرخة مدويّة أسمعت أهل مكّة، ورجع عمرو فدخل الغار، وجاء الناس مُسرعون والرجل يلفظ أنفاسه الأخيرة، فقالوا: “من ضربك؟”، قال: “عمرو بن أميّة”، ومات من فوره، ولم يخبرهم بمكان عمرو بن أميَّة، وغربت الشمس وهما مختبئان هناك.