13 شوال 8 هـ
6 شباط 630 م
يوميات غزوة الطائف: اليوم الأول في الحصار: اليوم الرابع

وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه المسلمون في غزوة الطائف عند #~~~السدرة الصادرة~~~#، فصلوا المغرب …

والعشاء وأقاموا الليل، ولمّا صلّوا الصبح ساروا حوالي 6 كم في ساعة تقريبًا حتى نزلوا قريب من حصن #~~~الطائف~~~#، وقد وزّع جيش المسلمين في المكان، فلمّا نزل جاءه الحُباب بن المُنذر فقال: “يا رسول الله إنا قد دنونا من الحصن، فإن كان عن أمر سلّمنا، وإن كان عن الرأي، فالتأخر عن حصنهم”، فسكت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ولمّا استقرّ جيش المسلمين حول الحصن، انهالت عليه السهام والحجارة من الحصن كالجَرَاد، وتترس المسلمون بالدروع حتى أصيب بعضهم بجراحات، فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحُباب بن المنذر فقال: «انظر مكانًا مرتفعًا مُستأخرًا عن القوم»، فخرج الحباب بن المُنذر باحثًا عن موضع أفضل فنزلوا عند ما يُعرف اليوم ب#~~~مسجد عبد الله بن عباس~~~# رضي الله عنه، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتين من نسائه: أم سلمة وزينب رضي الله عنهما، فنصبوا لكل واحدة منهما خيمة، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يصلّي بين الخيمتين مُدَّة الحصار.

وخرجت من الحصن امرأة ساحرة استقبلت جيش المسلمين بعورتها حين نزلوا بمكانهم الجديد كأنها بما تزعم من سِحْر تمنع المسلمين من الحصن، وتقدّم المسلمون ناحية الحصن قليلًا، وخرج في مقدّمتهم يزيد بن زمعة بن الأسود رضي الله عنه على فرسه، فسأل ثقيفًا الأمان يُريد أن يكلّمهم للتفاوض، فأعطوه الأمان، فلمّا اقترب من الحصن رموه بالنّبال فقتلوه، وخرج هُذيل بن أبي الصلت -وهو مشرك- أخو أميّة بن أبي الصلت من باب الحصن، وهو يظن أن ما عنده أحد يراه، فأسره يعقوب بن زمعة وكان قد كمن له، حتى أتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: “قاتل أخي يا رسول الله”، فأمكنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قتله قصاصًا لأخيه.

وجاء سلمان الفارسي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: “يا رسول الله أرى أن تنصب المنجنيق على حصنهم، فإنا كنا بأرض فارس ننصب المنجنيقات على الحُصُون وتُنصب علينا، فنصيب من عدونا ويصيب منّا بالمنجنيق، وإن لم يكن بالمنجنيق طالت الإقامة في الحرب والحصار”، فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصنع لهم منجنيقًا لنصبه على الحصن.

وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنشر الحسك -أشواك مصنوعة من خشب شجر العَيْدَان- حول الحصن في دائرتين متتاليتين.
وأقام المسلمون بالموضع الجديد للجيش مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، محاصرين الحصن وغربت الشمس وهم هناك.